بارت 27

2.7K 192 502
                                    

الغروب لهذا اليوم بدى دموياً بشكل هو لا يمكنه تخيله !

شعور كبير بالاختناق قبض على صدره و شعور سيء يستمر بالظهور و كأنه يخبره لن ينتهي هذا اليوم على خير ، أمر سيء سيحدث بلا ريب .

و منذ متى و شعوره ذاك يخطأ ؟ و رغم كل هذا هو كان قد أخفى ملامحه خلف وشاح تلون بالسواد حيث ما ظهر سوى عيناه الزرقاوتين و كم كانتا مختلفتين عن نظراته المُعتادة .

البرودة سكنت بهما تجعل من يراهما للمرة الأولى يظن أنه ما خلق إلا بها ! و كأنهما لا تمتلكان ذرة مشاعر واحدة ، و كم كانت عيناه بتلك اللحظة كاذبة غير عاكسة له أو لقلبه !

يداه أيضاً أخفاها خلف قفاز جلدي سميك بينما يسير بخطوات هادئة يمسك بين يديه أو بعبارة أدق يجر رجل ما قبل يلقيه أرضاً بإحدى الغابات يربطه بحبل سميك .

ما إن أنهى عمله حتى رفع بصره يحدق بالسماء و كأنه يبحث عن الخلاص ما بين مساحتها الواسعة ، الألم سيطر على مُقلتيه بقوة بينما يده اشتدت تمسك بالمُسدس بقوة شديدة !

الاشمئزاز و الضيق عاد يُغلف نظراته عندما وصله صوت أسيره الناطق بسخرية :" إذاً هل حقاً أحضرتني إلى هنا لتتأمل السماء و الغروب ؟ "

انخفض المعني إليه بابتسامة مخيفة رغم أن الوشاح أخفاها إلا أن الأول شعر بها عندما وصلته نبرة باردة كما الثلج :" ألا تظن أن إغلاق فمك و تأمل الغروب الأخير بحياتك عمل أفضل ؟! "

يشهر مسدسه بوجهه بينما يُردف بنبرة ساخرة :" على الأقل عندما تغيب الشمس سيشعر الجميع بغيابها ! ماذا عنك من سيفعل ؟ "

و التوتر بدأ يعلو ملامح الآخر الذي نطق سريعاً :" مهلاً انتظر أنت حقا لم تخطفني لقتلي مُباشرة "

و السخرية عادت تغلف صوت ليو الذي نطق :" مذهل يبدوا أنك تفكر لكن لا أظن انك ستجيب بأي حال و أنا لا وقت لدي لذا يبدوا أنني سأصل للمرحلة الأخيرة ! "

قطب المعني حاجبيه يجيبه محاولاً جعل المجهول أمامه يخاف و يتركه بحال سبيله ربما :" هذه حماقة و أنت تدرك من أي عصابة أنا صحيح ؟ السيد لن يصمت على ما تفعله ! "

و النتيجة كانت عكسية على ما يبدوا إذا أن الآخر وضع المسدس بفمه بينما ينطق ببرود شديد :" السيد ها ؟ أنت مذهل فقد وصلت للنقطة التي أريدها ، سيدك ذاك أريد الوصول له ، اخبرني عنه و ماضيه و كل ما يتعلق به و الآن ! "

و وجه الرجل شحب و كأن لا دماء به ، هو بدى كما لو أن المسدس الذي يهدد حياته و يشعره بالاختناق رحمة له من أن ينطق و لو بحرف واحد !

و ليو شعر بذلك ليسحب المسدس بعنف بينما يخرج سكين صغيرة ينطق بنبرة ساخرة :" إختر طريقة موتك بنفسك ! إما السهلة أو الصعبة "

و هنا أدرك من معه أنها حقاً ستكون آخر مرة يرى بها الشمس لذا بما أن من أمامه سيقتله بأي حال لما يجب أن يتم تعذيبه أولاً ؟

حطام خلفته الذكريات Where stories live. Discover now