22: تعازي

42.3K 3.2K 1.8K
                                    

فتحت حسناء الباب باتسامة ودودة : تفضّل عمي أدليس أدخل مرحبا بك

ابتسم لها لكنه أبى الدخول قائلا : فكّرت بالمرور وإصطحاب أحمد الصغير معي للتمشي فالجو جميل الآن

قالت حسناء وهي تركض للداخل : بالطبع سأحضره فورا وأجهز له أغراضه ثوانِ فقط

قالت كاثرين في الرواق تسألها : من دقّ علينا ؟

همست لها حسناء : إنه عمي أدليس سيصطحب معه الصغير للتمشي

أومئت لها كاثرين بهدوء ثم اتجهت للباب تسلّم عليه , ومجرد أن رآها تغيّرت ملامحه للسعادة حيث قال : أهلا كاثرين كيف حالك ؟

ردّت له السلام : بخير ماذا عنك ؟

أدليس وهو يلامس مؤخرة عنقه : لا بأس بي

أتت حسناء تحمل الطفل وحقيبة صغيرة , نظرت لكليهما ينظران في صمت وتوتر سائد فتحدثت مع الصغير : ها أنت ذا يا صغيري ستذهب مع الجد ؟ حقا ؟ لست أحسدك أبدا , لا تتعب جدو ولا تكن مشاغب حسنا ؟

ضحك أدليس وهو يحمله ويقبّل وجنتيه : هاهو البطل

نظرت حسناء بتلاعب لحماتها كاثرين ثم قالت لادليس : اتدري يا عمي ؟ لو تصطحب معك خالتي كاثرين سيكون هذا رائعا لقد غادر ميكائيل قبل قليل وهي كانت تريد استنشاق الهواء برفقته سيكون ربحا لكليكما

نظرت لها كاثرين بدهشة وقبل أن تتحدث أجاب أدليس بحماس : بالطبع كنت سأقترح ذلك أيضا

نظرت كاثرين بعتاب لحسناء التي هربت إلى الداخل تتحجّج بسماعها لنداء آنجل فأغلقت الباب خلفها ورافقته

ربما هذه هي فرصته ليحاول معها مجددا لأنها تقبل إعتذاره في كل مرة ولكنها تأبى العودة إليه , لعلّها لم تشعر بصدق أسفه وتظنّه يحاول التلاعب أو خداعها لذلك سيصبر على عنادها فهذا حقّها الكامل في أن تصدّه بعد كل ما فعله معها ولا يملك أدنى أولوية ليجبرها على العودة لحياته ولهذا صار يرى أن يبدأ في تحسين نفسه وحياته أولا قبل أن يخطو لإسترجاع زوجته

.

.

.

.

| الفيلا _ مدينة وستمنستر لندن |

|15:22pm |

أطلت زويا عليه من النافذة يجلس في فناء الحديقة ويحدق بحاسوبه عشية كاملة فتنهّدت بحزن وهي ترجع أدراجها , دخلت المطبخ تريد أن تفعل به أي شيء تلهي نفسها عن التفكير فهي ليست بمزاج للدراسة

سحبت بعض المكونات ووضعتهم جانبا ثم كسرت أول بيضة في الوعاء ولكن البيضة الثانية كسرتها كاملة بقشورها بسبب ضغطها عليها دون انتباه لذا عاد تفكيرها إليه مجددا

آمين ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن