Part 45

2.4K 48 17
                                    

-
بعد صلاة الظهر ، في قرية " آل ثايب " ..
طرقت باب الغرفة عدة مرات لحد ما سمعت صوته الناعس وهو يتمتم بالسماح للدخول ، ودخلت بخطواتها الهادئة وعيونها تدور عليه بستغراب : وينك فيه؟
ابعد اللحاف من عليه واظهر نفسه من السرير وناظرها بعيون حمراء من التعب : سمي
تقدمت له بسرعة وجلست بجانبه على طرف السرير وتحسست حرارته وتكلمت بأسى : للحينك تعبان وانا امك؟
ضاري بتعب : ايه والله
وناظرها بجدية : ان كانك محتاجه شي وصي سلطان ولا صالح تراهم يدلون القرية زين
ام فيصل تنهدت : لا وانا امك ماجيت عشان اطلبك شي
ضاري بستغراب : اجل لوشو؟
ام فيصل بذهول : وشو؟ ناسي اني امك؟ جايه اتطمن عليك اعنبوك من ولد
كح بقوة بنص ضحكته ومسك يدها بحنية : الله لا يخليني يا بعد حيي
التفتوا كلهم لناحية باب الغرفة الي انفتح بهدوء ودخلت هاجر وهي تخلع برقعها بستغراب من تواجد خالتها بغرفتهم : صاير شي؟
ام فيصل ابتسمت : شكلتس مادريتي عن رجلتس تعبان
تقدمت لناحيته وهي تتأمل ملامحه وتكلمت بجدية: تعبان؟ من متى؟
ضاري بهدوء : مافيني الا العافية بس اميمتي ودها تخاف
وابتسم لها : صح ولا لا؟
ام فيصل بزعل : خل عنك هالحكي كان مافيك شده للصيام علمني اسوي لك شوربة تصحصحك و..
ضاري بجدية : لا لا بكمل صيامي ، وبعدين كلها ساعة ساعتين اريح فيها بالسرير وبنزل لكم مثل الحصان
وقفت ام فيصل وهي تنفض قميصها وتكلمت بتعب : خلتس وانا امتس عنده وداريه وانا بروح اكمل شغلتس مع البنات
طلعت من الغرفة ، وسرعان ما لفت هاجر له وتكلمت بستغراب : من متى تعبان؟ طول يومك نايم وكيف خالتي درت عنك
ضاري بهدوء : صحيت الصبح ولقيتها قاعده وشافتني وجت الحين تتطمن علي
قربت لعنده وبدت تتحسس حرارته وتكلمت بستغراب : ماحسيت فيك يوم انك صحيت
وناظرته بجدية : وبعدين حرارتك مره مرتفعه! مثل النار اعوذ بالله
ضاري تنهد بتعب : والله مدري من وين لقطت هالتعب بس ان شاء الله مأجور
وقفت وهي تسحب طرحتها وبرقعها وتكلمت بسرعة : بجيب لك الكماد..
مسكها من يدها وتكلم بهدوء : بلاها الكمادات ما احبها
هاجر بستغراب : فيه احد ما يحب الكمادات! محد بيخفض هالحرارة غيرها
ضاري : هذي اول معلومة تعرفينها عني الكمادات ما احبها من صغري ، ولكن فيه شي ثاني بيخفضها لي
اعتدلت بجلستها وتكلمت بسرعة : ايه وشهي!
سحبها لناحيته وارتطمت بحضنه وتكلم بهدوء : خلك كذا وبتنخفض حرارتي
حاولت تبعد نفسها عنه وتكلمت بصعوبة : وخر!
ضاري ابتسم : لا تخافين محد بيناديك سمعتي امي هي الي بتمسك شغلك
هاجر بعصبية : وخر ياخي وش لعب البزران ذا
رد ببرود وهو ممسك بها بحضنه : وبرضو لا تخافين صايم مافيه بالي امور ثانية
تنهدت بتعب من بعد صراع في محاولة الأبتعاد عنه وتكلمت بتعب : هذا وانت تعبان ومهدود حيلك بهالقوة ولا قدرتك لـ..
قاطعها وهو يضحك بضحكته الساخرة ومُغلق عينيه : عشان تعرفين اني معطيك على جوك طول هالفترة ولو غيري خذا الي يبيه بالقوة
ضربت صدره بقوة وتكلمت بعصبية : تعقب ثم تعقب مايكفيك متزوجتك بالغصب
ضاري بنفس نبرة بروده : اذا اعقب اخذ شي منك بالقوة بذاك الموضوع ايه بالله اعقب بس اني اعقب انو متزوجك بالغصب؟ لا بالله ما يعقب الا انتي تحسبين اني بخليك للي ما يتسمى
هاجر رفعت راسها له بذهول : وش قاعد تخربط انت! مو طبيعي بديت تهذري من هالحرارة
وحاولت تفك يده عنها بصعوبة : خلاص وخر!!!
ضاري بجمود : خلك
هاجر بتعب : طيب وخر بفك طرحتي بموت من الكتمه !
فك يده عنها وسحبت طرحتها الي انتثر منه شعرها ورمتها بجانبها وهي تتنهد بتعب : اف
رجع يسحبها لعنده وتكلم بتعب : وخلاص اسكتي خلني اريح لي شوي
هاجر بنزفزه: وانا بقعد انتظرك لين ما تصحى ! ماني فاضيه لك
ضاري : زوجتي ، مالك الا الصبر
ناظرت السقف وتأففت بملل : يارب صبرك يارب
مرت ثواني ودقايق وهي حاسه بقوة مسكته لها وعارفه انه مانام ، وهي لو تلاحظ ان قوته ارتخت بتسحب نفسها على طول وبتطلع برا الغرفة ولكن لعل الملل اكتسحها في جلستها بحضنه والصمت يعم بينهم وماتسمع الا اصوات اهله تحت ..
-
بنفس التوقيت ، في منزل الخالة ام محمد ..
تقدمت لها مزون وباست راسها بهدوء وناظرت بأرجاء الملحق بستغراب : وينها رفيف؟
ام محمد : راحت مع عيالها لمحل الخضرة شافت انه ناقص الثلاجة كم غرض وقالت اجيبها قبل الفطور
جلست بجانبها بصعوبة وتكلمت بتعب : اعذريني يا خالتي ما انتبهت للمطبخ هالكم يوم وانتي عارفـ..
ام محمد بسرعة : داريه داريه وانا امتس بطنتس تاعبتس كلنا مرينا بهالمرحلة فيه منا من لقى الي يحن عليه وفيه من الي كملت شغلها وهي عاضه اصابعها من التعب
ابتسمت مزون لها وهي مستغربه : كأنك قاعده تفضفضين لي؟
ام محمد بضحكة : ايييه وانا خالتس خليها على الله والله لو احكي لتس من هِنا لين باكر ماقضيت
ولفت عليها وهي مبتسمة واردفت : بس الحمدلله على كل شي هذا الي اقوله
مزون تنهدت بتعب : ايه بالله الحمدلله والشكر لك يارب
ام محمد رفعت حاجبها ونظرها على بطنها : وها الي ببطنتس وش جنسه؟
مزون بضحكة : يوه خالتي خليه مفاجئة ماو..
قاطعتها بسرعة : اقول علميني بس وخلي هالحركات
مزون ابتسمت : ولد
ابتسمت بذهول: صــدق؟
مزون هزت راسها : ايه الحمدلله ولد بس ها ياخالتي لحد يدري ترا مايدري الا انتي ومحمد
ام محمد بهدوء : ابشري .. و ها مرت اخوتس حامل بوش؟
مزون بعدم معرفه : والله مدري ما سألت
ام محمد : يلا اهم شي العافية و الصحة ، ولا صار بنت ولا ولد كلهم نعمة من الرحمن مافرقت
مزون تنهدت بهدوء : ايه والله
دخل محمد وبيده اكياس الخضرة وناظرهم ببتسامة : ها عجايزنا مجتمعين كأنه
مزون بسرعة : كم مره اقولك لا تناديني العجوز يالشايب
ام محمد ناظرته بستغراب : وش ذا الي شايله؟
محمد بهدوء : شفت رفيف عند الباب واخذته منها
وسرعان مادخلت خلفه وهي تخلع عبايتها والأبتسامة تعتليها وتكلمت بحماس : ياويلي يا يمه ليتك تطلعين وتشوفين تجهيزات القرية للعيد ..
وشددت على جملتها بحماس : تـفـتـح الـنفـس!
ام محمد ابتسمت : خلنا نفطر ونعين من الله خير وبعدها نطلع ونشوف الدنيا
واردفت بسرعة : وعسى رجلتس بيرجع من السفر قبل العيد؟
رفيف بسرعة : ايه ان شاء الله تحري له اليوم الفجر ولا بكره بيوصل
مزون ابتسمت : يوصل بالسلامة ان شاء الله
جلس محمد بجانب والدته وناظر لمزون بسرعة : ها وش صار على خطبة سياف؟
مزون بستغراب : والله مدري ميساء ماحكت لي شي
محمد : مو قالوا انها باكر؟
مزون بهدوء: ما ادري ياقلبي ما ادري أقولك ماتعمقت بالموضوع بزيادة
ولفت على رفيف وضيقت عيونها بتعب : رفيف الله يسعد قلبك تكفين ولدي جراح نايم بالغرفة طلي عليه لا يكون صاحي تراه يخاف لا كان لحاله
رفيف ابتسمت : ابشري كم عندي مرت اخو انا!
تلاشت ابتسامت والدتها وكأنها تذكرت ضناها الصغير وتكلمت بأسى : يالله انك ترحمه وتجبر بخاطري بفقده ، كان بيكون اجمل عريس بعد اخوه محمد
وكأن غيمة كئيبة مرت من خلالهم من انجاب سيرة المرحوم وذكرياته وحنيته على الكل ..
محمد تنحنح بهدوء و نفض راسه من المشاعر السلبية : الله يرحمه
قامت مزون رغم صعوبة وقفتها ولا تدري ليه هالحمل بالذات ثقيل عليها بحركتها بعكس طفلها الأول ، ولكنها كانت حابه تطلع من هالأجواء المشحونة يكفيها ماصابها قبل يوم واحد من حركات اختها مزنه ..
رفعت سماعة التليفون وخلال ثواني رد عليها صوتها المتحمس و واضح انها كانت بموجة ضحك كبيرة : هلا
مزون ابتسمت : وش عندك ليه تضحكين؟
عزوف بضحك : رواف طايح قبل شوي وامي تسمي عليه تحسبه تحرول
مزون بضحكة : بسم الله عليه ، لا تضحكين عاد تفشلينه كذا
عزوف ضحكت بعدم مبالاه : يابنت الحلال هذا مايتفشل ابد
وتكلمت بجدية : ايوا وش عندك داقه؟ عساه خير
مزون ابتسمت : الخير بوجهك .. بس اني اتصلت اشوف وش موضوع سياف بالضبط و..
عزوف بملل : يا هالسياف وش فيه بعد؟ الرجال بيعرس وش تبونه يقعد ينتظرني طول عمره؟
مزون بستغراب : اعوذ بالله اكلتيني! الي يشوفني اقولك تزوجيه غصب ، متصله اسأل اذا خطبته بكره عشان اعطي محمد خبر
تسندت وزفرت براحة : ايه اشوا بس حسبالي بتنفتح هالسيرة الي ماصدقت تتسكر
مزون بهدوء : ها طيب وضاح ماقالك شي؟ الي اعرفه اخواني ومحمد ناوين يروحون معه لخطبة الرجال مايبون يخلونه لحاله
عزوف بهدوء : مدري ما سألت وضاح ولو سألت وضعي بيصير غلط وانتي فاهمه وش اقصد فلذلك انتي بنفسك كلميه افضل
مزون بملل : يالليل ما طولك ، خلاص قولي له اذا شفتيه يتصل علي ضروري
عزوف : ابشري
سكرت منها والتفتت لرفيف الي دخلت وهي شايله جراح ومبتسمه : لقيته مصحصح ويلعب مع نفسه
مزون بأنفعالية حنان : يــاروحـي وليـدي
جلست بجانبها رفيف وبدت بالسوالف معها الي كانت كلها تخص الحمل و الأمومة وتعبها ، والتهوا اكثر من دخلوا ناصر وياسر عيال رفيف وبدوا يلاعبون جراح الصغير..
-
بعد اذآن العصر ، في قرية "آل هازع "
شمر اكمام ثوبه وطلع من المسجد بخطواته الهادئة وبهمساته المسموع بالأذكار ، بما انه انتهى اجتماع الأكباريه عندهم بالقرية كعادتهم توجه لـ منزله وهو عارف انه واحد البنات يطلع معهم يشترون الناقص للعيد بما انه ماعاد بقى له الا يومين ..
طرق الباب عدة مرات وسرعان ما عقد حاجبيه بستغراب من استقبال خالد ولد مزنه له وتكلم بسرعة : امك هِنا؟
باس راس خاله وابتعد للخلف بهدوء : ايه
زفر بملل وتكلم بنبرة ثقيلة : ناد لي عزوف ونوف قلهم اني احتريهم
خالد : ابشر
اول ما ابتعد خالد عن الباب تقدم وضاح ليغلق الباب وينتظرهم لدقائق طال فيها صبره ، التفت لناحية الباب للدخول ولكنها كانت اسرع منه ..
طلعت عزوف وهي تعدل برقعها وتكلمت بعصبية وهي تناظره : وضاح! شف المريضه هذي فكني منها لا اقوم واحرقها بكبرها بدال يدها بس
تنهد بملل وتكلم بهدوء: نادي لي نوف اعجلوا علي ، ساعة انتظركم هِنا
عزوف بنرفزه : واختك تخلي الواحد يلحق على عمره اعوذ بالله لو..
طلعت نوف وهي تضحك وتشد برقعها لتحت ..
عزوف كشرت بملل : ويعه ان شاء الله بس هذا الي فالحه فيه كركره على قل سنع
نوف بضحكة : بموت بموت ما اتحمل اول مرة اشوفك ترمين البياله عليها كذا
ولفت على وضاح وهي ميته ضحك وتشرح له الموقف بعفوية : فاتك والله فاتك! لو ما وخرت مزنه للجهه الثانية كان بلطت البياله بنص جبهتها بس حسافه!
كان يتأمل عيونها الضاحكه من خلف برقعها و رسمة كحلها المميزة وضحكتها الناعمة الي بدت ترن بقلبه قبل مسامعه ، وتكلم بنبرة جامده مثل ملامحه الي بقت تتفحص كل شي فيها بهالثواني البسيطة : ضوقي عيونك
بوزت عزوف بنرفزه وتقدمت عنهم بخطواتها السريعة ، واما نوف الي تلاشت ابتسامتها وناظرته بستغراب : طيب وسالفتي وش صار عليها!
مشى بخطوات هادئة معها وتكلم بهدوء : تعرفيني نبرة هالصوت العالي ما احبها برا البيت ، وبعدين ضوقي عيونك
تأففت بملل وتكلمت بهدوء : ياحبك للنكد
كانت بتسرع خطواتها عشان تماشي عزوف ولكنه مسك بيدها بسرعة وناظرته بستغراب : وش بلاك!
وضاح : خلك معي
نوف بستغراب : اختك طلعت برا الحارة وانا وياك نتمشى و..
وضاح ابتسم : اختي تدل دربها ، وبعدين وش فيك تبغين النحشه مني؟
بانت عليها ملامح الذهول ولكنها حبت تتحفظ فيها وابتسمت لا شعوريًا : اهـــا!
دقت كتفها بكتفه وضحكت : قول انك مشتاق لي لا تسوي نفسك معصب وحالتك حاله
ما حب يوضح لها مرادها اكثر من كذا ، ورفع حاجبيه وركز نظره على بطنها وتكلم بفضول : والي ببطنك متى موعد معرفتنا عليه؟
نوف : عزوف تقول فيه وحده تعرف ، خلني ادخل شهري الرابع قريب وبروح لها اشوف
وسرعان ما تمسكت بيده وبدت تترجاه : بس تكفى تكفى لا كان ولد لا تسميه صقران ، تكفى
وضاح بهدوء : ابوي له سنين ميت ، زودن على انك بتاخذين هالولد معك بعد ما تفطمينه تبين تحرميني من صيت اسم ابوي يتردد في البيت بحفيده او اني اخلي الأوادم ينادوني به؟
تركت يده وتكلمت بعصبية : خلاص عاد! اتركنا من سالفة روحتي والله العظيم اني طفشت منها بكـ..
قاطعتهم عزوف الي رجعت لهم و واضح انها مستغربه من بطئ مشيهم : تتمشون على بيض انتم! اخلصوا علي
تقدمت لها نوف و الزعل واضح عليها ، مازعلت من الأسم ولكنها ملت من سيرة رحيلها الي يكررها دايم لها هذا وهي قريبًا بتدخل الرابع ، وعلى ما يتبقى لها خمس شهور زيادة للولادة و الرضاعة و الفطامه للمولود كيف بتقدر تحدد هي وش تبي دام ان قلبها ينزف من الوجع وهي تشوفه قد ايش يبيها وهي تبيه ولكن المُشاحنات الي بينهم عيت تقضى وتروح ..
-
في الوقت ذاته و بنفس القرية ، بالجهة الأخرى من حواري هذهِ القرية ..
من بعد ما لاحظت جلوس اخوها وامها بالمحلق حاولت قد ماتقدر تلحق على مواضيعهم المُثيرة وخلصت الي تقدر عليه بالمطبخ وطلعت لعندهم وبدت تسمع تخطيطاتهم وجديتهم في موضوع الخطبة لسياف ، مع ملاحظتها فرحت والدتها بما انها هي صاحبة الأختيار للفتاة الي بتدخل حياتهم كزوجة وتزيد عددهم للأربعة بعد ما قضى هالبيت سنين طويلة لـ ثلاثتهم ..
طلعت ام سياف بعصاتها من المحلق وبخطواتها الهادئة والأبتسامة مرتسمه على ملامحها المُجعدة وصوتها وهلهلتها بفرحتها الأولى ما تخفى على الجميع ، وبمجرد ما لاحظت زول امها اختفى من امامهم ..
لفت عليه وناظرته بعيون ذابله من الزعل على حاله وتكلمت بحسرة : سياف تكفى لا تسوي بنفسك كذا!
كان يلعب بسبحته وتكلم بجمود : وش اني مسوي؟
ميساء بزعل : محد جابرك تتزوج الحين و بهالوقت بالذات! مافيه شي يدل على طوعك لأمي في هالموضوع بسرعة الا انك تبي تنتقم ..
ناظرها بحدة وتكلم بنرفزه : انتقم ليه؟ شايفتني مجنون ولا كسير محبة قاعد الملم جروحي ؟
ميساء بعصبية : وهذا الي صاير ، كسير ومكسور بزيادة بعد
بدت تربت اصابعها على رأسه وتكلمت بحدة : الي براسك هذا عنيد و عناده بيضيعك اذا انت بايع عمرك ومستعد تدخل نفسك بمتاهه زواج وعائلة وبيت واطفال ، بنت الناس ماهي لعبة ولا هي مستعدة تطبطب على زوجها عشان ينسى عشيقته! فكر زين قبل تروح تخطبها
وقفت واكملت حكيها بنبرة حزن وعيون دامعه : عندك اخت وهالأخت انا ، اذا ما ترضى علي المراهنه في يوم انه يجيني رجال مكسور وقلبه ذبلان ويأذيني معه ، حتى بنت الناس اهلها ماهم راضين بألي راح يصيبها في قربك يا خوي
وقف قبالها على طول وهو يدخل سبحته بمخباه وعيونه تقدح شرار من غضبه: لا تقارنين نفسك في احد ولا تقارنين احد فيني ، انا رجال اطيح يوم واقوم سنين بنت الناس هذي الي تقولين لي عنها ما استرجيت ادخل بيت اهلها واخذها الا وانا متأكد اني بصونها كزوج
تعداها للخروج ولكنه توقف بسرعة ولف عليها وتكلم بنبرة ساخرة : واذا على طاري المحبة ، المحبة مصيرها تجي مع الوقت ، وبنت الناس ما اخذتها حق شهر ولا شهرين ابيها زوجه تحترمني واحترمها
ميساء بزعل : بتحترمك وتحترمها ولكن قلبك وينه فيه؟ في بيت ..
سياف بعصبية : اقصري الشر يا ميساء! والسالفه مثل ما انفتحت تتسكر ومن اليوم ورايح يا انك تفرحين لي يا تسكتين ولا تصجين راسي
هم بالخروج ، تارك اخته الصغرى حزينة على حاله مابين خوف وتردد على اخيها الأكبر من اندفاعه بقرارته ..
ميساء تنهدت بزعل : بتضر نفسك ياخوي والله انك بتضر نفسك
-
في وقتًا اخر من هذا اليوم ، بالقرية الأخرى ..
في منزل ابو فيصل بالتحديد ..
من بعد صلاة العشاء في هذا الوقت بالتحديد والهدوء يعم على المتزل على غير العادة ، ولكن بخروج الجميع لـ مشاغلهم قاطع هذا الهدوء صوت ضحكاتها وهي تركض ممسكه بالمسجل الصغير وخلفها هاجر الي واضح عليها الضجر والنرفزه : جيبيه! ريناد لا تطيحينه والله العظيم انه بزعل
ريناد بعناد : اول شي اعتذري واعطيك غيره لا!
ابتعدت اكثر للخلف اقترابًا من الباب ورفعت حاجبها بنرفزه : ها بتعتذرين ولا؟
هاجر بعصبية : رينادوه اقسم بالله لو يصيب المسجل شي اني ل..
وكان دخول صالح اسرع من ملاحظتهم له ، وسرعان ماخبطت حافة الباب بيد ريناد الي تأوت من الوجع الي صاب يدها ..
تقدمت هاجر واخذت المسجل من الأرض والشريط الي طار منه وتكلمت بعصبية : وكسر وكسر ان شاء الله ياريناد وكسر!!
نزلت لمستواها وكانت تحاول تساعدها في التقاط ما تناثر من المسجل ودفت يدها بقوة وصرخت : وخري عن وجهي اقول!!!
ريناد بتوتر : هاجر بالله عليك انتي شايفه صويلح هو الي بغى يكسر يدي بفتحته للباب والله اني ما طيحته متعمده!
لمت المسجل لحضنها وتكلمت بنبرة خانقه : مشكوره ، مشكوره ما خليتيني اتهنى بهدية اخوك بس الشرهه مو عليك الشرهه علي انا الي اشارك بزر مثلك اغراضي
انسحبت من الحوش ركض لفوق لعند غرفتها تحت نظرات صالح وذهوله من المشهد الدرامي وتكلم بنبرة هادئة يمليها الذهول : وش السالفه؟
وقفت ريناد مقابله وتكلمت بعصبية : وانت وش جابك الحين!! حبكت من كل الأوقات تجيني الحين الحين بالذات؟؟؟
صالح برهبة : يابنت الناس ارفقي علي وش بلاكم؟
تأففت بملل ودفته من امامه : اااااووه وخر عن وجهي
شافها تبتعد عنه والف سؤال يدور براسه راحت وتركته مو فاهم وش السالفة بالضبط، وقاطعه صوت ضاري وهو يضحك : يا باشا! عساك طولت بالنومه على الواقف؟
نفض راسه وتكلم ببلاهه: ها .. لا بس تهاوشوا ذولي قدامي ومدري وش وضعهم
ضاري بستغراب : منهم!
صالح : ريناد و هاجر اشوفها شالت المسجل وهي تبكي وراحت لغرفتها
ضاري قرب له : وشو؟
صالح بسرعة : يا رجال مدري وش السالفه ما امداني استوعب اني فاتح الباب الا خابط بريناد وطيحت المسجل ومرتك عصبت
وناظر لضاري بجدية : وبعدين انا من وين لي استوعب انه ممكن احد واقف ورا باب الشارع كذا؟
ربت على كتفه وتكلم بهدوء : حصل خير
مد له باقي الأغراض وطلبه يجهزهم بملحق الرجال ، اما هو اسرع لغرفتها فوق وهو عارف انه صاير شي من بوهة صالح المخطوفه الي مو فاهم شي ..
دخل على طلوعها من الحمام وكانت تمسح وجها ، وتكلم بسرعة : وش السالفه؟
سحبت الشرشف بسرعة وغطت المسجل الي كان متوسط السرير وتكلمت بهدوء: ولا شي
تقدم للسرير وسحب الشرشف من عليه وناظرها وناظر للمسجل وهو رافع حاجبه : وش فيه؟
هاجر بإنفجار مفاجئ : انا عمري ما اتلفت هدية جتني بس اختك الملقوفه هي الي كاسرته
ابتسم بذهول : وذا الي مزعلك!
هاجر بعصبية : على وش تضحك؟ انت عارف انه في خاطري من فترة ما صدقت يجيني الا وكسرته لي
ضاري بهدوء: خلاص اصلحه لك وان ما تصلح اجيب لك بداله اثنين ولا تزعلين
جلست على طرف السرير وسحبت المسجل لحضنها وبدت تتفحصه والزعل واضح عليها : لا عاد تشتري دام الملقوفه فيه فبتكسرهم كلهم ، وكأنك يبو زيد ماغزيت
سحبه منها وبدأ يناظره وتكلم بهدوء : دام القاعدة انسكرت ماظنتي امر تصليحه سهل ، بياخذ وقت
رفع عيونه لها وهي جالسه بهدوء بجانبه وعلامات الضجر واضح عليها وابتسم : ودام ان صبرك قليل يا اليوم يا باكر بجيب لك واحد جديد .. ها وش قلتي؟
تأملت عيونه وابتسامته وتنهدت بهدوء : زين
ضاري بستغراب : اوله كل ذا زعل! خلاص قلـ..
هاجر بجدية : حزت في خاطري اول هدية منك لي تنكسر كذا بدال ما اكون محافظه عليها ولا المسجل يجي غيره عشر لو اني انا شاريته بنفسي
استمر الصمت لثواني وهي تناظر عيونه الي تتفحصها وتكلمت بستغراب : وش فيك؟
ضاري ابتسم : مادريت انك مقدره هديتي لذا الدرجة ، لو اني داري من البداية كان بعت صالح وسلطان وشريت لك فيهم بيت
ضحكت من غير شعور وضربت صدره : زودتها عاد
ضاري بسعادة : ايه كذا اضحكي ، يا محلى وجهك وهو صافي من الحزن
لاحظ ابتسامتها وخجلها واكمل على طول : و يامحلى لا اقبلت بالبيت وشفتك مستانسه رغم ان والله سعادتك مع اهلي بس وبجنبي تعبسين بس ماعليه اهم شي انك مرتاحه معهم
أشرت لنفسها وتكلمت بستغراب : انا كذا؟
هز رأسه بالإيجاب : ايه ، ملاحظ اني اشوف فيك جوانب كثيرة وانتي معهم ومعي تتحفظين واجد مدري الغلط مني ولا منك ولكن ادعي ربي يزيل هالحواجز
تقدم لها اكثر ومسك يدها بحنية : لأن الله يعلم بالمشاعر الي تهيضت من شوفتك فما بالك بقربك؟
بلعت غصتها من خجلها ولكنها لأول مرة تترك مشاعرها ورغباتها تتحرك اتجاهه بهالشكل ولامست يدها وجهه وبدت تتأمل عيونه وحاجبه المعقود وهمست له : اسفه على جفاي ، ولكنك خلقت هالجفى فيني وماني عارفه اصير لك الزوجه الي تبيها
وضحت علامات التعجب عليه من تصريحها هذا وتكلم بنفس نبرتها : اخطيت بالبداية ولكن لو تسمحين لي اصير لك الزوج الي تبينه ، ونعطـ..
بادرت بالقرب اكثر فأكثر ليعم الصمت عليهم ، لحد ما لامست شفاهها شفايفه وتخالطت انفاسهم ببعض ..
-
بنفس الوقت في القرية الأخرى ، نعود مرةً اخرى لـ قرية الأبطال ..
سحبت من الجلابية وبدت تتفحصها بستغراب ونزلتها بحضنها : وش فيتس وانا امتس كل سنة نفس القصة
عزوف بهدوء : هذا الي يناسب لي يمه وارتاح فيها
ام وضاح تنهدت بهدوء : على هواتس وانا امتس الي يريحتس
وعقدت حاجبها بستغراب واردفت : مرت اخوتس وينها كأنها تأخرت علينا
مزنه بأنفعال : خليها خليها بقلعتها من متى وانتي تتفقدينها بالجلسة معنا؟ شوفي وش زينا مـ..
عزوف بعصبية : مالك دخل انتي وانطمي وبعدين شوفي كم الوقت طسي عند رجلك الله يصيبك كانك ابلشتينا من دخلتي هالبيت
فزت مزنه بعصبية وبدت تأشر عليها وهي تناظر امها : سمعتي! سمعتي طويلة هاللسان هالعانس؟ مايكفي رميتها للبياله علي قاعده تدعي بعد
ام وضاح بتعب : خــلاص! خـلاص اعنبوكم بنات ما تقعدون هاجدات خمس دقايق!
دخلت نوف وخلفها وضاح وهي مبتسمه ونزلت الكيسه بالأرض وطلعت منها الجلابية الحمراء المطرزه بالذهبي وتكلمت بفرحة : ترارررا وش رايك؟
ام وضاح بضحكة : ياكافي يانوف ! تبيني البس هالزري بعد هالعمر؟
نوف بستغراب : ماعجبك ذوقي؟ تراني مترت قريتكم كلها عشان اجيب لك احسن الجلابيات
وتقدمت لهم وجلست بوسط عزوف وخالتها وتكلمت بحماس : وبعدين انتي عارفه اني دايم اشتري لأمي جلابياتها يعجبها ذوقي اكثر من اختي الجازي
عزوف بستغراب : عاد اشوف الجازي احلى ذوق منك
لفت عليها نوف بسرعة وهمست : انطمي انتي بعد الواحد مايمديه يكذب وانتي فيه
كتمت ضحكتها وناظرت لوضاح الي كان غايص بأوراقه وعيونها على طول توجهت للي لفت جسدها كله نحوه وتكتفت : الا يا وضاح وش صار على سياف؟
وضاح بهدوء : وش فيه؟
مزنه : موب قالوا انه بيخطب؟
وضاح بتذكر هز راسه بالأيجاب وهو يعتدل بجلسته : ايه ايه ، ان شاء الله باكر خطبته بأذن الله
ام وضاح ابتسمت وهي تأشر بيدها : ياحليله هالولد كان هالقد لاجاني كل ظهريه عشان ياخذك وتطلعون ومايطلع من البيت الا وبايس راسي الله يوفقه يارب
الكل : امين
مزنه بنبرة حادة : الا عاد اقولك دام انها مرةً واحده خطبه ، كملها واخطب الزوجة الثانية ونبارك مرةً وحده..
ولفت على امها مبتسمه : ولا لا ماودك بفرحتك فيه؟
ام وضاح بزعل : لو بزوج ، بزوج رواف وعزوف وضاح ماله داعي له العرس وربي بيرزقه بعد شهور بضنا
بلعت غصتها وهي تناظر ملامح وضاح المبتسمه وعيونه على امه ، واستنكرت نبرته الضاحكه ولكن سرعان ما اثلج قلبها برده على اخته الكبرى : وش له اتزوج وانا عندي وحده عن عشرة نسوان؟
وناظر لنوف وغمز وهو مبتسم : وبعدين يكفيني هالزين حلالي ما ظنتي بلقى لها مثيل
توردت خديها بخجل ولكن زادها غرور وكِبر نظرات مزنه الغاضبة لـ تهم بالجلوس بجانب وضاح وثبتت يدها بيده وابتسمت بغرور : وانا من لي غيرك يا روحي
ام وضاح بضحكة : عشت وشفت طيور الحُب متوالفين يا سعد حظي سعداه!
مزنه بعصبية : وش له الحُب ، دينك محلل لك الثانية والثالثة وحتى الرابعه وانت رجال(ن) ما ينقصك شي
عزوف ابتسمت : واظن متعب رجال(ن) مايعيبه شي بعد وقبل نملك على وضاح ، نملك على متعب اول ونستانس جميع بالتعدد الي بيصير
ضحكت نوف من قلبها وهي تشوف فزة مزنه الي بدت تأشر بعصبية : وش دخل متعب الحين وش دخله!!!
التفتت لناحية الباب بسرعة ورفعت الجلال على راسها من سمعت صوت رواف وهو يردد للتنبيه لدخوله ، ودخلت ساره مبتسمه ومعها خالد الي كان مستانس بالثوب الجديد الي جابه له رواف ..
و كالعادة غاص الجميع بتفاصيل ساره الي كانت بقمة سعادة ايضًا بأغراض العيد الي اختارتها بنفسها مع رواف ، ومابين فرحة نوف من ردة فعل وضاح الي رجع يغوص بأوراق المحل وسرح عن الكل الا هي الي حست الدنيا وقفت عندها بهذيك النقطة ..
رواف بجدية : ها يا ابو الصقر وش صار على موضوع سياف؟
نزل بيالة الشاهي وتكلم بهدوء : تجهز بكره العصر واحنا عندهم
رواف تنهد وهو مبتسم : يـاه يا رجال من زمان عن هذي الأجواء ، اخطب وانخطب
وضاح بضحكة : يلا شد حيلك والحقه ما وراك شي
ام وضاح بجدية : ايه بالله والقسم الثاني المهجور ذاك نجهزه ونعدله لك بس انت قل تم
رواف ببتسامه : بعدين بعدين ماهو الحين كل شي ملحوق عليه
ساره بسرعة : بس ياخالي العمر ماهو ملحوق عليه
ام وضاح بضحكة : ايه بالله انتس صادقه يابنيتي
رواف بجدية : والله يا يمه مافيني حيل للمسؤولية هالحين اصبروا علي سنتين ثلاث وان شاء الله وقتها خير
-
في منتصف الليل من اليوم المُفتعل بالأحداث الكثيرة ، في قرية "آل ثايب "
كانت جالسه بجانب والدتها امام المرآة ومدت لها طقم الذهب وهي مبتسمه : بس ماشاء الله عليه ابوي والله انه ذويق عرف يختار
ام الجازي بضحكة : وهالشي غريب على ابوتس؟ يعرف اني احب الطقوم الهادية واختياره لي دايم زين
الجازي ابتسمت : عشتو عشتو بدت تتغزل فيه ياربي
ام الجازي بحنية : يستاهل ابو بناتي كل خير الله يقدرني وارد له جميله يارب
الجازي ضيقت عيونها وبنبرة حنان : ياربي يا يمه قولي لي وش بقى ماسويتيه لنا؟ يكفي وقت تعبك كنتي شايلتنا فوق راسك وللحين شايله همنا
ودقت كتفها بكتف امها وغمزت : وبعدين استانسي ، استانسي العيد ماعاد بقى له شي وكل قشنا جاهز ولله الحمد
ام الجازي بتفكير : و اختس خلصت اغراضها ولا باقي؟
تكلمت بهدوء وهي ترتب الأغراض الي قدامها : لا تخافين على نوف تعرف تدبر عمرها ..
وناظرت امها بسرعة : وبعدين متى بتخلين خلود تنقش لك؟ السنة الي فاتت ترا ما نقشتي وهالسنة لازم! تنقشين
سرحت بعيونها لبعيد وبلعت غصتها بحزن ، وما جهلت الجازي ردة هالفعل من والدتها وتكلمت بستغراب وهي تلفها لناحيتها : يمه بك شي تشكين من شي؟
ام الجازي بحزن وعيون دامعه : والله يابنيتي فقيدتي الصغيرة للحينها ببالي
وبدت تشرح بيدها وهي تشهق من بكيتها الي تحاول تتمالكها : لا تجمعنا جميع اسرح في خيالها احسها معنا وحاضره كل تفاصيلنا ، فقدت ضحكتها وفقدت محارش نوف معها وفقدت كيف كنتي تصالحين بينهم وتحاولين تفكينهم عن بعض
ورجعت تناظر الجازي وهي تبكي بحرقة : علميني يالجازي كيف تبيني اتنقش واعيش يومي طبيعي وهي ما تفارقني لحظة وحده بس! .. ماودي انكد عليكم لا شفت الكل مستانس وسعيد تلزمني الغصه الي تخليني اتكتم عن السوالف لأني لو تكلمت بكيت وانتي شايفه الأحداث الي صارت من شهور عديدة نطلع من مشكلة وندخل بالثانية وكل واحد فينا لاهي بحياته و..
حضنتها بسرعة وبدت تبكي معها وتغرس راسها بصدر والدتها : يا يمه تكفين لا توجعين قلبي بذكراها ، والله انها فقيده وما نسيتها بس قاعده احاول مثل ما الكل يحاول يتعايش مع شعور الشوق لها
ورفعت راسها وهي تسمح دمعتها بسرعة : هنادي ماتبي الا الرحمه الحين ، متأكدة لو انها بينا ما سمحت للحزن يدخل بينا ابد
رفعت نظرها لفوق ام الجازي وتنهدت بتعب وعيونها مستمرة بالدموع وتكلمت بحرقه : هذا العيد الثاني بدونتس يا ضناي جعلني اشوفتس بالجنةَ الباردة
الجازي ببكاء : امين
مسحت دموعها وبلعت غصتها مثل ما بلعتها من سنتين من الآن ، ورفعت كفيها لوجه ابنتها الكبرى ومسحت دموعها وهي مبتسمه بوجها المتورد من البكاء : امسحي دموعتس ، لا بارك الله فيني كاني زعلتس معي
شهقت الجازي بخوف : يمه بسم الله عليك وش هالدعوة ! تعرفيني ما احب هالحكي ابد ابد!
ام الجازي بنفس ابتسامتها المكسوره : ماعليه وانا امتس خليني لحالي الحين وروحي لولدتس اقعدي معه ومنها فكري بموضوع هزاع زين لا تنسين ابوتس يبي الجواب بكره ان شاء الله
الجازي بتعب : ما ابي اخليك لحالك
ام الجازي بترجي : عشاني وانا امتس والله ودي بالجلسة لحالي خليني ارتب اموري احسن من يجي ابوتس ويشوفني كذا وأكدر خاطره هو بعد ، يكفيني انتي
وقفت وهي ترتب لبسها وتكلمت بهدوء بادئ على ملامحها الحزن : ابشري على هواك ، واذا احتجتي شي ناديني على طول بجيك
ام الجازي تنهدت بهدوء : ماتقصرين
طلعت من غرفة والدتها وهي تسحب رجولها لعل والدتها تغير رأيها وتناديها وترجع تجالسها وتحاول تغير من جوها، ولكن واضح ان ودهت بالقعده لحالها ولا حبت تضغط عليها اكثر من كذا ..
ولكن سرعان ما عقدت حاجبها بستغراب من حديث سمعته وحبت تتأكد منه وبدت تقرب بخطوات هادئة نحو الملحق خطوة خطوة وهي تسمع صوت والدها ..
ايه .. ابد على خير .. متى الوقت المناسب وابد حياك .. الولد ولدك وابرك الساعات انك تشوفه ويشوفك ..يلا تمسي على خير
دخلت بسرعة عليه بمجرد ما سكر المكالمة وناظرته بخوف : مين ذا؟
ابو الجازي تنهد بملل : ابو ذيب
الجازي بسرعة : وليش متصل وش يبي!
ابو الجازي وهو يعدل جلسته: دامتس قاعده تتسمعين اكيد انتس داريه انه يبي ياخذ ولده
الجازي بسرعة : لا! يبه كم مره اقولك يبغاه يجي يشوفه عندنا لو ينام هنا اسبوع بس ما ياخذه عنده
وقف ابو الجازي والتعب واضح عليه من وقفته طول اليوم عند بيته الجديد واشرافه على الشغل كله : يابوتس تراني تعبان وسكري هالسالفه
الجازي تمسكت فيه وهي تبكي : يبه ليه تسوي فيني كذا؟ كم مره اقولك ذيب ما يروح مع ابوه انا مدري كيف يعامله ويعاملونه هناك لا تقطع قلبي عليه تكفى
سحب يده منها وتكلم بعصبية : وانا كم مره بحاكيتس عن هالموضوع! ذيب صغير ولازم يشوف ابوه وبعدين انتي عارفه الودر ذا ما يتحمله اكثر من اسبوع ، يعني تحري اسبوع ويرجع لتس زي اخر مرة
وتنهد بتعب : وبعدين تشوفيني منهد حيلي خليني اريح لي قبل يأذن الفجر يا الجازي لا ترهقيني
تقدم عنها ورجعت تتمسك فيه بسرعة : طيب علمني وش لازم اسوي عشان ماعاد ياخذه؟
ابو الجازي بهدوء : موب لازم تسوين شي ، هذا ابوه وله الحق يشوفه وياخذه معه كم يوم ويرجعه .. وبعدين انا قلت لتس ان مارجعه انا بنفسي رحت واخذته هذا حفيدي وماني بايعه ولأني ماني بايعه ما ابي اعيشه يتيم بكل مرة بيجي ابوه يشوفه ادسه عنه
كانت بتتكلم وأشر بيده لها بالسكوت : قضينا سكري الموضوع ، وبدال لا ترجعين بكل مرة تفتحين موضوع خالصين منه فكري بهزاع وردي لي خبر ترا الدنيا فوق راسي وتعبان من هالشغل لا تزودينها علي وتخليني الاحق وراتس ماتبينه قولي لا ، تبينه وافقي وخلي العيد عيدين ونملك عليكم بسرعة وانتهينا ..
طلع للخارج مخليها غارقه لوحدها ، بكل مرة تحس الدنيا بدت تزهر لها يرجع هالطليق يظهر حولها ويتعب قلبها بأخذه لصغيرها ، ماتبي ذيب وحيد بلا اب ولكنها ما ترتاح ابد انه يكون بعيد عنها لأيام وخصوصًا مع هالشخص الي ماكان يستحق الأبوه بأية شكل من الأشكال ..
-
في الوقت ذاته ، بالقرية ذاتها ولكن بالمنزل الأخر عند بيت ابو هزاع بالتحديد ..
فتح الباب بهدوء وهو يناظر لأنحاء الحوش الهادي و انواره الخافته ولكنه ما جهل الحس الي سامعه نابع من المطبخ ..
دخل عليها وهي ملقيته ظهرها وتكلم بهدوء لأجل مايرعبها : وش انك تسوين؟
فزت بخوف وناظرته وهي مرتعبه : بسم الله!
هزاع بسرعة: هذا وانا موطي صوتي لأجل ما تخافين
خلود : ما حسيت بك يوم دخلت
ورجعت تناظره : وش عندك؟
رمى مفاتيحه فوق الطاولة وجلس على اقرب كرسي: انتي الي وش عندك للحين صاحيه ما نمتي مع العربان
رفعت الي كان بيدها وتكلمت بهدوء : شوفت عينك قاعده اجهز الحناء ابغاه يخمر قبل اروح به لجداني ..
ورفعت حاجبها بتساؤل : وانت وش مرجعك هالوقت؟
تنهد وهو يفصخ سداريه ثوبه : ابد كنت مع العيال وخذاني الوقت مع مشاري و تسحرت معه
خلود ابتسمت : بالعافية
هزاع بفضول : الله يعافيك .. عساك تسحرتي؟
خلود بسرعة: ايه الحمدلله من ساعة تقريبًا وتوني خلصت المطبخ وبديت بالحناء
هزاع ببتسامة : شكل السهرة للفجرية
ورفع نظره للساعة : ماعاد بقى شي على الآذان
خلود تمتمت بالرد وبهدوء ..وعم الصمت لثواني بينهم واستغربت جلسته عندها بالمطبخ ورجعت تناظره بستغراب : وش فيك؟
هزاع بتوتر : ولا شي
خلود ابتسمت بستفزاز : علينا! قل اخلص وش انك مهبب
هزاع تقدم لها بسرعة : بنت عمك ماقالت لك شي ؟
خلود بضحكة: طلع هذا نظامك! جلستك ذي ماهي من حب فيني وانا اقول وش عنده وخيي مهتم اذا تسحرت ولا لا
هزاع بملل : يابنت الحلال لا تطولينها علميني قالت لك شي ولا لا؟
خلود بسرعة : لا مالها حس ابد ، بس بكره لا رحت لجداني بجس النبض واعلمك ماعليك
هزاع بفضول : وامي وابوي اليوم كله ما..
قاطعته بسرعة : لا اليوم كله ساكتين وماجابوا الطاري ومتأكدة انهم مثلك ينتظرون عمي يرد لهم لذلك لا توتر نفسك ولا توترنا معك
هزاع : بخور السوق كلمتيها طيب؟ هذي تعرف عن كل شي اكيد عندها خبر
خلود بملل : وبرضو بخور السوق مالها حس اليوم مختفيه حتى ما اتصلت ولا جت تتقضى معنا انا وامي بالسوق
هزاع ضرب الطاولة بعصبية : يالليل الليل و..
توجهت له وسحبته من يده وبدت تسحبه للخارج وتكلمت بسرعة : قلت لك لا توترني معك فالله يسلمك روح لغرفتك اقعد هوجس مع نفسك لين ما يأذن الفجر صل ونم وانا من بكره بجيب لك العلم فلا تصج راسي
ولف عليها بسرعة وتكلم بجديه : بالله عليك دامك رايحه رايحه جيبي العلم الزين ترا لي كم يوم انتظر لا ليلي ليل ولا نهاري نهار
خلود تنهدت بتعب : طيب ابشر بس فكني من شرك وروح غرفتك تكفى خلني اخلص هالحناء بروح انسدح تعبت!!
هزاع باس راسها وابتسم بحنية : قواك الله
طلع تاركها مذهوله بمكانها وتكلمت بستغراب من صدمتها : هذا صدق انجن! وش هالحنيه النازله عليه ياربي!

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن