الفصل الثامن عشر

4.2K 168 5
                                    

كلما وصلنا للنهاية،يفتح الكذب بداية جديدة،
يسلك دروب طويلة ولكن في النهاية سينهدم كل ذلك على الكاذب

❈-❈-❈
-إفتح الكاميرا يا فارس مالك جمبي وعاوز يكلمك

إختفت البسمة من على وجهه وتهجم قليلاً
مما أدى إلى توقف الحديث بحلقه،لا يعلم ماذا يجب أن يقول الآن؟...فمن المستحيل أن يرفض لطفله طلبه بالحديث إليه وبنفس الوقت كيف وهي تجلس جواره وأول كلمة سيقولها مالك له
هي "بابا"

دخلت "سارة" والدة لين الغرفة باحثة عن مالك وجدته جالس مع إبنتها على الفراش

تقدمت من لين وهي تجعد حاجبيها بإستغراب متسائلة:

-بتكلمي مين يا لين؟

نظرت لين إليها وهي تقول بهدوء ومازالت واضعة الهاتف على أذنها:

-بكلم فارس يا ماما... الصراحة مقدرتش أستنى للصبح زي ما قولتيلي

ثم أكملت حديثها قائلة وهي تُفسح لها المكان:

-تعالي إقعدي كلميه معانا هيفتح كاميرا دلوقتي

تقدمت "سارة" جالسة بجوارها منتظرة أن تتحدث مع إبنها حتى تُعايده بمناسبة عيد ميلاده

عادت لين بتركيزها إليه مرة أخرى قائلة:

-إفتح يلا يا فارس حتى ماما جت أهي عشان تقولك كل سنة وإنت طيب

أبعد الهاتف من على أذنه وهو ينظر إلى إنذار
إقتراب إنتهاء البطارية براحة فرد عليها سريعاً وهو يقول:

-طيب يا حبيبتي خليها بكرة لأن تليفوني هيفصل دلوقتي

-خلاص خد ماما معاك أهي بسرعة عاوزة تعيد عليك

أعطت الهاتف إلى أمها عقب إنتهاء حديثها
تناولته منها "سارة" ووضعته على أذنها اليمنى قائلة:

-إزيك يا حبيبي

-الحمدلله بخير يا أمي...انتِ عاملة إيه

-يخير يا حبيبي

ثم أكملت حديثها بإبتسامة رقيقة وهي تقول:

-كل سنة وإنتَ طيب يا حبيب عمري وعقبال مليون سنة

-وإنتِ طيبة ومعايا يا ست الكل

ثم أكمل حديثه قائلاً:

-إديني مالك يا ماما أكلمه بسرعة قبل ما التليفون يفصل

-ماشي يا حبيبي خده معاك أهو

أعطت الهاتف لمالك الجالس بجوارها منتظراً
دوره في مهاتفة أبيه الغالي وها قد أعطته
جدته الهاتف أخيراً

أخذه منها بلهفة وهو يضعه على أذنه قائلاً:

-كل سنة وإنتَ طيب يا بابي

البريئة والوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن