🦋إقتبااااس 🦋

27.2K 704 189
                                    

إقتبااااس علشان البنات اللي طلبوه

داخل قاعة الإجتماعات الخاصة بجهاز المخابرات المصرية
كان يجلس رئيس الجهاز بذاته يترأس طاولة الإجتماعات بداخل ما يُسمي بغرفة العمليات لمتابعة الوضع الراهن،وحولهُ لفيفٌُ من قامات الجهاز وعلي رأسهم اللواء السابق عز المغربي الذي دعاه رئيس الجهاز للإستفادة من خبراته السابقة في تلك المواضيع وأيضاً لوضعه في الصورة في قضية إغتيال زوجة نجلهْ

بتوقير تحدث الرئيس إلي عز المغربي لطمأنته:
-مش عاوزك تقلق يا سيادة اللواء،رجالتنا مع سيادة العميد ومحاوطاه ومش هيسبوه غير وهو في المدافن هنا في إسكندرية
واسترسل طالباً:
-أنا بس محتاج منك تتصل بيه وتوصيه بإنه لازم يرجع مع نعش مراته ويجيب بنته معاه علشان نقدر نأمنها كويس برجالتنا،وياريت توصيه يبعد عن الموضوع خالص وما يحاولش يتدخل وإحنا هنجيب له حق مراته لحد عنده

تنفس عز عالياً ثم تحدث متسائلاً:
-وتفتكر سعادتك إن سيادة العميد هيقتنع بكلامي لو قُلت له؟

واسترسل بملامح وجه حزيتة وقلبٍ مُحملاً بثُقل من الهموم:
-ما جنابك عارف هو قد إيه عنيد وخصوصاً في أخذ الحق،وده مش أي حق سعادتك،دي مراته اللي إتغدر بيها ولولا ستر ربنا كان زمان بنته هي كمان راجعة معاها في نفس النعش

تنهد رئيس الجهاز بألم وأردف قائلاً بيقين لمواساة عز:
-قدر الله وماشاء فعل يا سيادة اللواء،ياسين راجل مؤمن والمفروض يحتسب ويسيب لنا الموضوع
واستطرد بتوعُد:
-وإحنا هنجيب له العيال دي إن شالله يكونوا مستخبيين تحت الأرض،وساعتها يبقي يعمل فيهم اللي هو عاوزه
 

إستمع الجميع إلي صوت طُرقات فوق الباب،هتف رئيس الجهاز قائلاً للطارق بنبرة صارمة:
-إدخل

خطي بساقيهِ أحد الضباط المسؤلين عن مراقبة الجهات الإعلامية وهو يُهرول ويبدوا علي وجههِ الإنزعاج وهتف قائلاً بإحترام:
-في حاجة حصلت ولازم يكون عند سعادتك عِلم بيها يا أفندم

ضيق الرئيس إحدي عيناه وتسائل بحذر:
-حاجة إيه دي يا مُعتصم؟

بسط مُعتصم ساعديه ووضع جهار الحاسوب الذي جلبهُ معه صوب عيناي الرئيس وتحدث بنبرة قلقة:
-الموقع الإخباري إياه،نشر عن الحادثة بتاعة مرات سيادة العميد وذكره بالإسم ونزل صورته مع الخبر

إتسعت عيناي الرجُل وعز الذي نطق سريعاً متسائلاً:
-ناشرين صورة ياسين؟!

دقق الرئيس في الخبر وقرأهُ بصوتٍ عال ليُسمع المتواجدين ويُطلعهم علي الوضع:
-العثور علي جثة زوجة أحد ضباط المخابرات المصرية ويُدعي العميد ياسين عز المغربي مقـ.ـتولة  بأحد الفنادق داخل دولة ألمانيا وألغاز تدور حول تواجدها بهذا الفندق في ساعة مُتأخرة من الليل،ويُذكر أن هذا العميد قام بالتخطيط وتنفيذ العديد من العمليات للقبض علي الجماعات التي يطلقون عليها بالمتطرفة
وقد تحدث لنا أحد شهود العيان من عُمال الفندق الذي شاهد الجُثة،بأن القـ.ـتل تم عن طريق الذبح بسكينٍ حاد بالرقبة

هتف أحد الرجال المسؤلون بنبرة قلقة:
-إنتشار الخبر مع صورة سيادة العميد كارثة يا أفندم وتعتبر ضربة كبيرة للجهاز

هتف عز مكملاً علي حديث ذاك المسؤول:
-ده غير إنها هتُعيق مهمة رجالتنا داخل ألمانيا وهتصعب عملية القبض علي الكـ.ـلاب دول
واسترسل بنبرة قلقة:
-كدة حياة ياسين وبنته أصبحت في خطر هناك

إستشاط داخل الرئيس لكنهُ أظهر عكس ذلك بحُكم خبرته وتحدث مُطمأناً للجميع:
-ما تقلقوش أنا هتصرف.

أشار إلي أحد الضُباط الواقفين وتحدث بنبرة جادة:
-خلي مكتب السكرتارية تطلب لي مكتب سفير... وقام بذكر البلد المتواجد به ذاك الموقع الإخباري العالمي،تحرك الضابط سريعاً ليُتابع ما كُلف به

وبعد دقائق معدودات كان الرجُل يتحدث بطريقة دبلوماسية بها بعض الحِدة واللوم بعدما ألقي التحية علي السفير:
-سعادتك شفت الخبر اللي منشور علي الموقع عندكم،يا أفندم كدة ما يصحش،الناس دي كدة بتعوق شُغلنا وبتأذينا

رد عليه الطرف الآخر محاولاً التهدئة وأبلغهُ أنهُ سيتم حذف الخبر في الحال،فتحدث الرئيس من جديد:
-ياريت الحذف يبقي بمنتهي السرعة قبل الخبر ما ينتشر،الخبر نازل من حوالي ست دقايق وعامل أكثر من عشرين ألاف مشاهدة لحد الآن

      ❀❀❀❀✿❀❀❀❀

بنفس التوقيت داخل دولة ألمانيا
بوقت الظهيرة وبأحد النوادي الإجتماعية،كانت تجلس بمقعدها حول منضدة مستديرة تُراقب باهتمام من خلف نظارتها الشمسية صغيراها وهُما يعومان داخل حمام السباحة بصحبة الكابتن المسؤول عن تدريبهما،أمسكت جهاز الحاسوب الخاص بها لمتابعة سير العمل وللإطلاع أيضاً علي أخر مستجدات أخبار الحبيبة مِصر،لفت إنتباهها ذاك الخبر العاجل علي أحد المواقع الإخبارية الشهيرة،بدا علي ملامح وجهها الإنزعاج وهي تقرأ الخبر عن مقـ.ـتل زو جة العميد المِصري،دققت النظر بملامح وجه ذاك الياسين وهزت رأسها بحزن وأسي لطريقة مقتلها

وفي غضون ثواني حُذف الخبر وأختفي من أمام عيناها،ضيقت عيناها مستغربة ما حدث،ضغطت فوق زر الموقع ودخلت إليه وباتت تبحث عن الخبر من جديد لكنها لم تجد لهُ أثراً وكأنهُ سراباً وأختفي،رفعت حاجبها بإستغراب ثم أخذت نفساً عميقاً وزفرته بهدوء 

رفعت بصرها لتتابع صغيراها وجدت طفلتها ذات الخمس أعوام تأتي عليها مهرولةً والماء يتساقط من ثوبها الخاص بتمرين السباحة،وضعت الحاسوب سريعاً وانتفضت واقفة،إلتقطت الرداء الخاص ( البُرنس) بلونهِ الوردي المحبب لدي صغيرتها وألبستها إياه سريعاً وهي تتحدث بترغيب:
-برافو يا حبيبتي،كُنتي هايلة النهاردة في التمرين

إعترض ذاك المُشاكس الذي تحدث من خلف شقيقتهُ متذمراً بطفولية:
-وأنا يا مامي مش برافو عليا ؟!
أمسكت الرداء الخاص به هو الآخر وتحدثت بنبرة مشجعة وابتسامة رائعة:
-إنتَ بطلي يا حبيبي وهيكون لك مستقبل كبير قوي في السباحة.
تحدثت الصغيرة إلي والدتها متسائلة بتبرم:
-هو بابي هييجي إمتي يا مامي،أنا جُعت قوي وعاوزة أكُل

حالاً يا حبيبتي،أنا طالبة الغدا وعلي ما ندخل ناخد شاور ونغير هدومنا هيكون بابي وصل.. كانت تلك جُملتها قبل ان تسيرُ بجانب صغيراها بإتجاة الحمام الخاص بالنادى

إنتهي الإقتباس

🦋 قلوب حائرة 2 🦋 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن