٥٠- اصمُد، عَلَّك تنجو!

503 46 91
                                    

خُيِّرتُ بين أن أصيرَ قاتل أبنائي أو قاتِلَ غيرهم، فاختَرتُ حماية أبنائي.
-براء

.
.
.
.
.
.
.

صرخ جلال قصد إيصال صوته للجميع: "احتموا جميعًا! هناك وفدٌ قادم!"

ومع نهاية قوله هرع الجميع لحماية أنفسهم لولا أنَّهم وُضِعوا على أرض الواقع بالوابل الناري الذي رُمُوا به.

سارع رجال الرصاص بالإحتماء بالشاحنات وسارع رجال الشرطة بالإحتماء بالسيارات.

استطاع جلال سحب مجد خلفه للإحتماء بالدرع معه لولا أنه لم يصل لمهاب وبراء.

كالدرع البشري، أحاط براء جسد مهاب مستقبلًا كلَّ الرصاص بجسده.

"أبي! مهاب!"

صرخ مجد مناديا.

ومن بين شجر الغاب، ظهرت تلك الجموع الكبيرةُ والمنظمة، متراصةً تقفُ خلف قائدها الذي تقدَّمَ كلَّ صفوفها.

"زناد السلطةِ هنا"
أعلن الزعيم كانبر.

بعد رفع كفه التي أحاطت أصابعها مسدسه الناري، توقف طلق الرصاص.

في تلك اللحظات سارع الجميع بتفقد حالهم وحال من جاورهم.

"أيها المفتش الأعلى!"
صرخ أحد رجال الشرطة حين أبصر نزيف رويد.

شادًّا قبضته على جرح قرب خده وعلى رقبته قال رويد: "لم تصبني الرصاصة، لقد أصابتني شظيةٌ من الأرض، ليس الوضع خطيرًا. تفقدوا جرحاكم وابقوا في مواقعكم. لن نهاجم! أكرر، لن نهاجم!"

أمر المفتش الأعلى ليبقى من بقي من رجال الشرطة مختبئا.

أمامَ مئتيّ زناد السلطة، لا فرصة لثلاثينِ الشرطة.

الويل الأكبر لَحِقَ برجال الرصاص...بالأخصِّ قائدهم.

"هاي أنت! أبي! انهض!"
نادى مهاب ناهضًا جسدَ أبيه عن جسده وقد تدفقت دماؤه خارجه.

إجابةً على قلقِ مهاب ابتسم براء بابتسامةٍ جانبية.

"لن تخدعني بذات الخدعة مرتين! لن أصدِّق أنكَ مت حتى لو ارتقعت بالدماء من أعلاك لأخفضك!!! ليس وأنت مَن خطط للمواجهة!!"

قال مهاب متذكِّرًا خدعةَ أبيه سابقًا ليزيل يديه عن أبيه تاركًا إياه ليسقط.

تدارك براء ذاته ليقول باسما: "وإن كانت خدعة، ألا تجدُ أنكَ تفسدها بفعلك؟"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن