الفصل الخامس : رائحة الحريق

3.8K 249 163
                                    

أن تحبّ و تخسر ..

أفضل بكثير من ألا تحبّ أبدا

****************

بدأت ناردين بإستعادة وعيها شيئا فشيئا .. لكنّ عقلها رفض الإستفاقة كلّيا بسبب ما تشعر به .. كان دفئا محبّبا ذلك الذي يحيط بها .. مع تلك الرائحة الرجوليّة الفريدة التي وصلت إلى أنفها ..

مهلا .. رائحة رجولية ؟ .. عند هذا الإدراك فتحت عينيها بتثاقل لتشلّ الصدمة حركتها حين وقع بصرها عليه ..

نائم إلى جانبها بوضعية الجلوس .. و ذراعه ملتفّة حولها يضمّها إليه ليُدفن رأسها تلقائيا في خصره .. خصره الذي كانت تحتضنه كإحتضانها للوسادة ..

كان الوهن يسيطر على كلّ جزء من جسدها .. لكنّه لم يكن ما منعها من الإبتعاد عنه .. لم تبتعد لأنّها أرادت أن تنعم بالمزيد من هذا الإحساس .. ربّما تكون الحاجة هي من تتلاعب بها و تسيّرها مرة أخرى .. لا تعلم .. فقط تدرك أنّ ما تعيشه و ما يتحرّك داخلها الآن يروقها و بشدة ..

رفعت رأسها قليلا لترى وجهه الذي كسته علامات الإرهاق .. بشعره المبعثر بعشوائية و الذي تمرّدت خصلاته لتسقط على عينيه المغلقتين ..

إبتسمت حين تذكرت المرات التي كانت تفتح فيها عينها لثوانٍ و تجده إما يقوم بوضع الكمادات على جبينها أو بإسقائها من ذلك الشراب المقزز الذي لا تعرف مصدره ..

لقد سهر إلى جانبها طوال الليل يحرص على مراقبة درجة حرارتها خوفا من أي مضاعفات .. و عليها أن تعترف بأنّ حركته تلك قد تسلّلت إلى جزء ما في أعماقها لتوقظه ..

تململ قليلا يجعلها تسرع في إغماض عينيها و تمثيل النوم من جديد .. أمّا عنه فقد إبتسم بإتساع لرؤيتها نائمة داخل حضنه تقريبا .. مدّ يده إلى جبينها ليتأكّد من زوال الحمّى .. قبل أن يرفعها إلى عنقه يدلّكه قليلا فقد آلمته وضعية نومه بعض الشيء ..

إبتعد عنها بحذر خشية إيقاظها .. لكنّه لم يقدر على منع نفسه من طبع قبلة خفيفة أعلى رأسها إستنشق فيها رائحة شعرها المسكرة التي إستفزته طوال الليل ..

فِعلته جعلتها تقبض على راحتي يديها من تحت اللحاف و تحبس أنفاسها داخل صدرها حتى لا يفضحها تثاقلها المباغت .. سحقا .. هل قبّلها لتوه ؟ ..

زفرت نفسا عميقا من رئتيها عند سماعها لصوت إنغلاق الباب دلالة على خروجه .. رفعت جسدها ببطئ لتستند بظهرها على خلفية السرير .. تمسد بيدها على معدتها علّها تخفّف من وتيرة الإرتباك التي أصابتها محمَّلة بموجة من المشاعر الجديدة عليها ..

الحكم و الخلاصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن