صديقٌ قدِيم

1K 62 198
                                    

رحلات طاقم قبعة القش لا تخلو من المتعة أبدا مهما كانت أوضاع الدنيا و تقلباتها ، إذ أنهم و على مدى الأيام الماضية سافروا عبر المحيط و شهدوا تغيرات مزاجه حين ترضى عليه الرياح و حين تغضب فهما عنصران من الطبيعة يتأثر أحدهما بالآخر ، أما السحب فأحيانا ...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

رحلات طاقم قبعة القش لا تخلو من المتعة أبدا مهما كانت أوضاع الدنيا و تقلباتها ، إذ أنهم و على مدى الأيام الماضية سافروا عبر المحيط و شهدوا تغيرات مزاجه حين ترضى عليه الرياح و حين تغضب فهما عنصران من الطبيعة يتأثر أحدهما بالآخر ، أما السحب فأحيانا تكون مُبيضة كخرفان جميلة في المرج الواسع و أحيانا رمادية تعيسة يختلجها الغم و الكمد فتعبر عنه إما بدموع ماطرة غزيرة أو ببرق لامع يشق صفحة السماء .
مرت بهم ليالٍ هادئة جميلة تحلو فيها لمة الرفاق و ترنو لها الأفئدة، لا هَمَّ فيها ليُقلق مضجعهم و لا هجوم ينغص عليهم رحلتهم و يزيدهم فوق التعب تعبا ، و أخرى كانت صاخبة تخللها الشجار اللانهائي بين الأصحاب كلما بزغت فرصة لذلك .

__

الجو ماطر و البحر ساخط و السفينة تتأرجح بين الأمواج فتعلو تارة و تنخفض أخرى و لولا صلابتها و جودة صنعها لهلك كل جزء منها و إنقلبت بهم و غاصت في أحشاء المحيط الحالك ، ظل الطاقم على ذلك الحال زمنا لم يكن بالطويل حتى لاح لهم من المداد البعيد جزيرة غريبة غشاها دخان أسود و تقدمها بركان هائج كحارس مهيب .

كان لوفي متمسكا بسياج ساني غو الخشبي و السعادة تملأ ثانيا قلبه الصغير في كل مرة يصدر ذلك الجبل زمجرة عالية فيصيح هو ضاحكا :
" انظروا البركان يثور لنذهب صوب تلك الجزيرة لا شك بأنه المكان حيث توجد المتعة "

لا يعلم رفاقه كم مرة أعاد تلك الجملة على مسمعهم أو لما تنفجر أساريره كلما نفث البركان حِممه في السماء ، لكنه هكذا دوما تبهره مثل تلك الأشياء لذا لا يملكون خيارا سوى تقبل كونه قائد بسيط الفكر شفاف و نقي .

كانت الملاحة تلقي بنظرها على اللوغ بوس بقلق ، لا تفهم لما لا تدلها على تلك الجزيرة و إعتقدت في نفسها أنها و بكل تأكيد مكان مريب لا ينبغي الذهاب إليه ، حينها و عندما كرر لوفي جملته ، جهرت بصوتها منبهة :
" لحظة لوفي الإبر لا تشير إليها "

تعالت ضحكة صاحب قبعة القش و هز كتفيه بلامبالاة و قال موجها سبابته إلى حيث البركان :
" ومن يهتم بالإبر ، أنظروا إنه يندلع مرة ثانية "

أكَاسِياWhere stories live. Discover now