نَالين

عُصبةٌ في الظلال

_مرحبًا يا عزيزي
هل أخبرتك من قبل أن الجميع سوف يختارك حين توهجكَ فقط ؟
أما أنا فسأختاركَ في عتمتك وحين إنطفائكَ ، سأختاركَ قبل الجميع ، سأختارك عند الشروق ، وقبل الغروب
أتعلم لماذا لأن الجميع يمكنهم إختياركَ في توهجك ،
لكن لا أحد سوف يختاركَ في عتمتكَ غيري ،
تأكدي بأني وإنت رأيت النور في غيركَ فسأختار عتمتكَ

__غَيمة رماديّـة

✿✿✿✿✿
"
_

ولكني لم أفهم ، ما أهمية الكتاب لنفسه ؟ ، ثم إنه أخبرني أن ذلك السم طلب أحدهم أن يصنعه له وليس لنفسه !

رمقها العجوز بنظرة جادة وقد جلس علي الأرض وإرتكز بكلتا ذراعيه علي قدميه ،
_انظري يا ابنتي أنت فتاة عاقلة وراشدة ولا بد أنك تعلمين بأن علاقة انجلترا متوترة قليلاً مع دول أوروبا بسبب الإقتصاد وتلك الحروب التي نشبت سابقًا ، وبما أن
هذا الكتاب يحوي علي أسرار دولة إنجلترا فقد سعي الكثير حوله من الأعداء خارج الحدود ، وأعتقد أن ذلك الرجل الجشع بسعي لإرباك الدولة وخيانتها بمساعدة عصبتهِ الخفيه . لذا فهذا الكتاب محمي بدم الوارث الشرعي له ، والمطلوب منا هو حمايته يا ابنتي هل فهمت ؟

أومئت له برأسها علامة علي أن قد فهمت مقصدهُ .. وعلي وجهها علامات التوتر والقلق وأردفت قائلةً

_وماذا عن السم ؟

_بالطبع هو يريده لنفسه ، وسوف يتاجر فيه إذا نجحت التجربة ، أما بخصوص ذلك الرجل الذي أخبركِ عنه في الحقيقة لا أعلم .
هذا كل ما اعلمه يا ابنتي وأيضاً خذي مفتاح السيارة ليساعدك في رحلة البحث عن دلير .

خرجت نالين من الغرفة بعد أن شكرت العجوز ،
وجدت باران ورين أمام الغرفة في إنتظارها ويبدو عليهما القلق عليها
حاولت إخفاء علامات القلق من علي وجهها حتي لا تقلق رين وباران ، وبدلاً عن ذلك ابتسمت لهم ابتسامة عريضة

إقتربت منها باران وضربتها علي كتفها ضربة خفيفة مازحةً وهي تضحك بصوت عالي

_يا فتاة لقد تأخرت كثيرا ، ألن نذهب للمطعم كما إتفقنا؟ ثم ما هذا الكتاب الذي تحملينه أليس هو نفسه الكتاب الذي وجدناه في غرفة دلير !؟

بدأت نالين تروي لهم حكاية هذا الكتاب كاملة ، متجنبة الحديث عن دلير وعن والده ، وعن أنها إذا لم تخضع لباقي جلسات العلاقات فقد تنتهي حياتها قريبًا ،
وظل كل من رين وباران ينظران إليها والدهشة في عيونهم
وأثر الصدمة واضح علي وجوههم ،
حاولت نالين تغير هذا الجو الكئيب بإبتسامة خفيفه قائلة بنبرة حماس وقد تصنعت بعضًا من المرح المزيف في محاولة منها لإنهاء هذا الموضوع الذي يؤرق مضجعها ،