27: دادا

48.7K 3.3K 1K
                                    

| بعد مرور سنة |

رفع نواه صندوقين وصوت الفوضى والأشغال تعجّ بالمكان , سلّمها لإحدى الرجال : أوصلها قبل الوقت المحدد الرجل يحتاجها في أرقب فرصة

كتب عبد الكريم بسجلّه البيانات والحسابات مدوّنا كل صغيرة وكبيرة , لقد تطوّر مشروعهم الخيري في توفير ملاجئ وملابس للمحتاجين بشكل متزايد وسريع وازدهر هذه السنة خصوصا حين إنضم إليهم إمام برأس من أمواله جزاه الله خيرا

رن هاتفه ولم يتردد لثانية حين رأى إسم المتّصل فإستأذن مبتعدا قليلا ثم أجاب : تطلبين شيئا حبيبتي ؟

جائه صوتها متوترا : أنت ستأتي في الموعد صحيح ؟

نظر للمكان حوله بتأسف فالعمل فيه لا يزال يحتاج الكثير لكنه قال : بلى سأكون في الموعد لقد اشتقت للعائلة

نولان بنبرة فرحة : حسنا لا تتأخر أحبك

ابتسم مجيبا : أفديك روحي لهذه الكلمة

ضحكت بخجل : أحبك أحبك أحبك

.

.

.

.

حين لمح شيئا مريبا فيها وهي آتية من الرواق سلّم ميكائيل لوالده حقيبة التنزه قائلا : سألحقكم أبي وهذه مفاتيح السيارة

عاد أدراجه مغلقا الباب خلفه وقبل خروج حسناء أوقفها غاضبا : إرجعي فورا والآن

استغربت ذلك بصدمة : لماذا ؟ ما خطبك ؟

أدخلها غرفتهما مشيرا للمرآة : ما نوع هذا القماش الذي تسترين به رأسك كل شيء شفاف

نظرت لنفسها في المرآة ولم تلحظ شيئا : حبيبي ما خطبك ليس به شيئ

أدار وجهه للجهة الأخرى يزفر بغيض ثم أعاد أنظاره إليه : لا تفقديني صوابي حين مررتي من الرواق إنارته جعلتني أرى حتى لون شعرك ,م ا بالك تحت ضوء الشمس خارجا هيا هيا حسناء لا تغضبيني منك

حدّقت به من فوق لأسفل ثم نزعته ووضعته فوق رأسه تلبسه إياه : أخرج أنت إذن بدلا عني أحمق لا تحادثني

لم ينزع الخمار من رأسه وإتجه لدولابها يسحب لها واحدا آخرا : أنظري لهذا ماشاء الله يليق بك أكثر حبيبتي وقماشه ساتر حقا

كانت تجلس على حافة السرير مثنية ذراعيها حول صدرها بغضب وطفولية وتجاهلته

انحنى إليها على ركبتيه : هيا حبيبتي أرجوك رضا الله أهم من أن يكون هذا مناسبا لثيابك أعدك في طريق عودتنا سأشتري لك منهم الكثير

تجاهلته أيضا وهي تنظر لجانبها الآخر فقال وهو يلامس وجنتيها : لا تعبسي بوجهي والله سيفسد يومي بأكمله

آمين ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن