Part 19

1.7K 69 7
                                    

-
بعد ساعات عديدة ، بعد آذان الفجر تحديدًا..
في قرية "آل هازع "..

دخل للبيت مع رواف بعد الصلاة وهو يسبح ويستغفر وعيونه على الي كانت قاعده وتخيط..
رواف بتعب : انا رايح اكمل نوم صحيني بدري
ردت وعيونها على الأبرة والمكرة : طيب
صعد رواف للأعلى و ماتبقى الا وضاح الي ناداها بهدوء : بنت
رفعت راسه له وهي تتمتم بالرد ..
وضاح : سوي لي شي اكله
عزوف بصدمة : الحين؟
مسح على جبينه بتعب : ايه اليوم بطلع بدري
تركت اغراضها على جنب ولا حبت تطيل الحكي معه اكثر ، زعلانه وشايله بخاطرها عليه من تمرده وعلى الي بيسويه من دون لا يحسب حساب لأية عواقب ممكن تصير بالمستقبل..
دخلت للمطبخ وبدت تسوي له فطوره لحاله بكل هدوء لأجل ماتصحي الي صلوا و رجعوا ينامون لحد ماتشرق الشمس ..
دخل بهدوء عندها وهو متكتف : ابي اعرف وش مزعلك؟
كانت تحرك البيض ولا التفتت له وتكلمت بملل : سويت الي تبي خلاص انتظرهم يتصلون عليك ويقولون تعال خذ بنتنا
وضاح تصنع الأستغراب : وليه ماتبينها؟ زيها زي نسواني الي راحوا
لفت عليه بعصبية : وليه متساهل بهالموضوع؟ نسوانك كانوا منا وفينا وهذي كيف بتعيش بينا وترتبط وتحمل اطفال يحملون نفس قبيلتنا ؟
وضاح : وين المشكلة؟
عزوف بإنفعال : خلاص لا عاد تجيب الطاري بالأخير مو مهتم لرأيي غير انك بتفقع مرارتي
رجعت تلف عليه وتكلمت بسرعة : ولو بتداري خاطر احد و تتودد له عشان تكسبه بصفك رح لأختك الكبيرة الي بتكون اول واكبر سبب بخراب هالعايلة من تدري ان بنت "آل ثايب" بينا
ابتسم بسخرية على طاريها وتكلم بهدوء يعكس بعثرة المشاعر الي تحوس بداخله ، وحب يغير الموضوع : المهم لا تكثرين الملح
وطلع على طول وهو ياخذ نفس بعمق و يزفر بتعب ، واتجهه على طول للتليفون الي رن وهو مستغرب مين بيتصل بهالوقت ..
وضاح بجمود : ياهلا
جاه رد صاحب الصوت المألوف : السلام عليكم
اعتدل بجلسته وعيونه على عزوف الي وقفت عند عتبة باب المطبخ وتكتفت وهي تناظره : وعليكم السلام
تكلم بهدوء رغم مشاعر الغضب الي بجوفه وارهقت عيونه عن النوم : اليوم مفروض ماشين لديارنا
عقد حاجبه بستغراب من طريقة حكيه الغير مفهومه: ايه؟
بلع غصته وهو ينطق بالجملة الي رتب لها مئات المرات خلال الساعات الماضية : البنت موافقة ، ولأجل عندي اشياء مهمة برا القرية ابيك تجي العصريه تملك على البنت وتسري معها
فز من مكانه بستغراب ومن سرعة الرد الي ماتوقعها ابدًا تكون بهالطريقة : والعرس؟
بانت نبرة الغضب لما قاطعه : عرس وش؟ تبي الكل يدري ان بنتي بتاخذ من قبيلتكم؟ يكفي كتب الكتاب وخذها ولا خله..
تكلم بسرعة وكأنه قرر يغتنم الفرصة : لا ، لا بإذن الله جايك الليلة والمهر معي
سكر السماعة حتى من دون لا يوادعه ، ولكن ماجهلت عزوف ابتسامة السخرية الي ارتسمت على وجه اخيها وسألته بستغراب : ليش مبتسم؟
وضاح ببرود : سلامتك ..روحي جيبي الفطور يلا
دخلت للمطبخ ، وتكتف وهو يناظر للتليفون ومازال مستمر بالسخرية : حتى تمثيل ابوك الي كان موضح تمسكه فيك وخوفه عليك بات بالفشل
جت عزوف بالصينية وهي تناظره بستغراب: الحمدلله و الشكر قاعد تكلم حالك!
وضاح بستغراب : انا؟
عزوف بستنكار : ايه من غيرك يهوجس بحبيبة القلب
وقفت وهي تعدل جلابيتها : اذا خلصت رجع الصينية للمطبخ انا رايحه انام
تركته يغوص بهواجيسه ، هالليلة كيف بتعدي؟ العصر بيروح ياخذها ومايعرف حتى شكلها جاهل كل شي حرفيًا فيها ماعدا كفوف يدينها الظاهرة و عيونها خلف البرقع ، جاهل تمامًا تفاصيلها الي اتهمته فيها امام والدها ، تذكر هالموقف اشعل قلبه نيران الغضب ونفض راسه بسرعة من كمية الأفكار الي داهمته ولا خلته يتهنى بـ لقمته الأولى ..
-
الساعة ٩:٣٠ صباحًا ، قرية " آل ثايب "
في منـزل الجد ابو فالح ، بغرفة الفتيات تحديدًا..

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن