الكارما

64 15 70
                                    

هبت نسمة رياح داعبت شعر إيجيل الداكن كسواد الغراب وشعر كارا البني كحبة البندق، وساد الصمت حولهما لا يكسره من حين لآخر سوى ضربات قلب كارا السريعة.

-الأمر ليس كما تظنين، جلالتكِ، أنا فقط ...

عضت كارا لسانها عندما أدركت أن ما ستقوله سيكون أفظع من الخيانة، أو ربما هما نفس الشيء، فالخيانة لا ترتبط فقط بالجانب العاطفي.

-أنتِ فقط ماذا؟ أكملي جملتكِ حتى تقطعي السيناريوهات السيئة التي تدور داخل عقلي عنكِ، فلقد ظننتكِ شخص جيد ولطيف، هل كنتُ مُخطأة؟

-لا!

أرتبكت كارا أكثر وجف حلقها حتى صار كعصا رفيعة، تنهدت بعمق لتهدأ ولا تتلعثم في الحديث، ثم قالت:

-الأمر يمتد لفترة ما قبل حدوث الانقلاب على شقيقكِ وقتله، كان سونجهوا هو الشوكة التي تؤرق حياة الملك ولهذا أراد التخلص منه، ولهذا قرر إقامة صفقة مع المملكة التي أنتمي إليها -والتي بالمناسبة تكون ثاني أكبر عدو لمملكتكِ-. نصت الصفقة على أن يتم بيني وبين سونجهوا زواج بِـ حجة توطيد العلاقات بين المملكتين، ولكن في الحقيقة كلفتني والدتي بقتله في مقابل أن يعطينا شقيقكِ جزء من المملكة، وقد وقع لنا على عقد ملكي وختمه بالختم الخاص به ليكون إثبات على هذا الاتفاق.

استمعت إيجيل للكلمات التي قالتها كارا بتركيز شديد وتروس عقلها لا تكف عن الدوران والتفكير، هناك عدو آخر أنضم لخط الأعداء اللانهائي.

-ولكن...

انتبهت مرة أخرى لكارا التي سحبتها من شرودها.

-أنا لا أريد قتل سونجهوا، أعلم أن تلك كانت خطتي ومهمتي منذ دخولي القصر، وأعلم أنه يبدو حاد وقاسي ومتعجرف أغلب الوقت، ولكن عندما تقربتُ منه اكتشفتُ جانبه الحنون والمتفهم واللطيف، هو ليس سوى طفل أسفل قناع وملابس الوزير.

ابتسمت كارا أثناء الحديث، ثم توقفت عن الكلام كأنها تسترجع ذكرى ما.

-يكفي أنه احترم مشاعري ورفض اقتناء جواري أو زوجة ثانية في شهور زواجنا الأولى برغم أنني كنتُ عنيدة وأرفض منحه حقوقه كزوج لي.

وضعت يدها على بطنها وربتت عليها برفق، بينما تهمس بصوت لا يسمعه سوى إيجيل:

-قبل شهر من الآن أصابتني أعراض الحَمل، وبسبب أمور المملكة المعقدة لم أتمكن من اخباره، ولحسن حظي أن ما يحدث حاليًا يشغله عن طلبي للفراش ويجعله يخلد للنوم وهو مرهق.

𝓟𝓻𝓸𝓶𝓲𝓼𝓮.|| 𝓢𝓜Where stories live. Discover now