Part 1

14K 162 22
                                    


-
في احد الضواحي الريفيه في منزل يقطن اعلى التلة ، مُزين و مميز وكأنه احد بيوت الخيال و افلام الكرتون يحمل بداخله اب حنون و ام مريضة بالسرطان و أخت كبرى اسمها الجازي بعمر الـ ٢٩ سنة ام عزباء لطفل بعمر الـ ٦ سنوات المُسمى بـ ذيب و بطلة روايتنا الأخت الوسطى نوف بعمر الـ ٢٤ سنة مرحة مُحبة للحياة ولكنها ليست بذلك البراءة ومع انغماسنا بالأحداث وحدة تلو الأخر سنكتشف شخصيتها العدوانية..والأخت الصغرى هنادي صاحبة الـ٢٠ سنة و المدلـلة التي وافتها المنّية قبل سنة من احداث الآن ..

طلع بستعجال وهو يسحب الشنطة ويرفع صوته لأجل يسمعون : يلا يابنات يلا! ماصارت الله يهداكم بس
نزلت الشباك وتكلمت بتعب : خلهم على مهلهم لا تطيرهم يا فالح
سكر شنطة السيارة بعد ما تأكد ان كل اغراضهم موجودة و وقف عند عتبة البيت : يا الجازي يا نوف اعجلوا علينا!
طلع له ذيب وهم مبتسم : جيت جيت يا جدي
ابو الجازي بنرفزه : وين امك انت!
تلاشت ابتسامته وهو يناظره بزعل : انا وش دخلني ترفع صوتك علي
اخذه بحضنه وقبله بخده وابتسم ليلاطفه : اعذرني وانا جدك ان امك وخالتك شيبوا براسي
جت الجازي وهي تركض وضحكاتها تملي المكان : يلا جينا جينا
ابو الجازي بستنكار: واختس ناويه تبلط داخل ولا كيف؟
نوف بملل تقدمت لهم وهي شايله شنطتها : وش دعوه يبه لذا الدرجة تبي الفكه منا!
ابو الجازي : اقول يلا على السيارة الطريق بياخذ وقت وانا ما ابي امسك الخط بالليل
الجازي مسكت ولدها وركبت بالسيارة معه و يليهم نوف الي تأففت وهي تحط شنطتها بحضنها : يبه الحين وش بيصير لا سافرنا معك انت و امي! او على الأقل خليتنا هنا بالريف ولا نرجع للرمل و الغبار
ابو الجازي : يابنت الحلال لي شهر وانا مقرر ومعطيكم خبر لا ترهقين راسي
نوف : من الحين عط جدي وجدتي خبر ما المس شي بـ بيوت الطين
الجازي ضربتها بخفه على يدها وهمست : انطمي انتي عارفه ابوي مايبي يخلينا لحالنا ! لا تضيقين صدره
تكتفت و تتأففت بملل و تقدمت لناحية امها ولامست اناملها بكتفها : وش اخبار الحلو اليوم؟
ام الجازي بتعب من جلسة الكيماوي : بخير وانا امك بخير
الجازي ابتسمت : الا يابوي كم بتجلسون بكوريا؟
ابو الجازي : والله وانا ابوك من اربع لست شهور
نوف بنبرة بكاء مُصطنعه : بــموت!! لا جد جد بموت
ام الجازي : نوف كم مره اقولك عن هالكلمه الماصخه!
نوف ضحكت ونطت لعندها وهي تبوسها : خلاص اسفه يا حبيبتي انتي
ام الجازي عدلت جلستها : ايه تأدبي لا تخليني ازعل
نوف : كل شي ولا زعلك يا نظر عيني
الجازي بهمس : نوفوه خلاص انطمي خلي الولد ينام
لفت عليه وضربته بفخذه بخفه : قم يا ورع
الجازي بعصبية : اف منك اقسم بالله انك بزر
ابتسمت بإنتصار وكأنها ترد لها الضربة الي ضربتها قبل خروجهم
ذيب تأفف بملل : والله انك اخيس خاله
نوف بستعباط : ومن قال ابي اصير خالتك المفضلة؟
ذيب : لأن مافيه الا انتي خالتي هنادي راحت
الجازي سكرت فمه وضحكت بتوتر : نام ياحبيبي نام
سحبته لناحيتها عشان تسدحه وناظرت لنوف لثواني معدودة وكأن بحديث ذيب عن اختهم الصغرى لامس جروح افراد العائلة ، وبما فيهم نوف الي كرهت سيرة الحُب و الزواج بشكل عام بسبب علاقات خواتها العاطفية ..اختها الكبرى مُطلقة بسبب كشفها لخيانته وهي حامل بالشهور الأولى وإدمانه على الممنوعات ..
و الصغرى الي توفت السنة السابقة ، تم خطبتها على فتى احد الجيرة للعائلة بعمر الـ ١٥ من صاحب الـ ١٩ سنة وتم تأجيل الزواج لبعضًا من السنوات لحتى تتم الـ ٢٠ برضى الطرفين ولكنها كشفت الاعيبه و خداعه لها قبل الملكة بـ أسبوع واحد فقط ..
كانت وفاة طبيعية عند الجميع وهذا القدر المكتوب ، ماعدا عند بطلتنا نوف التي تعتقد حتى الآن ان سبب وفاة اختها الصغرى هو معشوقها الذي اكتشفت زواجه سرًا ، لتنام وقتها ولم تستيقظ..
-

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن