لِأنه لِي

751 61 390
                                    

لم يكن الأمر متعلقا بالغيرة رغم أن الغيرة و كما يقال عنها هي لهيب الحب ، و لم تسري بين جنبات الفؤاد قطرة و إن كانت صغيرة من الغضب على مشاهد قد ينقمها كل محب ،  بل كانت اللحظة التي تستبد بها الصدمة بالروح فتنفصل النفس عن النفس و لا تفهم عن مقامها م...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

لم يكن الأمر متعلقا بالغيرة رغم أن الغيرة و كما يقال عنها هي لهيب الحب ، و لم تسري بين جنبات الفؤاد قطرة و إن كانت صغيرة من الغضب على مشاهد قد ينقمها كل محب ،  بل كانت اللحظة التي تستبد بها الصدمة بالروح فتنفصل النفس عن النفس و لا تفهم عن مقامها من العالم شيئا ، اللحظة التي تتلاطم فيها امواج الحيرة و اللوعة و لا يَعلم المرء أحقيقة ما رآى و سمع ام خيالا ، اللحظة التي يسأل فيها القلب بكل الحرقة التي فيه السؤال الفاجع ، لماذا ؟

كان من حق الفتاة التي هي من طاقم قراصنة كوجا أن تدفع أي دخيل على سفينتهم ، لكن صادف و أن إلتقت بفتاة ترعرع الضياع في غورها و التي إستجابت لمحاولة الهجوم عليها بهجوم واحد مضاد جمع ثقل المشاعر التي تحس بها و التي تلتف كالأشواك الجارحة حول قلبها .

الفتيات اللاتي كن مجتمعات حول فراش العليلة هرعن إلى الخارج ليتبينوا الوضع فعثروا على تلك الفوضى و بذات شعر ذهبي طويل تمشط خطواتها من بعيد كأنها شبح من الأشباح الهائمة في الظلام ، فثارت ثائرتهن و كدن يلحقنها كالمفترسات ردا على ما فعلته لولا أن العجوز نيون زجرتهم عن ذلك و أعلمتهم أن هانكوك قد عادت لعافيتها لتوها و لا ينبغي أن تشك بشيء في الوقت الحالي ، و لم يخفى على الشاب هالة فتاته الفريدة التي يميزها و يعرفها فترجرجت نفسه لأنه علم الذي كان و أن ما رأته سيكون كوصمة سوداء في كتاب حبهما الأبيض و عليه أن يفعل شيئا حيالها و ألا يتركها لتعايش حالة الغضب من قول أو فعل لا يملك المعنى الذي تتخيله هي أو هانكوك .

في تلك اللحظة ودَّع لوفي إمبراطورة القراصنة و خلفته الفتيات اللاتي أمسكنها عن اللحاق به لتشييعه فقط كي لا ترى ما حلّ خارجا متعللات بأنها يجب أن ترتاح أكثر ، فغادر و قد إختطف نظرة واجمة للجدار المحطم ثم للفتاة المغشي عليها و الملقاة في حضن واحدة من رفيقاتها بعدها نقل بصره إلى البعد ليراها اخيرا ، فقفز و ركض خلفها يهتف بصوت عال أن :
" آن ! "

هي قد سمعته و لكنها لم تر بُدا من التوقف لأنها عليمة بما سينطق به لسانه و أي كلام سيقنعها بعد الذي حدث و يطبطب على روحها الضائعة , فزاد هو من سرعته حتى أدركها و غدا يمشي بمحاذاتها و على محياه تعابير الحيرة التي ترتسم على كل رجل حين تُكتشف أفعاله الشنيعة لكنه حاول أن يتصرف على سجيته و إدعى الإستياء قائلا :
" إنني اناديك لماذا لا تتوقفين "

أكَاسِياWhere stories live. Discover now