الفصل العاشر

302 19 3
                                    


كما تدين تدان.

عاد إلى ڤيلته بعد أن ارتشف القليل من الخمور فقد أصر على مواجهة تلك الأزمة التي يمر بها.
فخلال تلك الأشهر المنصرمة كانت حياته عبارة عن جحيم.
يستيقظ في ميعاد وينام في ميعاد وكأنه في الجيش وليس بمسكنه الخاص هؤلاء الناس يكادون أن يصيبوه بالجنون.
وما أن فتح الباب بمفتاحه الخاص وطل من خلفه حتى أبصرهم يقفون وفي مقدمتهم ذلك الرجل الغليظ الذي يبغضه كثيرا
فهتف وهو عاقدا ساعديه أمام صـ دره: حمد الله على السلامة يا حسام باشا.

قطب حاجبيه بدهشة من لهجته ناهيك عن منظره فقد قاما بحلق لحيته وشاربه حتى إنه بات أوسم بكثير مما كان عليه وكذلك الرجلان الآخرين.
أجاب عن سؤاله بسؤال: إيه ده أنت حلقت دقنك وشنبك والله يا راجل كده أحلى عموما يعني مش ده موضوعنا أنا كنت عايزك كده في موضوع ويا ريت يعني...

قاطعته قمر بصوت جاد: لأ احنا اللي عايزينك في موضوع.

أشار إليها شقيقها كي تصمت مسترسلا حديثه بنفس لكنته الحالية: لا خلينا نسمع موضوعه هو الأول يا قمر مش جايز عايز يقول لنا حاجة مهمة ولا حاجة.

شعر حسام بأن هناك شيئا غير مريح في هذا الرجل ناهيك عن نظرات الجميع له وكأنهم يشمتون به أو شيئا من هذا القبيل لكنه تغاضى عن كل هذا وعن لكنته الجديدة وهتف بجدية: المسرحية اللي احنا فيها دي لازم تنتهي يعني من الآخر شوف أنتم عايزين كام وأطلق المحروسة بنتكم وتسيبوني في حالي بقى.

دنت منه قمر حتى باتت قبالته وهتفت في حزن مصطنع: عايز تطلقني يا حوس اخص عليك ده احنا حتى لسة ما اتجوزناش وبعدين أنت نسيت حاجة يا بيبي كنت لازم تقولها كان لازم تقول يا ريت قمر تطلقني عشان يبقى الكلام مظبوط مش كده ولا إيه؟

أطرق رأسه أرضا ولم يعقب فدنى منه ذلك الرجل وأبعد شقيقته عنه مردفا بصوت قوي: أنا موافق يا حسام موافق أن أحنا نسيبك في حالك وكمان قمر تطلقك ويا سيدي مش عايزين منك حاجة حد الله بينا وبين الحرام مش كده ولا إيه يا جماعة؟

أومأ الجميع موافقون.
فرفع حسام رأسه بعد أن أشرق وجهه بسعادة مغمغما بفرحة لم يستطع إخفائها: بجد يعني أنتم هتسيبوني في حالي وحتسيبوا لي بيتي وتمشوا من غير ما تاخدوا مني أي حاجة!

هزة ذلك الرجل رأسه نفيا هاتفا بتأكيد: تؤ تؤ لا يا حبيبي أنت اللي حتسيب بيتك وتسيب فلوسك وتسيب كل حاجة لان أنا مضيتك على توكيل وبعت لنفسي كل حاجة بيع وشرا يعني من الآخر كدة أنت ما بقى لكش أي حاجة لا في بنوك ولا متجمدة ولا أي حاجة يعني أنت بقيت شحات شحات يا حسام باشا.

لأنني أحببت Where stories live. Discover now