١- الكتـابات الأخيـرة .

125 18 0
                                    

١- الكتـابات الأخيـرة..

أعترف "مختار" بكل شئ كما أعترف رجاله أيضًا بأمر تجارة المخدرات و من كان له علاقة بيوم الحادث الخاص بـ"حاتم" أعترف بكل شئ إلى "صهيب" و تم أخذ إعترافات "سيد" كإعترافات رسمية و أصبح شاهد ملك على كل ما حدث في ليلة الحادث .

وصلت "ليمار" إلى مركز الشرطة ليبدأ التحقيق معها في ما حدث في ذلك اليوم لتقول تلك المره كل شئ بالكامل و بكل صراحة أمام أعين و مسمع "صهيب"..
تنظر أمامها بأعين شاردة و وجهها بأكمله يظهر عليه الإرهاق و بشدة، نبرة صوتها لا يظهر بها أي مشاعر و يشوبها الجمود فقط، و رغم ذلك تجلس بإسترخاء على المقعد، تثني قدم و ترخي الأخرى أمامها و كأنها رسميًا أصبحت مستسلمة للواقع:
- اليوم ده كان عادي زي أي يوم بس الفرق إن صحبتي "زيزي منصور" جتلي الصبح و أنا بجهز "ماسة" بنتي عشان أوصلها الحضانة و هي عمومًا كانت متعودة تجيلي كتير عشان كانت أقرب حد ليا طول عمري و يعتبر هي ملهاش غيري فكان عادي المفروض، دخلتها البيت و فضلت ترغي معايا في أي كلام لحد ما خلصت مع بنتي و كنت خلاص المفروض هروح أوصلها و قولتلها تيجي معايا بس هي رفضت و أصرت تفضل موجودة في البيت قال إيه تعملي حاجه أكلها عقبال ما أجي .

ضحكت بسخرية على الأمر و هي تضع يدها على وجهها ثم عادت لحديثها مرة أخرى و تلك المرة بنبرة ساخرة:
- عادي صحبتي و زي أختي مفيش مشكلة و عايزه تخفف عني، بس أنا نسيت أن في إبن **** في البيت .

ليقول "صهيب" بنبرة تحذيرية جادة:
- مدام "ليمار" إحنا في تحقيق ياريت بلاش كلام ملوش لازمة .

أومأت بتفهم و هي تعيد خصلات شعرها للخلف، ظلت تعبث في خصلاتها قليلاً قبل أن تنظر إلى "صهيب" و هي تزفر بضيق:
- معاك توكة أو استك ؟؟

تعجب من سؤالها و لكنه أومأ بإيجاب على مضض، فتح إحدى أدراج المكتب ثم أخرج منه ذلك البلاستيك المطاط ثم مد يده به ليضعه أمامها، أخذته سريعًا لتضعه في رسغها قبل ان تبدأ في تجميع خصلات شعرها القصيرة إلى الأعلى و انسدل منها بعض الخصلات القصيرة أمام وجهها لتشكل غرة، انتهت من ربط خصلاتها بالمطاط ثم بدأت في ترتيب الغرة الثائرة، حمحمت و هي تعتدل في جلستها لتنظر إليه بإبتسامة هادئة:
- يومي كان طويل و أيامي أطول، مكنتش هعرف أكمل كل ده و شعري بالمنظر ده .

أومأ بهدوء ليقول بعدها:
- مفيش مشكلة، تقدري تكملي .

لتستكمل هي سلسلة إعترافاتها قائلة:
- وصلت بنتي الحضانة و رجعت البيت و لقيتهم سوا، مقدرتش أمسك نفسي و أول حاجه جات في دماغي عملتها، و هي إني دخلت المطبخ و جبت السكينة و ضربت الأتنين بيها و مهتمتش لأي حاجه، كانت رغبتي في الإنتقام المره دي أقوى من إني أستنى و أسأل و أتكلم أو أتفاهم، أو حتى أطلب الطلاق، الخيانة و إحساس الخزلان قوي أوي لدرجة إني فعلاً محستش بأي ندم بعدها إلا بعد فترة، لكن حتى لما حسيت بالندم كان عشان دمرت حياتي و حياة بنتي، و بالنسبة ليا رصيده خلص خلاص معايا..
المهم روحت بعديها غيرت هدومي و أخدت السكينة و أي حاجه طالتها أيدي و رميتها في صندوق زبالة بعيد شوية عن الشارع إلي كنت ساكنة فيه..
و روحت لخالي عشان كان الشخص الوحيد إلي يقدر يساعدني في الموضوع ده .

الكتـابات الكـاذبة Kde žijí příběhy. Začni objevovat