الفصل الثامن

164 24 4
                                    

#قريبا_ستفرج

#شيماء_عبد_الله

#الفصل_الثامن

مضى ما يقارب الساعة قبل أن تقوم إيمان من الأرض، فشعرت بجميع أنحاء جسدها تؤلمها، لتأخذ ملابسها وتوجهت للحمام حيث تركت المياه تنساب عليها، لتعض شفتيها جاهدة لكتم ألمها، إلى أن بدأ ذاك الألم يخف قليلا، وارتدت ملابسها ووضعت منشفة على رأسها، وعادت لغرفتها غير مبالية بأحد، ومن الأصل انتهت طاقتها حيث لم تتناول شيئا من الصباح، فإتكأت على السرير لتغفو سريعا من شدة التعب.

أسدل الظلام ستائره، ليؤذن العشاء ولا تزال إيمان نائمة، فأيقظتها سلمى بعد أن أحضرت لها الأكل، ووضعته أمامها.

سلمى :رجاءا يا حبيبتي تناولي القليل فقط.

إيمان :ليس لي نفس لأكل أي شيء.

سلمى :هذا مستحيل، منذ الصباح لم تتناولي شيئا، والان ستأكلي من أجلي.

إيمان بابتسامة :حسنا لكن سأكل القليل فقط.

سلمى :أنت ابدئي وبعدها نرى إن كنت ستتناولين القليل أم الكثير.

ضحكت إيمان عليها، وخففت من ضغطها قليلا، وهي من الأساس تتحمل كل شيء من أجل أختها، فأخذت يدها طبعت قبلة فيها ثم قالت: أدعو الله أن يحفظك لي، ويطيل لي في عمري حتى أراك كبيرة وقد حققت أحلامك إن شاء الله.. الله وحده يعلم بمدى حبي لك وقيمتك عندي، ولو كانت لدي فتاة ربما لم أكن لأعاملها مثلك.

شعرت سلمى بضميرها يؤنبها على ما تنوي فعله، لكن الشجاعة التي تلزمها للحديث لم تكن تمتلكها، فاكتفت بابتسامة صغيرة على وجهها. فبدأت إيمان تتناول الأكل، وفور أن تتوقف عن الأكل تجبرها سلمى على أكل المزيد، إلى أن شعرت بالشبع، ولم تعد تستطيع أكل المزيد فقالت: هذا يكفي يا سلمى.

سلمى :رغم أنك لم تتناولي كل الأكل لكن سأعفو عنك هذه المرة.

إيمان :يبدو أنك نسيت من الأكبر بيننا.

سلمى :هل لأنني الصغرى لا يحق لي الاعتناء بأختي الجميلة.

إيمان :افعلي ما تشائين.

سلمى :أيمكنني طلب شيء منك.

إيمان :أنت لست بحاجة لإذن، اطلبي مباشرة.

سلمى: أريدك أن ترتلي علي بعض الآيات مت القرآن الكريم.

إيمان :بكل سرور، أعيدي هذه الأواني للمطبخ وقومي بغسلهم بينما أتوضأ أنا، وأصلي ما فاتني.

أسرعت سلمى للمطبخ تغسل الأواني، وتريد إنهاءهم في أسرع وقت لتسمع صوت أختها في ترتيل القرآن، وكم كان صوتها يريحها، وبعد أن انتهت وجدت أختها تصلي فجلست تنتظرها.

قريبا ستفرج Where stories live. Discover now