رجل نازي و امرأة يهودية

219 15 9
                                    

رأته من خلف البناية المهترئة يقف قبالة ابنه يطالعه بابتسامة جزِلة

¡Ay! Esta imagen no sigue nuestras pautas de contenido. Para continuar la publicación, intente quitarla o subir otra.


رأته من خلف البناية المهترئة يقف قبالة ابنه يطالعه بابتسامة جزِلة...يهز كتفيه باستمتاع كالمرأة البغي...ينتظر منه التقدم الأهوج نحوه كي يقضي عليه بسكينه المحشور في خزانة خلف ظهره.

تحركت ببطئ، حافية القدمين في اتجاه دائري حتى صارت في وضعية مناسبة لصيده من هذا الاتجاه لكن مشاعرها المضطربة أرعدت أطرافها الممسكة بالسلاح حتى أضحى من المستحيل حمله بشكل مستقم.....كم هذا ساذج و مثير للشفقة؟! يبدو أنها ليست سفاحة بما يكفي بعد...

جاءها الصوت الوحيد الذي تحب سماعها من خلف تلك البناية بجملة بسيطة لكنها تفضح نواياه بصدق اعتاده..

"جئت لأعيد قتلك...أبي....لن أدعك تأخذ من دليلة روحها كما أخذت شرفها و حياتها....لن أسمح لك بقتل المزيد من الناس...و إن كانوا عندك بلا قيمة فأنت أحقرهم و أقذرهم"

تقدم رشاد نحوه بخطوات مترنحة حتى بلغه و أصبحت عينيهما تلمعان متقابلتان كالزبرجد و الأوبال....لا يتشابهان في الشكل لكن الكينونة واحدة...كلاهما صلب.

كانت سكين الأب قد انسلت بالفعل بين يديه و قطعت نصف الطريق في الهواء تجاه بنكرياس عادل بالتحديد كيلا يموت إلا بعد عشرين عاما من المرض....لكن الأخير الذي كان يرى بكل وضوح دليلة تقف كأيقونة حجرية ثابتة خلف المجرم الذي سلبها إنسانيتها....ترفع المسدس الروسي مباشرة باتجاه رأس أبيه...أراد حقا تركها تفعلها... لأنه على ما يبدو فقد طاقته أو فقد الرغبة في الحياة.

تنفس بعمق بالتوازي مع صوت إطلاق النار الصاخب....التفت الجسد الذي استقرت به الرصاصة و مازال على قيد الحياة كالقتلة في الأفلام الدموية!!

حمل سلاحه و أراد قبل نفاذ روحه إلى خالقها أخذها معه حيث يمكنه الحصول عليها قبل الوصول للجحيم...
كانت متصلبة مكانها لا تدري ما تفعل ولا ما يكون هذا الرجل الذي لا يموت....صدرها يعلو و يهبط مع هدير أنفاسها و العرق البارد ينساب على طول عمودها الفقري و عنقها أسفل الحجاب ببطئ قد يصيبها بالجنون إن استمر أكثر.

"سأحمل جسدكِ الجميل معي للجحيم، أقسم لكِ..."
حاول الإطلاق عليها لكن يبدو أن توازنه سيئ بدرجة كافية ليكون التصويب مستحيلا....و كذلك الوقوف باستقامة!

الزهور الجنائزية || Funeral flowersDonde viven las historias. Descúbrelo ahora