الفصل الثاني

231 25 0
                                    

#قريبا_ستفرج

#شيماء_عبد_الله

#الفصل_الثاني

شعرت إيمان بخجنر جديد يغرس في قلبها، فتحجرت الدموع في عينيها، رغم أنه لا ذنب لها في حالتها، ولم تقرر أن تكون هكذا، ورغم كل شيء تحمد الله وتشكره، ووسط إنغماسها في أفكارها سمعت صوت والدها الذي دخل، ليجد زوجته تصرخ فتحدث بصوته الخشن قائلا :ما الذي يحدث مجددا.

ابتسمت أمل بمكر قائلة :تعالى يا سيد عبد الرحمان لترى إبنتك التي تتسكع في الشوارع حتى هذا الوقت، والله وحده من يعلم مع من كانت.

شعر عبد الرحمان بدمه يغلي وسط عروقه وأمسك إيمان من شعرها، الذي كانت تضع عليه حجابها، ومن قوة الجر جرحها الدبوس في عنقها، فصرخت من ألم الجرح وألم شعرها الذي أحست به يكاد ينقلع من جذوره.

عبد الرحمان :أين كنت أيتها الحيوانة حتى الآن، ومن من كنتِ.

إيمان بألم: لم أكن مع أحد يا أبي، أقسم لك، أنا...

قاطعتها أمل حينما قالت: لا تثق بها، لقد لاحظت طيلة الأيام وقوفها بجانب النوافذ والهاتف في يدها، وحتى من عمل المنزل تقوم به فقط حينما تراك.

صدمت إيمان من حديثه، وشعرت بمرارة الظلم التي جعلتها تصرخ قائلة :لا تكذبي، أنا لست هكذا، أنا ذهبت لزيارة قبر جدي وجدتي كما أفعل كل شهر وعدت فورا.

عبد الرحمان ترك شعرها وقبل أن تتنهد إيمان براحة تلقت صفعة قوية من والدها، وقد تركت أصابع يدع مرسومة على خدها الذي أصبح أحمر اللون.

أردف عبد الرحمان بصوت حاد :قليلة الحياء.. أنا واقف ولم تحترميني، وتصرخين على والدتك أيضا.

كانت نفسية إيمان مرهقة لدرجة أن لسانها لم يعد يستطيع التحريك، ورغم أنها تريد قول الكثير إلا أنها صمتت، والسبب الذي يجعلها تسكت دائما أن أي كلمة ستقولها ستعود عليها بالضرر، لتلجأ دائما للسكوت.

عبد الرحمان :أعطني هاتفك.

رأت إيمان نظراته التي تصف مدى غضبه، لتناوله هاتفها سريعا، ففتحه مباشرة كونها لا تضع له رمزا سريا، وظلت واقفة والدموع متحجرة في عينيها بسبب قلة القيمة التي يحسسها بها عبد الرحمان في كل فرصة أتيحت له. نظرت له وهي ترى كيف أن الشخص الذي من المفترض أن يكون سندها يشكك فيها، وبعد أن أنهى بحثه أعاد لها الهاتف وتصرف بكل برود قائلا :هذه المرة سأمرر الموضوع مرور الكرام، في المرة المقبلة التي سأجدكما تتشاجران ستنالان مني ما لا يحمد عقباه.

قريبا ستفرج Where stories live. Discover now