الفصل العشرون

272 13 0
                                    


كما تشائين.

في صباح اليوم التالي
سعادة كبيرة تجتاحه فهو لم يذق طعما للنوم بعد ما حدثتها تلك الجميلة حقا هي ستترك عمار وتبدأ معه من جديد يا الله ما اسعد ذلك الخبر! لقد تمناه مذ كانوا صغارا
لكن لا بأس فكما يقال كل شيء في وقته حلو
وثبا من فوق فراشه بخفة شديدة دالفا للخارج وهو ينادي على والدته بصوت مرتفع: يا امو كامل يا حاجة انتي فين؟
تعال عايزك في موضوع مهم.

صمت ليستمع صوت والدته يأتي من المطبخ: تعالا يا كامل انا هنا بجهز الفطار.

بخطوات سريعة اتجه إليها ثم دنا منها ممسكا كلتا يديها يقـ بلهما بالتناوب مغمغما بسعادة لا مثيل لها: بركي لي يا اما بركي لي الحمد لله أخيرا ربنا استجاب لدعواتك.

ابتسمت والدته وسألته باهتمام: ألف مبروك يا حبيبي بس انا مش فاهمة أي حاجة!

أجابها بلهفة: صَبا يا اما صَبا قررت انها تسيب عمار وتبدأ معايا من جديد.

ابتهجت والدته من ذلك الخبر السار ثم ضمته إلى صـ درها وهي تحمد الله بداخلها لأن السعادة أخيرا ستدخل قلبه
لكن شيئا ما يجعل سعادتها تلك ناقصة لا تعرف هويته لكنها لم تشأ أن تنغص عليه فرحته فقررت أن تخفي خوفها وليحدث ما يحدث.

❈-❈-❈

وعلى الجانب الآخر
عند رؤوف الذي لم يذق طعما للنوم هو أيضا فلقد قضى ليلته وحيدا حزينا هائما يشكو بثه وحزنه إلى الله عز وجل.
فصدمته في والدته لا توصف وكذلك حزنه من زوجته التي أخفت عليه شيئا هاما كهذا
ماذا لو كان تأخر ولم يأتي؟
أو أنه حدث ولم يصل في الوقت المناسب؟
بالطبع كانت ستحل كارثة عليه وعلى عائلته وكذلك عائلتها.
لقد أخطأت عبير خطأ فادحا وعليها أن تعاقب كي لا تعيده مرة أخرى.
فهناك أخطاء لا تغتفر بسهولة كيف لها أن تخفي عنه شيء كهذا فعندما أخبرته بأنها كانت خائفة عليه ذلك الجواب أحزنه كثيرا وكذلك أهانه بشدة فمن المفترض أن يكون هو الدرع الحامي لها وهو حقا كذلك
يحبها إلى درجة الجنون مستعد أن يضحي بحياته من أجلها كيف لا تثق به؟

ضغط على رأسه بقوة كي يوقف ذلك الألم الذي ينهش رأسه بلا رحمة ثم هب واقفا عازما على أخذ حماما كي يريح أعصابه وبعدها سيحاول أن ينام ولو قليلا فهو يشعر بالتعب شديد ومن ثم سيهاتف عمار كي يذهب إلى الورشة يراقب العمال ويقف على أيديهم
فهو لا طاقة له بالعمل اليوم.

❈-❈-❈

تدندن بسعادة كبيرة وهي تقف أمام مرآتها تلف حجابها بحرفية شديدة
وبعد أن انتهت ألقت على نفسها قبلة في الهواء ثم انحنت لتنتعل حذائها.
راحت تدور حول نفسها كفراشة جميلة وما زالت تدندن وتضحك بهيستريا
فبعد ما تقدم وليد لخطبتها وافق الحاج سعد بترحاب شديد وطلب منه أن يحدد يوما كي يذهبوا لشراء خاتم الخطبة
فاختارا وليد يوم الثلاثاء أي بعد الغد

لأنني أحببت Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz