Part 34

2.3K 67 27
                                    

-
على آذان العصر ، بالتحديد في منزل الجدة ام وضاح ..
في اثناء بعثرة الفتيات بالمطبخ وتجهيزاتهم لكل ما ألذ و طاب من الحلويات كـ عادتهم و مساعدة نوف الخفيفة لهم من باب التسلية وتغيير الجو لها رغم رفضهم الا انهم اصرت خصوصًا ان هالطريقة بتبعدها عن وضاح الي ما تبي تحط عينها في عينه ابد ! ..
فتح باب الشارع خالد وهو يتنحنح بهدوء وخلفه ابناء رفيف ياسر و ناصر : ياولد ياولد
ابتسمت رفيف من سماع صوته وضحكت بخفة : ياحليله خويلد من زمان ماشفته
مزنه بتسليك : ايه وليدي كبر اجل وش على بالتس
رفيف بهدوء : الله يخليه لك
طلعت عزوف من عندهم وهي قايمه شياطينها ودخلت للمطبخ بسرعة وهي تناظر للي واقف وتتذوق الأكل مع مزون و واضح غايصين بالجو وصرخت بحدة : بـنـت!
فزوا ثنتينهم وناظروها بستغرب وتكلمت مزون بخوف : عمى!
سارة بضحكة : خالتي بسم الله طيرتي عقولنا
عزوف بعصبية : قاعده بالمطبخ ليه؟ الضيوف جايين عشانك طسي عندهم
نوف ببرود : ماراح ادخل دام كبيرة المجانين جالسه هناك
عزوف بتوتر : يابنتي امي من جلست مغير تنغز لي عشان اسحبك لا تخلينها تعصب علي عشانك!
مزون بهدوء : ايه والله انا بعد راح عن بالي امشي نشيل باقي الصحون وندخل عاد مالها داعي انك ماتدخلين جيتهم عشانك وعشان يتطمنون عليك
زفرت بملل والتفتت لناحية الطاولة وشالت الي تقدر عليه ومشت بهدوء وعيونها على الثلاثي الي كانوا بزاوية الحوش وبقمة حماسهم من لعبهم الجلف الي شوي و يكسرون انفسهم ..
دخلت للمحلق وخلفها مزون وساره و عزوف الي كل وحده اخذت لها مكان وبدأت سوالفهم كالعادة ، ولكنها ما جهلت ايضًا العيون الي من جلست وهي تتفحصها و تعمدت تتجاهل وتمثل العادية ببتسامة التسليك و الردود المختصرة ولكن قطع تمثيليتها صوته وهو يناديها بنبرة غريبة والتفتت لعزوف الي كانت غايصه بالسوالف مع رفيف وقفت على طول وطلعت له وهي تعدل برقعها حرصًا منها لو كان رواف موجود ..
رص اسنانه بغضب وأشر للناحية الأخرى وهو يهمس : امشي قدامي اشوف
نوف بستغراب : ها؟
مسكها من زندها بخفيف ومشت معه وهو يسرع بخطواته للغرفة لحد ما دخلها وأشر لأغراضها الي كانت مجمعة بالأرض : هذي وش؟
نوف بهدوء : اغراضي
وضاح بحدة : ادري انها اغراضك مجمعتها كذا ليه؟
نوف بسرعة : الأشياء الي ما تلزمني ناويه اطلعها و بعدها برجع ارتب ملابسي
وعقدت حاجبها بستغباء : ليه وش فيك معصب؟
تأملها لثواني وكأنه يتفحصها وتكلم بشك : متأكدة؟
ابتسمت بتوتر وابتعدت خطوتين : ايه وش فيك علي!
فزت على طول من سمعت صوت مزون الي تناديها وزفرت براحة بالخفى وتكلمت بسرعة : مزون تناديني
تنفست الصعداء بمجرد التفافها للباب ولكنه كان اسرع منه لما مسك يدها وسحبها لناحيته وهو يتأمل عيونها وتكلم بهدوء : اعرفك لا كذبتي
بلعت غصتها وتكلمت وهي مبتسمة من قو توترها : اكذب في ايش؟
رد عليها بهدوء : لا رمشتي كثير و تهربتي من النظر في عيوني اعرف ان فيه شي خاشته علي
ابتعدت عنه واعتدلت بوقفتها وبدأت ترتب جلابيتها تهربًا من النظر له وتكلمت بتمثيل لـ الامبالاة : اكذب في ايش؟ وبعدين قلت لك مزون تناديني لا تخلي..
قاطعها بحدة وهو عاقد حاجبه بغضب : عزوف وساره ومزنه عندها
نوف تأففت بنرفزه : اوف عاد! خلاص ماصارت يعني الواحد ما يرتب اغراضه الا وراه بلا!
غمض عيونه لثواني يجمع شتاته من الأفكار الي داهمته و رهبة من عدم تواجدها بالغرفة لما دخلها ، حتى لما طلعت له من الملحق مازال فيه شعور غريب مخوفه! وتكلم بنبرة راجفه : نوف اسمعيني زين
بلع غصته وهو يناظر بعيونها : رضخت لك وانا رجال مالي بهوا المحبين معرفة ..
جلس على طرف السرير ومازال يتأملها وهي واقفه تناظره بدون اية تعابير : تزوجت مرة وثلاث حتى ، وجميعهم راحوا في سلامتهم ولا كان لي رغبة في اني اتمسك في وحده منهم
وأشر عليها وتكلم بنبرة غريبة: ولكن انتي يالي مطلعه قروني صامل ابيك لو يوقفون في وجهي قبيلتك كلهم والله ما اخليك ولا هم بيقدرون
نوف بخوف : لا تحلف!
تقدم لها بسرعة واكمل : و الي رفع سابع سماء يا بنت فالح انه لو يوقف في وجهي اكبر راس في "آل ثايب" ما تنوخذين مني وانتي تبيني!
عقدت حاجبها وميلت راسها بستغراب : ابيك؟
وضاح بهدوء : خيروك اهلك في قعدتك عندي ولا الرجعه معهم ، كانت في نيتي لو انك تبيني انهم ما يشدونك ولكن لو كان خيارك الرحيل هذي المرة اقولها لك مافيني حيل احارب عن شي ماهو لي!
بدأت تشعر بأن قلبها سيخرج من مكانه من صوت دقاته القوية وبدأت انفاسها تتدفق للخروج بعشوائية من توترها : ليش قاعد تقولي هالكلام؟
اقترب لناحية اذنها وهمس : لأن لملمة هالملابس داري وراها بلا ولكن هذاني اقولها لك دربك خضر يا نوف لو رغبتك انتي في الرجعه لديارك ، هذي المرة ماراح اقولها مثل العادة ان شوفة اهلك تحرم عليك ..
غمض عيونه بقهر وكمل حكيه وهو يتمنى هذا الي حاصل ماهو الي يدور في باله : ولو انتي مغصوبه على الرجعه اعطيني خبر ، والله مايصير خاطرك الا الطيب
كان قربه لناحيتها بمثابة الحضن للطرفين بينما كان يحادثها بكلامه الي مثل الخنجر في قلبها من ذهولها من الموضوع الي انفتح لها بشكل غريب و اعترافاته لها المُتتالية! ..
كان الهدوء سيد الموقف في هذهِ اللحظة ، وكأنها ابتلعت لسانها وكأنه رافض تركها بإحتضانه لها بأياديه الي تحاوطها وتشدها لناحيته ، ابتعد عنها وهو يناظر وجها وهي تتأمل الأرض ورفع وجها لناحيته وهو يناظر عيونها الدامعة الي لأول مرة يشوفها و بانت ملامح الدهشة عليه وتكلم بستغراب : تبكين!
نوف بغصه : ليش تقولي هالكلام الحين هذا وقته!
دفته عنها ومسحت دموعها بعنف ، ومن بين حزنها الا انه ابتسم بأمل من غير شعور وهو يتكلم بتأكيد : اهلك صح!
كان بيطلع للخارج ولكنها تمسكت فيه وهي تناظره بحزن غريب يراودها وهزت راسها بالنفي ، وتكلمت بنبرة انكسار : لا تسوي شي!
وضاح بحدة : ما راح ياخذونك !
بلعت غصتها وتكلمت وهي مازالت متمسكه بيده اليسرى بكيلا اياديها : محد بياخذني .. انـا .. الي بـروح
تراخت ملامحه والتفت لها بكامل جسده : ايه؟
نوف بخنقة عبرة : الي بيني وبينك لا يمكن يتصلح! كل شي من بدايته غلط وانا غلطت في حقك ومثل ما دخلت هِنا بطلع وبترجع الحياة لطبيعتها لكم كلكم!
وقف يناظرها بحسرة وتكلم بهدوء يعكس اعاصير تلف وتاخذه من كل صوب من غضبه : متى بتروحين؟
بلعت غصتها : بكره
وضاح بجمود : مع مين؟
نوف : ابوي
هز راسه بخذلان وابتسم ابتسامة غريبة ومازال على هدؤه الخارجي : الله معك
طلع من الغرفة وسكر الباب بأقوى ماعنده دلالة على غضبه ومن صوته الي ارتفع وهو يطلب الدرب للخروج ولا يكون احد في طريقه ..
كانت مازالت واقفه في مكانها والدموع كاسيه ملامحها ، وماتدري شعور الحزن على البعد في هذهِ اللحظة ليش كان مسيطر عليها ، تمنت كثير انه ما صرح بمشاعره اتجاها و لا حصل ماحصل بينها وبينه ..
-
في الوقت ذاته في قرية " آل ثايب " ، في منزل الجد و الجدة ..
طلعت من المطبخ وهي شايله دلة القهوة و خلفها صغيرها الي كان شايل معها صحن التمر ، طاحت عيونها على باب الشارع الي انفتح وتراجعت بسرعة تحسبًا من انه يكون هزاع وهي بدون غطاها ..
ام فالح بفرحة من شافت زول بنات ولدها : يـاهلا و يا مرحبـا والله
ابتسمت خلود وتقدمت لجدتها و زوجة عمها وسلمت عليهم ويليها والدتها و من ثم هاجر الي كانت مكتمه و واضح عليها الزعل من هدؤها على غير عادتها ..
ذيب بفرحة : خلود يمدي نروح للبقالة؟
خلود بهدوء : ابد ابشر بس حاول في امي توافق
ام الجازي بهدوء : زين انكم جيتوا مبكر تونا حاطين القهوة نتقهوى جميع ابرك لنا
ام هزاع : لو اني ما سحبت هالثنتين كان جيناكم المغرب يالله الخيرة
التفتت ام فالح و ضحكت بخفة وهي تضع يدها على فخذ هاجر : ها يابنيتي شكل جاتس العريس!
عبست بملامحها و وقفت بسرعة وهي تلملم عبايتها ورمتها بإهمال و مشت لناحية المطبخ ، تحت استغراب الجميع ..
ام هزاع بفشله : مدري وش اسوي فيها ذا البنت
ام فالح بحنية : خليها يابنت الحلال واضح انها مستحيه
قامت الجازي خلفها وسرعان ما دخلت للمطبخ وهي تشوفها جالسه ومغطيه وجها ، وتكلمت بستغراب : وش بلاك انتي!
هاجر بقهر : وخري عن وجهي يالجازي ترا مالي خلق احد من صباح الله وانا متنكده!
الجازي بذهول : هوب هوب! كلها عشان خطبة؟ عادي ارفضي
ناظرها وتكلمت بحدة : ارفض؟ انتي ماشفتي كيف ابوي وهزاع ميتين عليه كأنه اخر رجال بهالدنيا الا غصب اخذه!
تقدمت لناحيتها وتكلمت بهدوء : وانتي ليش ماتبينه؟ دام يعني عمي واخوك مرتاحين له مفروض ترتاحين بعد
هاجر بزعل : هذا بالذات ما ابيه ما ارتاح له! غصب هو؟
التفتت لناحية الباب ورجعت تناظرها وهمست : وش وراك انتي واضح علوم!
مسحت دمعتها بطرف كمها وتكلمت بإمتعاض : مثل علومك انتي والأخ الكريم الي الاحقك من كم يوم عشان تعلميني وش بينك وبينه!
اعتدلت بجلستها وهي تلم طرحتها عليها وتكلمت بتوتر : وش بينا يعني؟ خلاص انسي الموضوع
بدأت تناظرها بتفحص وتكلمت بملل : مين علمكم عن خطبتي؟
الجازي بهدوء : ابوي
تقدمت لها بحركة سريعة وتكلمت بزعل : يا اختي انا ما ابيه لأن سبق وشفت عليه شي! ما ارتحت له
عقدت حاجبيها بستغراب : وش تقصدين؟
هاجر بهمس : يوم اني طلعت اطلع الزباله (تكرمون ) انتبهت له يناظرني وبعدها بكم يوم خطبني ماهو مريح وما اداني الرجال الي عيونه زايغه ابد! ابد!
الجازي بضحكة من ذهولها : بس؟؟؟
وابتسمت : صح فعلته غلط وما يجوز انه يناظر بس يمكنك شديتي انتباهه و من بعدها جاء خطب ولا يعني كان مشبه عليك دام انه نظر نظره وحده اشوف الأحسن ما تتسرعين بإنطباعك عنه و تستخيرين افضل
نفضت راسها بملل وتكلمت بتغيير للموضوع : وانتي وش عندك مع اخوي؟ اخلصي ترا ماعادني اقدر اتحمل زود انتظار
الجازي ابتسمت : ملقوفه انتي مرة!
هاجر بحدة : بتقولين ولا كيف؟
تأففت بملل ومن ثمَ بدأت بسرد الموضوع لها من الألف إلى الياء ، تحت تعجب هاجر و صدمتها من جميع الأحداث الي حدثت بالسابق بدون اية ملاحظة منها ! ..
-
في القرية الأخرى ..
بعد تجهيز جميع البيوت بالقرى بدون استثناء لـ اجواء الشهر الكريم ومن ضمنهم منزل ام سياف ، الي بيعلن دخوله يوم الغد بأذن الله ، وبعد ما انتهت من جميع ترتيباتها لوحدها خلال الأيام الي راحت وقليلًا من مساعدة سياف لها بدأت بغلي الماء لـ القهوة و الشاهي و النعناع المُحبب لها و تجهيز المبخر الي بدأ دخونه يعتلي منزل ام سياف و يمشي بأرجاه بالروائح الزكية المُختلطة بروائح النعناع و القهوة ..
كان باب الشارع مردود تحسبًا لقدومهم ، دخلت ام محمد للمنزل وهي تسحب ارجلها الثقيلة ببطئ تحت مساعدة رفيف الي بدأت تتكلم بنبرة عتاب وتملل : يمه الله يهداك مو لو انك تركتي الجية لبكره ترتاحين يكفي انك رحتي لبيت ام وضاح
ام محمد ابتسمت من ترتيبات المنزل و الرائحة الجميلة : يـاه! ماشاء الله تبارك الله يا ريحة ترد الروح
طلعت لهم ميساء بزينتها و ابتسمت بفرحة وهي ترحب فيهم بهدوء : تو مانور البيت
أشرت لناحية الملحق وتكلمت بسرعة: من هنا دربكم ، تفضلوا
رفيف ببتسامة : زاد فضلك
دخل الجميع واخرهم ميساء الي وقفت من صوته وهو يناديها بهمس والتفتت بسرعة تدور عليه لحد ما لاحظته عند الدرج وتحركت له بحركة سريعة وتكلمت بستغراب : وش فيك؟
سياف بهدوء : جايه هي؟
ميساء بستغراب : ها!
سياف بحدة : عزوف موجودة؟
ضحكت بسخرية عليه : ويــن موجودة ! الي فيه خالتي ام محمد وبنتها بس
سياف بستغراب : وامس انتي وامي تتهاوشون عن ايش اجل؟
ميساء : ملقوف انت
وتنهدت بملل : تهاوشت معها لأنها سوت حركة مالها داعي قدام مزون اخت عزوف ام محمد خططت للجمعة للكل بس امي على طول فزت ورفضت الجيه
سياف بذهول : صادقه انتي؟
هزت راسها : ايه والله هذا الي حصل
وتكلمت بأسى : والله يا سياف دربك طويل مع هالبنت دام امي حتى الزواره ماتبي تروح لبيتهم انا اشوف انك تصرف النظر عن هالبنت ابرك لك لأن انت الخسران في هالموضوع و..
ابعدها عن طريقة ونزل اخر الدرجات وهو ينزل شماغه على كتوفه و طلع خارج المنزل و الضيقة متملكته ، أأخر خروجه من المنزل تحسبًا انها تواجدت في منزلهم و صدمته اخته بالسالفة الحقيقية الي سمع منها رؤوس اقلام بالأمس و تأمل بشوفتها ، ولكن واضح انه بيعاني كثير من والدته العنيدة و فتاته المنشودة اعند في رفضها للزواج ! ..
-
بعد مرور ساعة من هذهِ الأحداث ، في منزل أم وضاح ..
بعد رحيل ام محمد و رفيف و مزون معهما الي كانت مُنهكة من حملها ، و في الجانب الأخر من المنزل بالمطبخ تحديدًا ..
القت نظرة خاطفة لـ الحوش وهي تشوف خالد ولد مزنه مستلقي بحضن عزوف الي كانت تلعب بشعره وغايصه بالسوالف مع والدتها وساره الي كانت مستمعة للموضوع و الأبتسامة مرتسمة على ملامحها الطفولية و رواف و وضاح الي كانوا جالسين حول بعضهم و واضح عليهم ان الشغل ماخذ من وقتهم ، تأملته لثواني وهي عارفه ان أخر هذا اليوم بيجي والدها و بتطلع معه وهالمرة غير! بيكون سامح لها بالرحيل و ما راح تضطر انها تعاني للخروج خفية وسرعان ما حست بشعور غريب يراودها من رؤية هذا المشهد و تأمل الحياة هُنا للمرة الأخيرة لها و قاطع حبل افكارها دخولها عليها وهي تتمخطر وشمقت بإستفزاز : ساعة عشان تركبين القهوة!
زفرت بملل و التفتت لناحية الأخرى وتكلمت بهدوء : اطلعي برا
ضمت اياديها فوق بعض و وقفت وهي تاكل اللبان بطريقة مُستفزة : على الطاري دامني معتس لحالنا الصدق مفروض تتنادين قطوة ام سبع ارواح اعنبوتس انتي و الي ببطنتس!
فتحت غطى بريق القهوة الذي بدأ بالغليان و التفتت لها : وش تقصدين؟
مزنه بمراوغة : ماندري! هالله العالم وش مخليتس معشعشة في ذا الحياة عمرتس طويل يا القشرا
وتكلمت بسخرية : انا لو مكانتس ما تمنيت الحياة ابد! بس خيرة يمكن ربي اعطاتس طولة عمر لأجل اذلتس مثل ما ذليتي عايلتنا بدخولتس يا بنت " آل ثايب "
ابتسمت لها بإبتسامة جامدة ومازالت علم هدؤها : تتذكرين اول مقابلة لي معك كيف كانت؟
اعتدلت بوقفتها وتكلمت بحدة : و يا قبحها من مقابلة!
كانت تحوم حولها وعيونها على عتبة الباب في حال دخل احد او قرب! وقفت خلفها وهمست : اول شي سويته فيك كبيت المويا الفاترة عليك وتدرين وش اخر شي بسويه فيك؟
كانت على موقفها بوقفتها الي تصنعت فيها القوة وعقدت حاجبها بستغراب : ها؟
نوف بهمس : دفيتيني من اعلى السطوح ..
ودفتها بأقوى ماعندها لناحية البريق الممتلئ بالماء المغلي وخبطت فيه بشكل مُرعب لـ ينسكب عليها وبدأت بالصراخ الي خلاهم يركضون لداخل المطبخ اولهم رواف الي رمى شماغه وهو يناظر لنوف الي كانت متمسكه بمزنه وتسمي عليها بصوت مسموع : قومي قومي بسم الله عليك!!!
من بين بعثرة الجميع قدرت توصل لأذنها وهي متمسكه فيها وهمست : و هالمرة انا ادفك للنار نفسه
ناظرتها بملامح متوجعه من عزوف الي كانت تصب عليها الماء البارد وكانت بتتكلم ولكن قاطعتها بسرعة: اقل شي ممكن اسويه لك الحين ولا الود ودي دفنتك !
رفع صوته رواف بخوف وعيونه على اخته : نوف الله يجزاك خير وخري خلني اشيلها
ابتعدت عنها و وقفت وهي تشوف رواف الي شالها بكل قوته و يركض فيها للخارج وخلفه ام وضاح الي كانت تبكي والتفتت لعزوف : انتي اقعدي عند عيالها لا تجين..
عزوف بتوتر : ابشري
وضاح بحدة : وش صاير؟؟
تصنعت الدهشة وتكلمت بنبرة استغراب : ما ادري! قالت انا الي بسوي القهوة ما امداها تقرب للبريق الا زلقت رجلها حتى ما امداني امسكها
عزوف بخوف : اعوذ بالله والله ان صراخها قشعر جسمي ، يالله!
نوف بتصنع للحسرة : الله يعينها ان شاء الله ما يكون الحرق خطير
كان يتأمل تعابيرها المليئة من الدهشة ، وحست في شكوكه تراقبها و رفعت عينها عليه بسرعة : نروح لها نتطمن ؟
عزوف بسرعة : لا! ماتروحون وانا اقعد لحالي مالكم داعي خلوكم معي
والتفتت لناحية سارة الي كانت محتضنه عبدالله الصغير وخالد الي كان يتكلم بهاتف المنزل : وبعدين هذولي كيف بتعامل معهم بهالموقف ..
وتمسكت بيده بترجي : وضاح خلك تكفى
زفر بهدوء وهز راسه بأسى : على خير .. على خير
حاوط يده على اكتاف اخته واحتضنها ومشى فيها لناحية الجلسة وهو يهديها بنبرة الهادية ، اما هي! ماعاد بقى لها الا كم غرض تلمه .. فصخت برقعها و نزلت طرحتها على اكتافها ومشت لناحية غرفتها وابتسامة الأنتقام ظاهرة عليها وسكرت الباب وسرعت خطواتها لناحية الدولاب وهي تردد بفرحة : وش بقى؟ خذيتي الي تبينه ..
زفرت براحة وناظرت للسماء : الحمدلله ياربي انك عدلت بينا .. الحين اقدر ايش مرتاحه!
بدأت بلم ما تبقى من ملابس و تلاشت ابتسامتها اول ما لاحظت تحت ملابسه وشاحها هذاك ! ..
وشاحها الي سقط منها اثناء ركضها وهروبها منه ، للحين محتفظ فيه؟ وليه يحتفظ فيه؟
فزت بسرعة من صوته الي كان خلفها : يمكن من ذاك الوقت وانتي في بالي
اتجهت نحوه وهي ممسكه بوشاحها وتكلمت بستغراب : هذا وش؟ وايش يسوي عندك هنا؟
وضاح بهدوء : كنت متوقع اني محتفظ بشي يخصك لأجل يشفى غليلي بتمردك واني اقدر اجيبك لعندي و ابرد قلبي فيك
سكت لثواني وهو يناظر ملامح الدهشة في ملامحها وابتسم : الغريب انك توك تلاحظينه ليه؟
نوف بتوتر : علمني ليه محتفظ فيه من ذاك الوقت؟
وضاح بهدوء : قلت لك حسبتك عدوة وما احتفظت بشي يخصك الا اني ابي ابرد قلبي ولكن هالليلة اكتشتفت اني كنت مُغرم يكابر حتى على نفسه
رمت وشاحها بالأرض واتجهت لأغراضها وهي ترتبها بحركة سريعة و العبرة خانقه محاجرها : لا تحسب انك بهالكلام بتخليني اتراجع عن قرار الرحيل .. انا وياك ما نناسب بعض ابد!
وضاح بجمود : ومين قالك ابيك تتراجعين؟ قلت لك دربك خضر دامه اختيارك ..
مسحت دمعتها الي سقطت خفيه وهمست بينها وبين نفسها : لا تبكين! مو عليه تبكين
ما كان يسمع وش تقول ولكنه ابتسم بألم وخرج للخارج يعطيها مساحتها الخاصة ، وهو على يقين ان هاليوم اخر لقاء بينهم و هالله العالم دنياهم لوين بتاخذهم! ما ينكر انه بيفقدها ولكنه رجال تعز عليه نفسه ..
-
في الوقت ذاته ، في منزل الأجداد في قرية " آل ثايب "
بعد آذان العشاء ، كانوا البنات بالحوش لحالهم و البقية بالداخل ، ولكن الي ما جهلوه فرحة الجازي الي بدأت بالتزين على مهلها و طلبت من خلود تنقيشها ..
كانت تنقش يدها تحت استغراب خلود من تغير مزاج الجازي ولكنها استمرت بتنقيشها وتكلمت وهي مركزه على رسمها : انا ودي اعرف وش هالفرحة؟
الجازي بتصريفه : وش فيكم علي اليوم! يعني رمضان بكره خلوني استانس على كيفي
قاطعتها نبرة هاجر الي كانت تراقب كل شي من بعيد و تركت الي بيدها وتكلمت بسرعة : الجازي اكرهك
التفتوا ثنتينهم عليهم ، وتكلمت الجازي بستغراب : هاو! وش اني مسويه؟
هاجر بهدوء : الصباح قلت كلام لهزاع مفروض ما اقوله! مادريت ان حال اخوي كذا والسبب انتي
دارت نظرها عليهم وتكلمت بعدم فهم : وش السالفه انتي وياها لا يكون ناوين على نية قشرى!
الجازي بحدة : انا مالي دخل! طفلة بزر ما افقه شي بس البلاء فيك انتي ولسانك الي هذا كبرك ولا عرفتي توزنين حكيك
فزت من مكانها وتكلمت بقهر : لا ما كنتي طفلة ولكن الحين علميني وش الدبره وكيف اعتذر منه؟
الجازي بهدوء : انتي ادرى في اخوك وش دخلني بينكم!
خلود بـ بلاها : شوفوا انتي وياها مدري وش يتخيط من وراي بس الي فهمته انك متحسفه على الي قلتيه لهزاع وانا قايله لك من وقتها كلامك ماكان له داعي! و شوفيه من الصباح للحين ما شفناه واضح انه زعلان
هاجر بزعل : تتوقعونه بالبيت طيب؟
سحبت يد الجازي وتكلمت بحدة : لا تتحركين انتي بعد خليني اخلص ترا ظهري اوجعني
الجازي بهدوء وعيونها على هاجر : روحي شوفي اذا ماكان بالبيت ارجعي على طول
وقفت وسحبت عبايتها الي كانت تحت خلود و تكلمت بسرعة : غطوا علي ماني متأخرة شويات وراجعه
خلود بخوف : بنت! انتبهي والله ان ياكلنا ابوي بقشورنا
هاجر همست بحدة : من ساعة وهم داخل محد طلع يعني لو طلعوا قولوا بالحمام ولا نمت ولا شي .. قلت لك ماراح اتأخر بشوف وينه بس!
الجازي بضحكة : روحي روحي قبل يطلع لك ذيب الحين وهو الي بيمسك صدق
لبست عبايتها وطلعت متوجهه لـ منزلهم و عيونها على الإنارات الي بأعلى البيوت و واضح ان اهل قريتها سعيدين بدخول هاليوم الفضيل الي بدأوا بأحتفالاتهم قبلها بأيام ، و هذهِ عاداتهم كل سنة ..
وصلت بعد مدة قصيرة لمنزلهم وتنهدت بتوتر قبل تفتح الباب ولكن سقطت اعينها على العائلة الي خرجوا من منزلهم و دخلت قبل يلمحونها و زفرت براحة من انها ما انشافت وبدأت تتلفت حوالين بيتهم الي كان هادئ و شبه مظلم ..
وبدأت بمناداته بصوتها الهادي : هــزاع! .. هـزاع
تأففت بملل وهي ترمي عبايتها و صعدت لغرفته وهي تدعي انه موجود ، ولكنها فزت بخوف اول ما قابلها بأعلى الدرج وناظرها بحدة : وش عندك؟
حطت يدها على قلبها وزفرت بخوف : يمه! تنحنح طيب طيرت عقلي
هزاع ببرود : وش تبين؟ و وين اهلي!
صعدت لعنده بخطوات سريعة و ارتطمت في حضنه وتكلمت بزعل : سامحني والله ماكان قصدي ازعلك!
عقد حاجبه بستغراب و حاول يبعدها عنه : وش علتك انتي اليوم؟
تمسكت فيه بإحكام وتكلمت بطفولية : والله ما اتركك لين تسامحني
هزاع بملل : يابنت الحلال فكيني من شرك .. وخري!
هاجر بضحكة : سامحني اول شي
هزاع بملل : مسامحك وخري يلا!
ابتعدت عنه وقبلته بخدة بعفوية : اسفه على الي قلته ماكان له داعي
مسح مكان قبلتها بقرف وتكلم : منهبله اليوم انتي ولا وش علتك؟
هاجر ببتسامة : ماعليك مني دامك رضيت الحين بس ودي اعرف وين بتروح ذا الحزة؟
هزاع بهدوء : لمشاري مواعده اليوم
عدلت بجلابيتها ومشت خلفه وهو نازل وتكلمت بكذب : عاد الصدق الي شجعني اعتذر لك الجازي قامت تمدح فيك وانك ما تستاهل مثل هالحكي
لف عليها وسرعان ما وقفت مذهولة من التفافه السريع : وش قلتي؟
هاجر بتوتر : الجازي قالت لي اعتذر لك ولا انا كنت خايفه من ردة فعلك
كمل طريقه ومثل الامبالاة وهو يعدل غترته مثل العمامة على راسه : وش يعني باكلك ولا بضربك
و تكلم بإستيعاب : وبعدين انا يوم اني سألتك وشلون تعرفينه سؤال بديهي من شفت ردة فعلك الي استنكرت سيرته! الرجال ماتعرفينه ويوم خطب مارفضتي زي الي قبله ذا بالذات تكلمتي بصيغة وكأنك تعرفين وش طينته
هاجر بخوف : ها! .. فهمتني غلط و.. فهمتك غلط و..
هزاع قاطعها بهدوء : ماعلينا المهم الرجال مابه شي يعيبه ولكن مانبي حركات بزران ترفضينه من الباب للطاقة استخيري واذا ما ارتحتي ماراح يصير الا الي يرضيك
ابتسمت بفرحة من طريقة اسلوبه و تصرفاته الي يخبي فيها حنيته و تعبيره عن مشاعره .. وتكلم بستغراب : فيه حكي بعد ما انقال؟
هاجر بضحكة : لا سلامتك
هزاع بنبرة استعجال : البسي عبايتك برجعك لهم ، ولا عاد اشوفك طالعه لحالك
هاجر بمزاح : ابــشر!!
لبست عبايتها وطلعت معه وهي تحاول تتجنب المنزل المجاور الي اصوات أفراده واضحه كل الوضوح من ضجتهم و ضحكهم و نوعًا ما تعود الكل على حركتهم و اصواتهم العالية ..

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن