7 / نحو السبيل

1.7K 96 17
                                    


في ذات الليلة الماطرة وفي داخل البرج الحجري، يسير في أحد ممرات البرج رجل في منتصف الثلاثين ذو الملامح الحادة وقد نبت على وجهه القمحي شاربًا كثيفًا، يحمل في يده السراج وبجانبه تسير فتاة في العاشرة من عمرها يتملكها الخوف والقلق وتشد بيدها الصغيرة يد الرجل التي تمسك بها وتقول بقلق وخوف :

" أبي .. أنا خائفة "

قال الرجل دون أن يلتف نحوها :

" أنها المرة الرابعة بالفعل .. يجب أن تعتادي عليها "

بعد قوله لهذا نظرت الفتاة إلى الأفق بأعين راجفة خائفة وصوت نبضات قلبها تتعالى بخليطٍ من الخوف والقلق والتوتر فكان الذي يقبع في الأفق بابٌ من حديد يقف على جانبية حارسان وعندما شاهدوا الرجل والفتاة قادمان انحنى كلٌ منهما إحترامًا لهما.

أعطى الرجل لأحد الحراس أمر بفتح الباب وعندما قام الحارس بفتح الباب الحديدي دخل الرجل والفتاة للداخل ثم تم إغلاق الباب خلفهم.

وفي تلك الليلة سمع كل من كان في البرج صرخات الفتاة وبكائها بألم شديد ولا أحد يعلم ما كان يدور خلف ذلك الباب الحديدي عدا أنهم يعلمون جيدًا أنه ليس من الجيد معرفة ما يقبع خلفه فكلما خرجت الفتاة من ذلك الباب الحديدي كانت تخرج غارقة بالدماء ورغم ذلك كانت تقف على قدميها وكأن لم يكن والأغرب من ذلك هو الفراغ والبرود الذي في عيناها وكأنها أصبحت خاوية وتم سلب جميع مشاعرها .

____________

في الصباح : -

أستيقظت (وَهج) بعد أن أيقظتها الفتاة ذات البشرة الداكنة بأبتسامه وهي تشير نحو الطعام الذي قامت بإعداده .

نهضت (وَهج) وهي تدعك عينها بظهر يدها ثم تنظر نحو الطعام بأعين مرهقة لتقول بعدها قبل أن تتجه نحو الباب وتخرج خارج الكوخ :

" لا أريد، أنا لا أشعر بالجوع "

لم تمنعها (الفتاة) وظلت تحدق في (وَهج) وهي تفتح باب الخروج لترى أن (جمرود) يقف أمام الباب حامل بيده أرنبًا ويقول بنبرة غليظه :

" أنه من المبكر عليكِ الإنسحاب "

تراجعت (وَهج) للخلف في دهشه ليعبر بعدها (جمرود) من خلال الباب ويسلم الأرنب للفتاة ويقول موجهًا الكلام ل(وَهج) :

"أيتها الصغيرة، الباب مفتوح دائمًا للضعفاء للهروب "

غضبت (وَهج) من نعتها بالضعيفة لتقول بصوت مرتفع وبنبرة غاضبة :

" أنا لست ضعيفة! "

قال (جمرود) للفتاة متجاهل (وَهج) :

" (مرنان) أجمعي الأغراض فلا حاجة للمكوث هنا أطول "

أومأت (مرنان) رأسها في سعادة لتبدأ فورًا في جمع الأغراض، بينما أشتد غضب (وَهج) أكثر عندما تجاهلها (جمرود) لتركض بعدها للخارج.

ساحرة الشمال Where stories live. Discover now