المترصد و القط الخطير

107 8 0
                                    

تناهى لمسامعها صوت تجادل الضباط بجوار فراشها

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


تناهى لمسامعها صوت تجادل الضباط بجوار فراشها.....كان جسدها الضئيل ملفوفا في الأقمشة و الجبس الصلب بحيث يبقى الأعضاء المهشمة في وضع سليم
لم تستغرق الكثير لتبصر عبدالله الواقف على مقربة منها و تسمع حديثه الهامس حول حالتها و عادل مع الطبيب المسؤول...

"إن لم تكن دليلة تعرضت للاغتصاب فهذا غريب....لماذا إذن برب السماء جن جنون عادل لدرجة تهشيم عظام شقيقته و قتل أبيه؟!!"

"المرأة مصابة بقوة يا حضرة الرقيب...كل إنش منها تعرض للتعذيب و الضرب بطريقة لا يتحملها جسد ضعيف كهذا.....حينما رأيتها لم أتحمل معالجتها للوهلة الأولى و شعرت أنها كتلة لحم بارد بين يدي....لعل الرجل حينما رآها على هذا النحو شعر بالحسرة"

مدت يدها نحو عبدالله بوهن و ضعف شديدين تحاول استدعاء انتباهه لها...
فور أن لاحظها التفت فورا و جثى أمامها على ركبة واحدة يجعل مستوى بصره أمام وجهها مباشرة....

"أنت بخير، دليلة؟"
كان صوته ناعما رقيقا كأنه يخشى إيذاءها بالكلمات وحسب....لم ترَ في عينيه قط مثل تلك النظرة الحزينة المراعية...يربت على كفها الناعم بدفئ راحتيه الواسعتين..

"هل عادل بخير يا حضرة الرقيب؟"

هز رأسه بهدوء مؤكدا ومنحها إجابة تفصيلية عن حالة عادل المزرية...
يبدو أن رجلا خمسينيا لم يكن بالقوة الكافية لقتل شاب فتيّ كعادل لكنه قوي كفاية بالتأكيد لتمزيق كل شطر من عظامه كأنه كان دمية بلاستيكية في يده! بالنسبة للرقيب فهو لم يلتق رشاد العمري ولا مرة واحدة كي يقيم قدراته الجسدية، لكن مجرد تشريح الجثة يعطيه خلفية عن مدى فظاعة ما تعرضت له الفتاة المسكينة على يد وحش كهذا....

"هل أنا فشلت في المهمة أيها الرقيب؟ هل ستعفو الشرطة عن خطاياي؟"

الرجاء في صوتها و عينيها جعله يرغب جديا في منحها كل ما تريد...و رغم كون ما طلبته سيتحقق بالفعل دون تدخل يذكر منه إلا أنه رغب للمرة الأولى أن يسدي إليها معروفا و لو كانت لا تحتاجه، فقط كيلا يذهب عناؤها و عذابها هباءً.

"لم ينجح أحدهم في مهمة قط كما فعلتِ ؛ لولاكِ ما علمنا مكان السفاحين الأوغاد...أنت تحملتِ الألم لأجلنا و لهذا أنت معفية من المسائلة القانونية و ستحصلين على جائزة كذلك.."

الزهور الجنائزية || Funeral flowersWhere stories live. Discover now