الفصل الحادي و العشرون

8.9K 310 41
                                    

قال منتصر

" الشعر اللي لاقيناه طلع نتيجته متطابقة مع شعرك. "

لم أشعر بنفسي إلا و قد أغلقت الخط. و انهرت في البكاء و العويل فبجانب تلك المصيبة التي وقعت فيها و هي قتل كريم بالخطأ لقد كشف أمري.

لم أعرف ماذا أفعل. أأعترف بكل شيء و أسلم نفسي ؟ أم أظل مكاني و أترك حبل الأمور على غاربها ؟ حقا أنا بحاجة لأحد يقف بجانبي في تلك الأزمة. كنت جالسة على السرير و أنا أبكي فوجدت سلمى ترن على فلم أرد.

و لكنها ظلت ترن علي فما كان في وسعي إلا الرد عليها فقلت بصوت متقطع و متهدج يبدو فيه الحزن و البكاء

" أيوة يا سلمى فيه ايه ؟ "

" انتي اللي مالك ؟ انتي معيطة ؟ "

" لا. "

" كدابة انتي معيطة. طب سلام دلوقتي. "

و أغلقت الخط. و بعدها نظرت للمرآة وجدت أوهام فصحت بها

" عايزة مني ايه ؟ جاية تشمتي فيا ؟ "

و لكنها ظلت واقفة في المرآة بدون أي كلام. فعدت لمكاني و أخذت أقول كالمجنونة أنني لم أقتل كريم بقصد و أنني فعلت ذلك بعمي لما فعله بي. لم أكن وحدي بل كانت أوهام معي.

فتحت كشكول ذكرياتي و أخذت أكتب ما حدث حتى اهدأ و لكنني وجدت نفسي أكتب كلمة قاتلة لعدة مرات. فرميت القلم و أدخلت الكشكول مكانه.

مرت ربع ساعة و فجأة وجدت جرس الباب يرن. أيمكن أن تكون أمي ؟ و لكنها لا تعود الآن. فنزلت من غرفتي و فتحت الباب فوجدت سلمى أمامي.

فقالت

" زي ما كنت بفكر انتي منهارة. "

" اتفضلي. "

و ذهبنا و جلسنا في غرفتي و أحضرت لها عصيرا. فقالت لي

" مالك ؟ "

" مفيش صدقيني. "

" ازاي مفيش و عينيك وارمة من العايط ؟ احكي في ايه. "

كم تمنيت لو أنني أستطيع أن أحكي لها و أشكي لها همي و لكن ما عساي أن أقول. أأقول لها أنني قاتلة ؟ بالطبع لا فذلك سوف يدمر مستقبلي فإن فعلت ذلك فهذا يعني أنني لست إلا حمقاء.

كنت اتعذب من داخلي و الألم يدميني و لكنني حاولت بشتى الطرق إظهار تماسكي أمامها فقلت

" م- مفيش "

فاقتربت مني و جلست بجانبي و أمسكت بيدي و قالت

" أنا عارفة انك مش عايزة تحكي بس لازم تخرجي اللي جواكي و احنا صحاب يعني عبري براحتك عيطي لكن متكتميش جواكي. "

فبدأت دموعي تتساقط الواحدة تلو الأخرى و أنا أقول

" تعبتي نفسك ليه و جيتي أنا مش عايزة و لا قادرة أحكي لحد. "

أيهما أختار ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن