02|

370 44 33
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
.
.

.

فتحت جيني عينيها ببطء، تشعر بثقل جفونها كأنها أغلال من رصاص، وما لبثت أن اجتاحتها موجة من الصداع النابض، فأمسكت رأسها المتألم بكلتا يديها. الغرفة كانت تدور حولها في دوامة غير مستقرة، وعندما استقامت بجسدها المتهالك، ارتسمت على وجهها علامات الصدمة والحيرة.

بمحاولة متعثرة للنهوض، انزلقت قدماها على الأرضية الباردة، فسقطت مرة أخرى على الفراش الذي بدا لها كجزيرة وسط محيط مجهول. كل شيء في هذا المكان كان غريبًا، لم تكن الغرفة تحمل أي شبه بغرف مملكة غوريو العريقة، فالأثاث والزخارف وحتى الأقمشة كانت تنتمي لعالم آخر، عالم لم تطأه قدماها من قبل.

تسللت إلى ملامحها نظرات الاستغراب الممزوجة بالفضول، وهي تتأمل الجدران المزينة بلوحات غامضة والسقف الذي يحمل نقوشًا دقيقة.

تحولت نظراتها نحو الباب الخشبي الثقيل، وكانت على وشك الإقدام نحوه لاستكشاف ذلك المكان الغريب، لكن قبل أن تخطو خطوتها الأولى، فُتح الباب لتدخل منه امرأة تبدو في الثلاثينيات من عمرها، تحمل في عينيها بريقًا مألوفًا ولكن غير معروف.

تراجعت جيني بحذر نحو الخلف، تحاول استيعاب الموقف، بينما ابتسمت الزائرة بسعادة مشعة، كأنها وجدت كنزًا طال انتظاره.

"جيني... أخيرًا!" صدح صوتها بنبرة حماسية، مما زاد من حيرة جيني التي لم تتذكر يومًا هذه المرأة.

"أستميحك عذرًا، لكن... هل أعرفك؟ وكيف لكِ أن تعرفي اسمي؟"
سألت بصوت متردد، وهي تحاول ربط أطراف الذاكرة المتناثرة.

ابتسمت الزائرة بلطف، ومالت برأسها قليلًا وهي تقترب منها ، تحمل في عينيها وميضًا من الأسى.

"أعرف أن لديكِ الكثير من الأسئلة، وأتمنى لو كان بإمكاني الإجابة عليها جميعًا، لكن هناك أمور لا يمكنني البوح بها الآن، أسفة"

غادرت الغرفة بعدها، تاركة جيني وحدها في صمت مطبق. خطواتها السريعة نحو الباب ترددت في الفضاء الضيق

The witch|tnحيث تعيش القصص. اكتشف الآن