خنجر ودماء

81 19 26
                                    

ظلت الفتاة جامدة كالتمثال أمامه، لا تبادله ولا ترمش حتى، فقط تحدق في وجهه القريب منها، كل ما تشعر به أنها تحلم أو ترى سراب من قلة النوم.

فتح يونهو عيونه ونظر للجانب فلمح ألبرت مازال واقفًا ويحدق فيهما بدهشة، من قد يتخيل أن وصيفة الملكة الخاصة التي وصلت للقصر اليوم، ستكون حبيته.

-تعالي عزيزتي، سأساعدكِ على النوم .. أكيد لستِ معتادة على النوم في المكان بَعد.

حدقت فيه كارما بدهشة أكبر، شعر يونهو أنها لو ظلت هكذا أمام ذلك المترصد في الزاوية، ستنكشف خدعته بسهولة. دفع ظهرها بلطف لداخل الغرفة، ثم ألقى على ألبرت نظرة تقزز، ودخل الغرفة وأغلق الباب.

بمجرد دخوله إنحنى بسرعة لها، وقال بنبرة آسف:

-أنا حقًا حقًا آسف، لقد كنتُ مرغمًا على فعل ذلك، لكِ كامل الحق في فرض العقوبة التي تشائين عليّ.

جلست كارما على حافة الفراش، بعد أن شعرت أن كم الحماسة التي شعرت بها، جعلت ساقيها كأعواد الخشب الرفيعة.

-أنا لازلتُ استوعب أن قبلتي الأولى سُرقت مني بتلك الطريقة العبثية، لقد كنتُ أتخيل مشاهد وسيناريوهات أفضل من تلك.

-هل علي الأعتذار على إفسادها أيضًا؟

أشارت بيدها لا ثم ضحكت بخفة .. لاتزال غير مستوعبة شيء، كأنه سقاها خمر بسبب تِلكَ الحركة الغير محسوبة، وقالت:

-رأيتُ شخص آخر خلفك، هل كنتَ تهرب منه؟

-آه أجل، إنه زميل لنا في الحرس الملكي، لكنه شاذ جنسيًا، ويسعى للحصول على مؤخرتي.

-يسعى لماذا؟

ضحكت كارما بملأ فمها عندما ظهرت ملامح الحماقة على وجه يونهو، وأنتبه أشقر الشعر لما قاله.

-أنا آسف لثالث مرة، قِلة النوم تجعل المرء يتفوه بأشياء غريبة.

تبسم بخجل ورفع يده ليحك مؤخرة عنقه.

-أعتقد أنني سأسامحك لتتوقف عن الإعتذار بدون داعٍ، ولأنني أريد النوم.

تثائبت وصعدت لتنام في منتصف الفراش، وسحبت الغطاء على جسدها، ثم سحبت الوسادة لتضمها.

-هل يمكنني النوم هنا على الأريكة؟
أريد ليلة هادئة، وأنا مرهق للبقاء يقظ لمحاولات إلبرت المقززة.

-آه أكيد، طالما لن أتفاجأ بقبلة أخرى أو أي حركة غير متوقعة.

-أكيد، سأنام نوم الحملان.

𝓟𝓻𝓸𝓶𝓲𝓼𝓮.|| 𝓢𝓜Where stories live. Discover now