Part 13

2K 66 4
                                    

  في الاسبوع التالي كان يجب على تاج ان تبدا في تدريبه على القيام باستخدام قواه الخفية، ليصبح قادرا على اخراجها والتحكم بها ولذلك سارعت بادخاله احدى غرف القلعه الفسيحه ثم اغلقت الباب خلفهما دون السماح لإكليل بالدخول رغم اصراره على مرافقتهما
لماذا لا تسمحين له بالدخول؟! – قال متسائلا
  – لأني اريدك اليوم بكامل انتباهك…
  ثم ولانها تعلم بان الخوف هو العاقل اكبر الذي قد يواجهه في بدايات التعلم والعقبه الوحيده التي لن ينجح في استخدام قوته الخاصه الا بعد ان يخطمها فانها تربعت ارضا وامرته بالجلوس امامها وقد حرصت على ان تجعل بينهما مسافه سبعه امتار:
اجلس هناك
  جلس حيث طُلب منه ثم مدت تاج يدها الى قفص كبير مغطاً بستاره بيضاء كان الطفل  البدايه يحسبه حائطا من كبر حجمه لذلك فانه لن ينتبه الى وجوده الا في هذه اللحظه قالت له قبل ان تكشف الغطاء عما في داخل القفص:
القوة تنبع من القلب يا صغير لذلك استخفت الاسد ان يكون ملكاً للغابة
– ملكاً للغابة؟!
– انه لا يخاف شيئا يذهب نحو الموت كما لو انه ذاهب لنزهه يجب عليك ان تهزم خوفك ان كنت تريد أن تصبح حرا – ثم أضافت: يجب عليك ان لا تدع الخوف ياسرك فانت لم تاتي الى هذه الحياة لتكون عبدا!!
  حرك رأسك دليلا على الفهم والطاعة
جيد…
  قالت تاج ذلك ثم رفعت الستار الأبيض عن القفص فشاهد أفعى سوداء طويلة ضخمة من فصيلة كوبرا الجن… سألت:
أتعلم ما الذي قد تفعله هذه الافعى بك لو انها هجمت عليك؟!
  كان الخوف مسيطرا عليه للحد الذي جعله لا يستطيع ان ينطق
سوف تنفث عليك فتقوم بشلَّ حركتك نهائيا لتجد نفسك بعد قليل في بطنها تعاني من الشلل والضيقه ونقص الهواء بالاضافه للجروح القاتله التي ستخلفها النيابه الحاده على جسدك

   *كان منظر الافعى السوداء مرعبه للغايه لها راس مسطح مثل صفيحه درع الاغريقيه وعينان باردتان يشعر منهما بريق الموت، ولسان النحيل متشعب اسود اللون تقوم باخراجه من وقت لاخر بينما تصدر فحيحا مرعبا… مضغ الطفل ريقا من الخوف ثم قال:
لا تظعيها تخرج من قفصها أرجوك!!
  وكما لو أنها لم تسمع ذلك الرجاء مدت تاج يدها نحو باب القفص
لحظة… ماذا ستفعلين؟! – قاطعها الطفل صارخاً
لا شئ – قالت ببرود – فقط سأسمح لها بالخروج
– ولكنها خطيرة!
– اطمئن الأفاعي تسير خلف حدسها وتتغذى على الأشياء التي تشعر بالخوف – ثم أضافت: لذلك لا تخف أنت… وأعدم بأن لا تقوم بأذيتك!!
– ولكن انا خائف!!
– استعد إذا لأنك ستكون وجبتها اللذيذة
   فتحت باب القفص وما ان فعل ذلك حتى خرجت الافعى تزحف على بطنها تتلمس طريقها باتجاهه مستعده بلسانها الاسود الطويل المتشعب والذي يخرج ويدخل باستمرار من عظمتها اللسانيه… قرات تاج في عينيه محاولة للهرب فصاحت عليه تحذره:
– إياك أن تفعل…
  وبعد لحظات كان في استطاعته ان يشعر بحراره لسانه الصوم وهي تتلمس به حسده مثل عجوز عاليه تتلمس الاشياء بيدها قراءه في راسه فكره الهروب مره اخرى ولكن جاءه التحذير الثاني:
لا تتحرك – ثم أردفت: هذا إذا كنت لا تريد أن ينتهي بك الحال في بطنها !!
– لماذا تفعلين هذا بي ؟! – قال بصوت باك – أنا لم أفعل لك شيئاً سيئا !!
  وبدلا من أن تحاول تهدئته وبعث الطمأنينة في قلبه حتى ينجح في هزيمة الخوف سألته :
هل تعرف مالذي ستفعله بك، بعد أن تقوم بإلتهامك ؟!
  لم ابتدى له فرصه التفكير بالاجابه وقالت: ستأخذك الى اقرب جزء شجره بتقوم بالالتفاف عليه وانت في بطنها حتى تحطم عظامها جسدك عظمه عظمه وذلك لك يسهل عليها هضمك
  – تاج أنا أشعر بالخـ…
– لا تفكر بقولها حتى – قاطعته – كُن قوياً أيها الأحمق لا مكان للضعفاء في هذا العالم المتوحش، مُت الآن ولن يذكرك أحد… كن شجاعا وسيروي الجميع قصتك!!

ابابيل Where stories live. Discover now