الفصل الخامس والعشرون والأخير.

390 20 2
                                    


سعادة أبدية.

بسعادة كبيرة راحت تنظف المنزل وبعدها أشعلت البخور ثم شرعت في إعداد وجبة لها ولزوجها الذي ما زال نائما.
وبعد حوالي نصف ساعة وضعت الأطباق فوق المنضدة ثم ولجت الغرفة لتوقظه لكنها ابتسمت باتساع عندما أبصرته مستيقظا فألقت تحية الصباح ثم جلست بجواره فوق الفـ راش متسائلة: ما قمتش ليه يا كسلان؟
ده أنا حضرت الفطار وبصراحة يعني ميتة من الجوع.

داعبا وجنتها بأصابعه وأجابها بلطف: أصلي بصراحة يعني مبسوط قوي فقررت أني أقوم على مهلي خصوصا إن أنا أخدت اجازة النهاردة من الشغل بس عشان خاطرك حقوم أنا أقدر برضو أسيبك جعانة.

مالت عليه وأسندت رأسها فوق صـ دره مغمغمة بعشق: أنا بحبك قوي يا رؤوف.

وأنا كمان.

قالها وهو يتلمس خصلاتها
ران الصمت بينهما قليلا حتى قطعته عبير بعد أن استقامت جالسة مرة أخرى: رؤوف كنت عايزة أتكلم معاك في حاجة مهمة.

رمقها باستفهام؟
فاستطردت: بخصوص مامتك أنت ما ينفعش تفضل مقاطعها كده أنا عارفة أنها غلطت كتير في حقنا بس حرام أنك تقاطعها يا رؤوف كده كده هي حتفضل في بيتها ومش حتتدخل في حياتنا بس عشان خاطري اسأل عليها وشوف طلباتها ده إلا عقوق الوالدين عند ربنا
وأنا بصراحة يعني مش حابة أكون السبب في أي خصام بينك وبينها.

ارتسمت ابتسامة حانية على شـ فتيه بعد أن استمع لذلك الكلام من زوجته فهو يعلم مسبقا بأنها طيبة القلب لكن لم يتوقع بأنها طيبة القلب هكذا لو كانت امرأة أخرى مكانها لنبذت والدته طوال عمرها
لكن ليست عبير من تفعل ذلك فهي تربية الحاج سعد هنداوي ذلك الرجل المراعي الشهم التقي.

رمقها بعشق ثم استقام جالسا يعـ انقها بقوة مغمغما: طلباتك أوامر يا بيرو النهاردة بعد ما نفطر نروح أنا وأنتي نطمن عليها ربنا ما يحرمنيش منك أبدا يا أحلى حاجة حصلت لي في حياتي.

❈-❈-❈

مشط المنزل بحثا عنها فقطب حاجبيه بدهشة عندما لم يجدها فتلقائيا ذهب إلى غرفة أطفاله وكذلك لم يجدهما وقبل أن يبحث عن هاتفه ليتصل بها أبصر ورقة مطوية فوق الطاولة الخاصة بالطعام
فدنا منها بخطوات واسعة ملتقطة إياها فتحها وراحا يقرأ بصوت مسموع:
"حبيبي رامي صباح الخير أنا عندي مقابلة شغل النهاردة وخدت البنات معايا وسبتهم عند ماما الفطار موجود عندك على السفرة أفطر قبل ما تروح شغلك غزل".

طوى الورقة في يده بانزعاج ثم ألقاها أرضا وجلس يأكل بشراهة وكأنه يخرج غضبه في الطعام.
فيبدو أن زوجته قد شنت عليه الحرب لكن لا بأس سيتركها تفعل ما يحلو لها وبعدها سيحاول ترويضها لتعود كما السابق.

لأنني أحببت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن