8: مؤنسات

37.9K 3.3K 761
                                    



فتحت زويا الباب بغضب ودموعها تملئ مقلتيها , نظر اليها أدليس متوقفا عن قراءة الانجيل

_ كيف تفعل هذا مع أمي ؟ لم أعهدك عصبيا بهذا الشكل ومؤذيا أبي

أعاد نظره للصفحات ونبرة صوته ارتفعت قليلا وهو يقرء متجاهلا إياها كليا

تحدثت بنبرة حادة قائلة : ما خطبك أبي لماذا صار قلبك قاسيا هذه الفترة ؟ أنت تدرك أنها لم ترتكب شيئا خاطئا ؟

دخلت والدتها وهي تمسك ذراعها بترجي: لقد تأخر الوقت زويا هيا للنوم

رفضت ذلك زويا بنظراتها الحادة والغاضبة

تجاهلهما مجددا يكمل قراءة ما بيده وكأنه لم يفعل شيئا وهو صاحب الحق رغم شعورها بالانهيار وهي تقف على حافة أعصابها : أبي ! لا تفعل هذا رجاءا نحن لا نتكلم ولا نعترض على أوامرك احتراما لك لكنك تعلم أنها تملك حقوقا سماوية قبل ان تكون قانونية على ابنها , رؤيته أبسط حقوقها وأرى انك قد بالغت هذه المرة حول الموضوع ووصل الى أذيتها

ترك كتابه بغضب ونزع نظاراته يرمي كلامه لزويا مشيرا لوالدتها : اخبرتها ان كانت تريد رؤيته تنسى هذه العائلة , من ترك ملّتنا وأهان ديننا فوجوده في نفس المكان بمثابة نجاسة واثم عظيم ولقد خانت الاتفاق ما بيننا سرا

تقدمت منه زويا بغضب : ما الذي تقوله أبي لا اصدق ما اسمع يا الهي

شهقت بألم وهو يسحبها من شعرها اليه صارخا : لا تظني اطلاقا انني أغفل عن حسابك انت ايضا , أيام دراستك ستتوقف منذ الغد و ستنضمين للكنيسة في أقرب وقت

تدخلت كاثرين وسحبتها منه بغضب : دعها وشأنها لن تجبرها على فعل شيء هيا زويا لديك محاضرة غدا

تجمعت قبضة يده وهو يسمع كاثرين تعصيه مجددا وكأن شيئا شيطانيا تلبّسه لحظتها

سحبها من يدها لتصرخ

....

استفاقت كاثرين لحظتها تتنفس بسرعة , لقد كان كابوسا مرعبا يعيد الاحداث لذهنها , ألقت عينيها على المكان وصوت الاجهزة يملأ الغرفة , كيف وصلت الى المستشفى ؟

ألم شديد يغزو أطرافها وكتفها ثم انتقل لسائر جسدها تأوهت بضعف وهي تحاول الوصول لزر التنبيه بجانبها حتى تنادي الممرضة

لمست جبينها امرأة كبيرة بشوشة ومنيرة الوجه تسأل : هل أطلب لك الممرضة ؟

أول أمر لاحظته كاثرين أنها ترتدي حجابا وتضع حول كفها سلسالا به احجار ومكعبات متساوية الشكل وفورا علمت انها مسلمة

وبدل خوفها شعرت بالراة الشديد لنبرة صوتها ونظراتها فرمشت بعينيها وكأنها تجيبها بنعم

آمين ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن