عزيزي القارئ اللطيف .. تمهّل هنا قليلا ..لن آخذ الكثير من وقتكم .. أردت فقط أن أقول .. عيد مبارك للجميع .. كلّ عام و أنتم بألف خير .. كلّ عام و أنتم سعداء .. ناجحين .. و محاطين بمن تحبّون .. كلّ عام و قلوبكم تزهر بالنقاء و الصفاء .. كلّ عام و أنتم قرّاء يا زعماء ..
و الآن هيا .. الفصل في إنتظاركم ..
***********
مقولة كاذبة :
" الخلاص لا يمرّ أبدا من بوابة الحكم "
******************
تأنيب الضمير .. الندم .. و الشعور بالذنب .. ثلاثة مصطلحات تحمل معنى واحدا .. أو إذا صحّ القول .. تلك ليست مجرد مصطلحات .. تلك مشاعر ..
المشاعر التي تراودها الآن .. و التي جعلت دموعها تنهمر أكثر دون توقّف .. لدرجة أنها وضعت كلتا يديها على فمها كي تمنع شهقاتها من الوصول إليهم .. تجعله يكوّر قبضته بإحكام مهسهسا بينما يستدير ببطئ إليهم :
" هل لي أن أفهم ما معنى أن تستدعوا زوجتي و تشرعوا في محاكمتها في غيابي ؟ .."
لم ينتظر أن يردوا عليه .. فأكمل و قد علت نبرة صوته :
" من هذا الذي أعطاكم الحق لفعل ذلك ؟ .. "
وصلته الإجابة من والده .. و هو يقول بنبرة متعالية :
" أنا من فعلت .. هل ستحاسبني يا ولد ؟ .."
إمتعضت ملامح أدهم .. و بدا على مقربة من نفاذ صبره حين إضطر لإبداء الإحترام اللازم لأبيه و أردف :
" لقد أخطأتم يا أبي .. كان عليكم إنتظار عودتي .."
نهض السيد عمر بشموخ من مقعده قائلا بحاجب مرفوع :
" منذ متى و نحن ننتظر كي نحاسب المخطئ على خطئه يا أدهم ؟ .."
أوشك أدهم على فتح فمه كي يتكلّم .. لكنّ والده أوقفه برفعه ليده أمامه كإشارة ليخرس .. بينما يتابع :
" الأمر محسوم .. ستتمّ مناقشة هذه المعضلة مع البقية .. إلى ذلك الحين .. سترحل زوجتك مع أهلها .. "
وصل صبر أدهم إلى ذروته عندما قال و هو يصرّ على أسنانه :
" زوجتي لن تذهب إلى أي مكان .. و لن يقرّر أحد بدلا عنها ما ستفعله .. كفاكم بعثرة لحياتنا .."
إستعت الأعين .. و علت الهمسات بين المتواجدين .. لم يرَ أحد أدهم قبلا و هو يتحدث بتلك النبرة أو بتلك الجرأة مع والده .. ذلك الذي إرتخت ملامحه و ظلّ يرمق إبنه بنظرات غير مفهومة ..
يرى الكثير في عيني ولده .. يرى تمسّكه بحبّه و شدّة تعلّقه بمن إختارها عمر بيده لتكون زوجة له .. لا يعلم لمَ يشعر أنّه فخور به .. ربّما لأنّه تمكّن من فعل ما عجز هو يوما ما على القيام به .. الإعتراض ..
أنت تقرأ
الحكم و الخلاص
Randomعندما يُحكم عليك .. ستتطلّع إلى خلاصك .. و عندما تجده ستمتنّ لحكمك .. حكمك الذي لولاه لما عثرت على خلاصك .. كلاهما مكمّل للآخر .. لا خلاص بدون حكم .. و لا حكم بدون خلاص .. هذا ما كانا عليه .. حُكم عليهما .. فوجد كلّ واحد منهما خلاصه في الآخر .. حُك...