4 / دمار

2.7K 166 21
                                    

اتجهت (الجدة) إلى منزلها على الفور وتوجهت ناحية صندوق لتفتحه وتخرج خنجرًا منه ثم التفتت صوب (وَهج) التي كانت تحدق في جدتها بإستغراب.

ذهبت (الجدة) إلى (وَهج) وامسكت بكتفها وهي تحدق بحده قائله :

"يا صغيرة استمعي لي ولا تعارضيني.. هل فهمتي؟"

لم تستوعب (وَهج) كلام جدتها وقبل أن تقول شيء قاطعتها جدتها قائله :

" الآن سوف يأتون بعض الأشرار هنا.. وأنا أريد منكِ أن تهربي "

(وَهج) بقلق : أشرار؟

(الجدة) وهي تفلت كتفها وتضع الخنجر بين يديها لتحكم الإغلاق على مقبض الخنجر : لا وقت للشرح لذا خذي هذا الخنجر لتحتمي فيه وأثناء هروبكِ أريدكِ أن تتجهي جنوبًا حيث هناك امرأة في الثلاثين من عمرها مشهورة بلقب (عقربه) وعندما تجدينها اخبريها بهذا (قطة بيضاء في أسفل فكها توجد بقعة سوداء كبيره) حينها ستعرف أنك أتيتِ من طرفي.

(وَهج) بتوتر وقلق وهي تهز رأسها دلالة على الرفض : لا أستطيع أنني خائفة.

(الجدة) وهي تصرخ في وجهها : (وَهج)! لاتدعي الخوف يسيطر عليك.. فأنا أعلم بإنك تستطيعين فعلها والنجاة.

فورما أنتهت (الجدة) من الكلام وإذا بها تسمع أصوات الاحصنة وصراخ النساء حينها علمت أنهم وصلوا بالفعل لذا أمسكت بيد (وَهج) واتجهت ناحية غرفتها ثم افلتت يد (وَهج) لتغلق الباب خلفها حينها اتجهت مسرعة ناحية النافذة وطلبت من (وَهج) القدوم.

بعدما ركضت (وَهج) ناحيتها لترفعها جدتها وتجعلها تقفز عبر النافذة بينما كانت (وَهج) تنتظر قدوم جدتها قائله :

" هيا يا جدتي علينا الهرب سويًا! "

(الجدة) وهي تصرخ بغضب : ارحلي الأن.. سوف آتي فيما بعد حينما تذهبين ل(عقربة).

كانت (وَهج) متردده لكن في النهاية بدأت تركض من الفناء الخلفي لخارج القرية مبتعدة عن القرية التي كانت تتزايد فيها اصوات وصراخ اهاليها... بينما كانت (الجدة) تسعل بشدة لدرجة خروج الكثير من الدم من فمها وعندما توقفت عن السعال بدأت تقول بحزن وبوجه شاحب :

" أيها الرب فلتحمي هذه الطفلة وتنجيها من مرورة الحياة ولتزهر كل بقعة تطأها قدماها "

سكتت (الجدة) قليلاً بعدما سمعت صوت الباب وهو يتم تحطيمه ليدخل رجل من المختارون ويبدأ يتجول في المنزل حتى حطم باب الغرفة ليدخل غرفة (الجدة) ليجدها واقفه بثبات وملابسها مليئة بالدماء ليتجه صوبها ويشهر سيفه ليغرزه في صدرها ويخرجه بينما (الجدة) سقطت على الأرض وهي تنزف بغزاره لتقول بصوت مرهق ومنخفض.

" سامحني.. فأنا كنت ذات يوم مذنبة.. (وَهِيب) لم أكن أريدك أن تخطو خطاي.. "

وقبل أن تكمل جملتها كانت قد ماتت.. وعندما تأكد الرجل من متوها، كان على وشك الرحيل لكن فجأة قامت القطة بمهاجمة الرجل من الخلف لتعضه عبر ساقه وعندما تألم الرجل بسببها بدأ يقوم بهز قدمه لكن القطة كانت متشبثه بقوة حتى قام بضرب القطة عبر الحائط بقوة لتسقط القطة وتقف من جديد وجسدها يرتعش بألم وقبل أن تنقض عليه قام الرجل بدوره بأشهار سيفه صوب القطة واذا بها دمائها تنتشر على الأرض.

__________

بعد نصف ساعة : -

ظلت (وَهج) تركض نحو طريق مجهول وعندما شعرت بأنها ابتعدت بما فيه الكفاية قررت أن تلتفت للخلف لتجد بأن القرية اختفت وهذا ما جعلها تتأكد بأنها ابتعدت كثيرًا فقررت أن تأخذ قسطًا من الراحة فأستلقت على الرمال وظلت تحدق في السماء المليئة بالسحب وخصوصًا أنه الأن فصل الشتاء.

كانت تحدق ولم تشعر بعيناها اللتان كانتا قد أغرورقتا بالدُّموع وكأن هناك عاصفة بداخل بحر عيناها ليبدأ الموج يخرج منهما بغزارة.

وضعت (وَهج) يدها على عيناها وتنفجر بالبكاء والنُواح..

___________

رجل ملثم بعمامه سوداء ضخم البنية يمتطي حصانه الأسود ويشاهد رجاله يأتون بالأطفال والنساء بعدما اقتتلوا جميع رجال القرية والبعض من نسائها الذين قاوموا بالدفاع ضدهم.

وقفوا جميعهم أمامه ممسكين بالأطفال والبعض من النساء ثم قال بصوت عميق :

" اقتلوا النساء فلا حاجة لنا بهم أما الأطفال احضروهم "

بعد أن سكت بقليل تقدم شخص من الرجال وقال وهو يحدق بخبث في النساء :

" اعذرني سيدي لكن ألا يمكننا التمتع قليلًا "

حدق الرجل الملثم به ببرود وفجأة بدأ يشهر سيفه بكل سرعة ليفصل رأس الرجل عن جسده ثم قال بنبرة غاضبة :

" منذ متى والكلاب تتطاول على أسيادها وتطلب المزيد "

عندما شاهدوا الجميع هذا المنظر شعروا بالخوف الشديد من أن يحل دورهم أيضًا بينما الرجل المثلم استدار بحصانه قائل بصوت مرتفع :

" اتبعوني.. أيها المُختارون "

___________

بعد ساعات : -

أستيقظت (وَهج) عندما احست بقطرة من المطر تسقط على جبينها.. لتفتح عيناها وتشاهد السماء التي بدأت في الغروب، ولكن سرعان ما نهضت بفزع وبدأت تنظر من حولها وإذا بها في صحراء نائية عندها بدأت تدرك لماذا هي هنا وبدأت في البكاء من جديد والمطر بدأ في التزايد.

وبعد دقائق من البكاء قررت العودة للقرية وبالفعل بعد مسيرة نصف ساعة عادت للقرية لترى الكثير من الجثث والدماء في كل مكان فشعرت بالخوف الشديد عندما شاهدت الجميع مقتولًا وعلى الفور كل ما دار في ذهنها هو جدتها فسارعت لمنزلها وعندما وصلت رأت الباب وهو محطم حينها انتابها القلق وبدأت تدخل ببطء للمنزل ونبضات قلبها تتزايد حتى وصلت لغرفة جدتها الذي كان بابها محطمًا لترى أمامها جثة جدتها والقطة لتسقط (وَهج) على ركبتها وتمسك رأسها بيداها وهي تذرف الدموع قائله بإنكار :

" كلا.. كلا.. ليس أنتي أيضًا.. "

حينها صرخت باكية بقهر وهي تحدق في الأرض..

.

...يُتبع...

ساحرة الشمال Où les histoires vivent. Découvrez maintenant