الفصل الرابع عشر

166 22 2
                                    

"أستغفر الله العلي العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه"

#قريبا_ستفرج

#شيماء_عبد_الله

#الفصل_الرابع_عشر

إيمان :لا أسامح في حقي، لكنني أستطيع فهم سبب بعدها عني.

صدم الجميع من ردة فعلها بعد أن كانوا يعتقدون أنها ستبكي وتصرخ، أو تفعل أي شيء آخر، لكن بقولها أنها تفهمت موقف صفاء فاق استيعابهم، ولم تكن صفاء أقل منهم، فهي الأخرى استغربت حديثها، ونظرت لها بعدم فهم.

أمل :ربما ترغبين في صفعة مني كي تستيقظي، كيف تتفهمينها.

صفاء :لأول مرة أتفق مع أمل، كيف تتفهميني.

رسمت إيمان البسمة على وجهها قبل أن تهتف: أنت لم تتهربي من حالتي بل تهربت من حديث الناس، هربت بعد أن نفذت قدرتك على تحمل سمومهم كل يوم، أنا أتجرع هذا السم منذ خمس وعشرين سنة، ولا أتمنى أن يتذوقه أي شخص، أنت لم تتحملي تلك المعاناة فلجأت للهروب، بينما أنا لم أجد مهربا في ذلك الوقت، إلا أنني وبعد سنوات علمت أن ملجئي الوحيد هو الله عز وجل، هذا سبب صمودي حتى الآن.. أنا لا أسامح في حقي كما قلت يا خالتي، لكنني أسامح لأرتاح.

صمتت إيمان لثواني تسترد أنفاسها ثم هتفت: بإمكاني الصراخ والتعبير على كرهي للعديد من الأشياء، لكنني فضلت الصمت وتوكيل أمري لله عز وجل.. أنا لست معاقة كما يقول الجميع، لكنني مريضة، أنا شخصية مميزة، أنا الصبورة على وضعي، وثقتي بالله عز وجل كبيرة، وأثق أن الفرج قريب بإذن الله.

عن الصمت في الأرجاء بعد حديثها، ذلك الحديث الذي تسلل لقلوبهم قبل أذانهم، ذلك الحديث الذي أثر فيهم وجعل عيون أغلبهم تدمع. أما صفاء فقد تجمدت مكانها وهي ترى تلك الفتاة التي تخلت عنها منذ سنوات، وعلمت من العائلة أنها تملك شخصية ضعيفة، وهذا كان رأي الجميع قبل أن تتبث اليوم لهم جميعا أنها الأقوى بينهم، قوتها التي استمدتها من ثقتها في الله عز وجل.

جلال: حفظك الله ورعاك يا إبنتي وزاد من حكمتك، وسأصارحك بشيء الان، لأول مرة أسعد لأن صفاء وعبد الرحمن لم يربياك، بل والدي هم تكفلوا بك، لأن هؤلاء الاثنين لا يستحقون ملاكا مثلك.

شعرت صفاء بنفسها يضيق لتهتف: أنا سأعود المنزلي، لا أريد أن يناديني أحد أو يأتي لمنزلي بعد الآن، دعوني أعيش بهناء، وأنتم استمتعوا بحياتكم بعيدا عني.

كانت صفاء مغادرة قبل أن توقفها إيمان حينما هتفت: أمي

ارتجف قلب صفاء، وهي تستمع كلمة من ثلاث حروف لكن تأثيرها كان كبيرا على قلبها، ولم تشعر بنفسها وهي تلتفت ناحية إيمان التي اقتربت منها هاتفة: هل أستطيع طلب شيء صغير منك، وبعدها تستطيعين المغادرة ولن يمنعك أحد.

قريبا ستفرج حيث تعيش القصص. اكتشف الآن