كش ملك

40 14 74
                                    

بعد ثلاثة أيام من العزلة في غرفتها برفقة أفكارها وذكرياتها بدأت إيجيل تستعد للقادم، وفي اليوم الرابع خرجت مرتدية زيها الملكي العادي وأنضمت لهم على طاولة الفطور وسط دهشتهم من كونها حية بعد ثلاثة أيام بدون طعام أو ماء.

كانت تنظر لهم نظرات غامضة كأنها تقوم بمعالجة كم المعلومات التي حصلت عليها، وبعد الفطور أعطت الأمر ليونهو ليبدأ الجزء الخاص به من خطتها، وطلبت من كارما أن تصبح ملاصقة له لترتجم له إشارات ولغات البدو الذي لا يعرفها غيرهم، فتلك الطريقة الوحيدة التي ستتواصل بها مع الجميع في الخطابات، حتى لا يتمكن شخص من فك الشفرة.

بعد هذا اتجهت لمكتبها وجلست هناك تحدق في لوح الشطرنج التي أمامها، امسكت الوزير وتمعنت فيه لدقائق حتى طرق مينجي الباب وبرفقته چومانا. وبدون إبعاد نظرها عن قطعة الشطرنج أو الترحيب بهم، قالت مخاطبة الفتاة بنبرة خالية من أي مشاعر:

-خذي هذا الخطاب، وسلميه لهؤلاء الجواسيس.

-ولكن حلقة الوصل الوحيدة التي كنتُ أعرفها مدفونة الآن في الحديقة.

-لا تكوني غبية، هو ليس واحد.

تركت الوزير على الطاولة لتعود له لاحقًا ثم قالت:

-ستتجولين بين الخدم والجنود لتسألي عنه، وتؤكدي على أنكِ تمتلكين شيء هام يجب أن يتسلمه هو بنفسه، وحينها سيظهر شخص آخر ليحصل على تلك المعلومات، فمثل هؤلاء يعملون في خلية قريبة من بعضها، ولكن هذه المرة لن نقتله، سنعطيه معلومات خاطئة تجعلهم يسيرون في الإتجاه المعاكس لنا.

-لماذا لا نقتلهم واحد تلو الآخر لننتهي منهم ونتوقف عن عمل الأنفاق هذا؟

-حتى لا يتم الشك فيكِ، فموت شخصان بعد مقابلتكِ يدعو للشك، وأنا أريدكِ أن تصلي لقلب الخلية.

تلقت چومانا الأوامر ثم خرجت لتنفذها بالحرف وبدون ارتكاب خطأ، لأن الخطأ هنا يعني موتهم جميعًا. وبعد خروجها تنهدت إيجيل كأن هم كبير إنزاح عن كتفيها.

-لما كنتِ منعزلة لكل هذا الوقت؟ لوهلة ظننتكِ تنوين قتل نفسكِ.

سألها مينجي بعدما جلس على حافة المكتب وبدأ يمشط خصل شعرها الأمامية المبعثرة بأصابعه السحرية، لتذوب وتغرق في الكرسي.

-لأخطط، فلو صار جزء يونهو وجزء سان جيدًا سنهجم أولًا وننتهي من هذا الضغط بسرعة.

أسندت رأسها على كرسيها وتنهدت بعمق، ثم قالت لتلقي تلك الصخرة التي تجثم على صدرها وتخنقها:

𝓟𝓻𝓸𝓶𝓲𝓼𝓮.|| 𝓢𝓜Where stories live. Discover now