الفصل العاشر

11.8K 355 13
                                    

في اليوم التالي عندما ذهبت للعمل وجدت سمير يقف في الجزء الخاص فقلت لنفسي لعل أحد من الزبائن جاء ليشتري فوقف مكاني حتى يبيع له فقلت

" شكرا يا سمير أنا خلاص جيت أهو. "

فنظر إلي مستنكرا و قال

" شكرا على ايه ؟؟ انتي ايه اللي جابك اصلا ؟ "

دهشت من رده فقلت

" ايه اللي حصل ؟ "

فأعطاني ورقة حتى اقرأها و هو يقول

" شكلك مش متابعة اخر الاخبار. "

نظرت في الورقة وجدت أنه عقد بيع لنصيبي في المحل و عليه إمضائي و إمضاء منتصر و الشاهد على العقد كان سمير. ما كان مني الا أن أقف مبهوتة كأنني فقدت السمع و البصر. و لولا تماسكي لكنت فقدت الوعي.

نظرت إلى سمير و كان يبدو على وجهي الصدمة و أنا أقول بصوت منخفض أكاد أجمع الكلمات في فمي بصعوبة بالغة

" إمتى حصل الكلام ده ؟ "

و لكنه لم يسمعني ففقدت أعصابي و صحت فيه

" إيه ده ؟؟ حصل امتى البيع ده ؟ و ازاي امضتي محطوطة هنا ؟ "

فضحك بسخرية و هو يقول

" معلش أصل ولاد الحرام كتير. "

" أنا مبهزرش. الكلام ده معناه ايه ؟ "

فزالت ضحكته على الفور و قال

" عشان تركبي دماغك و تعندي قلتلك اشتري نفسك و اتجوزيه لكن الهانم كان لازم تعمل موقف بطولي. "

كنت على وشك الاعتداء عليه بالضرب لولا أن منعني أحد حراس منتصر. فالتقت أنفاسي و أنا أقول

" و هعمل ايه انا و بنتي هصرف عليها ازاي بلاش عشاني عشان رينادا بنت أخوك. "

لم يظهر أي اهتمام بل جفاء و هو يقول

" انا ماليش دعوة منك له. "

و أشار للحارس و هو يقول

" خرجها من هنا بالذوق لو موافقتش يبقى بالعافية. "

فخرجت من المحل و الدموع المترقرقة تملأ عيني حاولت منعها من الانصباب و لكن ما في اليد حيلة حين تغلب الحسرة و الحزن.

عدت للبيت و كلمت المحامي و لكنه قال لي أنه لا يوجد فائدة من رفع قضية لأن ذلك لن يكون من صالحي. أغلقت كل الأبواب أمامي و صار الآن مستقبل رينادا في خطر. حتى لو تزوجت منتصر هل سأضمن عودة المحل لي ؟ هل سأكفل لرينادا الحياة التي تستحقها أم سيطلب مني التخلي عنها ؟

لم أستطع مقاومة كل ذلك و قررت أن أخبر رينادا بذلك حتى تشاطرني همي و تعلم المحنة التي أجابها و تعلم ما قد تحمله الأيام القادمة.

أيهما أختار ؟Where stories live. Discover now