الفصل الخامس عشر

5.6K 208 18
                                    

وحبيب أخفوه مني نهاراً
فتخفى وزارني في اكتئامِ
زارني في الظلام يطلب ستراََ
فافتضحنا بنورهِ في الظلامِ

المتنبي

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوع من تلك الأحداث

تقف في شرفة غرفتها تتطلع إلى المارة ظاهراً ولكن باطناََ فهي بعالم أخر

لم تتعجب مما يحدث معها فهي معتادة على الخيبات،دائماََ تكون السعادة على إختلاف معها
والوحدة عنوان لها....

يظن أنه يعاقبها على شئ لم تقترفه ببعاده عنها تحت حجة أنه مشغول بعمله الذي لم تعلم عنه شئ سوى منذ أيام قليلة عندما تسألت بضجر عن مكان ذهابه كل يوم وعدم إتيانه سوى في المساء،ولكنه نسي شيئاََ هام
وهو أن تلك الوحدة كانت رفيقتها لسنوات طويلة فلم تُقصر بها الآن

تقف طوال فترة غيابه بتلك الشرفة التى أصبحت صديقة لها تتساقط عليها عبراتها في كثير من الأحيان....باتت لم تجد نفسها سوى أمام تلك النافذة التي أسمتها مؤخراً نافذة روحها

سمعت رنين هاتفها الذي دوى صوته بالغرفة
فإبتعدت عن الشرفة متجهة إليه...نظرت إلى شاشته وجدتها "رانيا"
ضغطت على زر الإستجابة ومن ثم وضعته على أذنها اليمنى

أردفت بصوت هادئ:

-إزيك يا رانيا

-الحمدلله يا غومي..إنتِ عاملة إيه

-بخير الحمدلله

-يا رب دايماََ يا حبيبتي
ثم إسترسلت حديثها وهي تقول بمزاح:

-مكنتش عاوزة أرن عليكي عشان مكنش عزول بينكم في شهر العسل  بس حسيت إنك وحشتيني قولت والله لأرن وزي ما تيجي تيجي

إبتسمت نغم إبتسامة صغيرة لم تظهر على
شفــتيها ومن ثم قالت بحسرة:

-شهر عسل إيه يا رانيا... أنا بتمنى أرجع مصر
تاني في أقرب وقت

إستغربت رانيا من حديثها ونبرة صوتها فقالت بتساؤل مترقب:

-ليه تركيا معجبتكيش ؟

-مشوفتهاش أصلاً يا رانيا أنا مبخرجش من الشقة اللي قاعدين فيها

-أنا مش فاهمه حاجة...مال صوتك يا نغم


لم تقدر نغم أن تُخبي عليها ما حدث فهي كانت بأشد الحاجة لأن تجد من يسمعها ويقول لها ماذا تفعل في تلك المعضلة...

البريئة والوحشTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon