غِيرة

1K 75 224
                                    

كيف لا يأنس المرء و قد لقى في مطارح غربته الرفيق الذي له قصة في صفحات حياته و كيف لا يسعد بالوجه الذي ما توقع ان يلقاه ليهبه القدر هبة عظمى تريحه و تفجر الحنين من لُبِّه كما يتفجر الماء الصافي من صدع الحجر وذاك ما حصل بين الأسمر الشامخ و ذات الحسن...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

كيف لا يأنس المرء و قد لقى في مطارح غربته الرفيق الذي له قصة في صفحات حياته و كيف لا يسعد بالوجه الذي ما توقع ان يلقاه ليهبه القدر هبة عظمى تريحه و تفجر الحنين من لُبِّه كما يتفجر الماء الصافي من صدع الحجر وذاك ما حصل بين الأسمر الشامخ و ذات الحسن التي وما إن وقع بصرها عليه حتى لفته بين ذراعيها ، مغتبطة برؤياه و سعيدة سعادة الدنيا بوجوده ، فما اجمل أن يرى الإنسان من غاب عن عينه هنا ماثلا بين يديه يبادله الإخلاص في مشاعر رقيقة مكتنزة و يبين له ما يملأ فضاء فؤاده و مكنون صدره .

لَكَم كانت تلك الصورة مُرة بغيضة في نظر الشاب الواقف أعلى الدرج و لَكَم كره ما ورثته في روحه ووجدانه ، إذ إنقبض على إثرها صدره إنقباضة خال فيها أن أضالعه تتشابك فيما بينها فتمنع عنه نعمة التنفس ، و أضحى تائها في مدن قلبه المحترقة يقَلِّب عن سبب وحشته فلا يهتدي لجواب و لا يعرف لذاته مخرجا سوى أن يَفطم بصره عن ذاك المنظر و يأوي واجِما لغير محل كان في النهاية هو رأس ساني غو ، مجلسه المريح و المفضل.

" ماهذا آن ، هل تعرفين تورا أو " قالت نامي في حيرة تقلب ناظريها بين الإثنين المتعانقين ، ليقطعا لحظة سماع السؤال تواصلهما الذي عبرا فيه عن إشتياق و توق ، لكن عيونهما كانت و لازالت متعلقة ببعضها ، حينها ردت عليها ذات النمش و السرور يتراقص في معالم وجهها المليح :
" لاو و أنا نعرف بعضنا بعضا ، إلتقيته عندما كنا صغارا "

همهمت روبين التي صعدت بضع درجات مع إبتسامة رقيقة تتفحص هيئة الفتاة التي لو وجدت في نفسها أسلوبا تعبر به عما يحوم بين جنبيها لفعلت ، و قالت بنبرة عذبة بينما تنحني لإلتقاط السيف الذي إنزلق للأسفل :
" يبدو أنك سعيدة بلقائه "

حينها شدت آن على كُمِّ لاو و مَرَّت بنظرة خاطفة على سحنته ثم تلت و حرُّ الحماس يغلف نابضها و نغمة صوتها :
" أجل كثيرا ، إفتقدته حقا "

فمَدها الأسمر بإبتسامة صغيرة متأملا صورتها التي غيرها الزمن عما يذكرها في نفسه أما هي فأعطته أخرى أكثر إشراقة و إتساعا تشبه في صفتها الجميلة تفتح ازهار الربيع حين تداهمها لمسة الشمس و قالت :
" بالمناسبة ما الذي تفعله هنا ؟ "

أكَاسِياWhere stories live. Discover now