نوبه غضب 44

1.8K 81 94
                                    

الصباح كان حافلاً بالكثير من الفوضى الذهنيه نتيجة ما تراكم من أحداث لا نهايه لها ومعلومات كثيرة حاول استيعابها خلال وقت قصير بعد أن فقد كل مصادر المعلومات لديه سوى عن أسرة دافئة وصديق لم يعلم ما يربطه به لهذا الحد لكنه كان الحصن المنيع له منذ فتح عينيه لهذا العالم ومن احتواه في الوقت الذي وجد فيه نفسه يغرق في الظلمات .

في هذا الوقت الذي يقضيه بالتامل كان ليو يواجهه متاعب من نوع آخر يقابل فتاة لا يريدها مضطرا لأجل أسرته ، شعر بالعجز عن فعل أي شيء وخشي التدخل والتسبب بالمزيد من المتاعب لذا قرر عدم فعل شيء وترك الأمور لرفيقه فقد كان بالكاد يحافظ على نفسيته مستقرة ثابتة بعد كل ما اكتشفه والكلمات القاسية التي قرأها على المقالات المنشورة عنهما نجحت في جعله يكره نفسه حتى الموت ولولا كلمات من عرفهم خلال هذا الوقت القصير لما تردد في إنهاء حياته بعد كل ما قيل عنه وعن رفيقه وعن أنهما فاسدان وان أسرهم فشلت في تعليمهم الصواب وغيرها الكثير مما جرح مشاعره عميقا دون رحمه وجعلته يشكك بنفسه ، لا ينكر انه تحسن كثيرا عما سبق لكنه لا يزال يملك لحظات شك قصيرة تمر كلما فكر بالأمر وتسائل باعماقه أن كان حقا فعلها وهم يحاولون فقط إخراجه من الأمر كي لا يتأثر أكثر ؟ كل شيء بدأ ممكنا لكنه ولأجل كل جهودهم حرص على منع هذه الأفكار من الظهور وسحب نفسه من بحر الشك كلما كاد يغرق فيه عنوة.

تنهد للمرة العاشرة منذ الصباح واتجه النافذة يراقب الخارج محاولا استنشاق هواء الصباح المنعش عليه يقوم بدوره ويمنح املا بيوم جديد حتى قدوم رفيقه إليه .

سمع صوت الجرس يرن تلاها ارتفاع أصوات من الأسفل أخبرته بنفسها أن رفيقه وابن عمه وصلا على ما يبدو ، التفت ينظر نحو باب غرفته وان كان الهدف هو النظر إلى ما وراء الباب وليس الباب بذاته ، أخذ أنفاسه بهدوء قبل أن يتجه نحو المراءة ، نظر لوجهه ليجد الهالات السوداء قد حجزت لنفسها مكانا في وجهه بعد أن جفاه النوم من القلق ، خشي أن يسبب هذا مشاعر لا داعي لها عند من يحبهم لكنه وحد العذر المنطقي والصحيح بالوقت ذاته ، اغمض عينيه وتنفس عميقا قبل أن يتجه للخارج ، ابتعد عنها وأتجه للخارج ينوي الانضمام إليهم إلا أن باب غرفته فتح قبل أن يصل إليه ليجد راس رفيقه يمتد نصفيا من الباب ينظر إليه بتفحص، اجفل لوهلة قبل أن يبتسم ويتقدم ناحيته
" مرحبا ليو ، تبدو بخير بالنسبه لشخص ذهب لمقابلة زواج لا يريدها "

عبس ليو قبل أن يصيرا بجانب بعضهما وهتف بحاجبين مقطبين
" وهل تعتقد أنني قد أفعل شيئا كهذا دون إيجاد حل ؟ تم حل الأمر بأكثر الطرق سلميه حتى أني استغللته لإيجاد عروس لطيفة لسيتو ، اترى؟لا حاجه للقلق علي "

توقف لوهلة عن السير يحدق بليو حتى سمع صوت سيتو قادما من مسافة قريبة بتذمر واضح
"ذكرني من عينك والدتي ليو؟ لا أذكر أني طلبت منك أن تبحث عن عروس لي !"

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 15, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حطام خلفته الذكريات Where stories live. Discover now