04|

332 39 16
                                    

.
.
.
.
.

لنبدأ


"لأنني مصاص دماء"

همس بصوت خافت يكاد يكون مسموعًا، كلماته تتردد في الهواء الراكد.

جيني، التي كانت تقف أمامه، شعرت بالكلمات تتسلل إلى أذنيها كنسمة باردة. لم تستطع منع نفسها من الانفجار في نوبة ضحك عارمة، صدى ضحكاتها يملأ المكان الصامتة. كانت تضحك بملء شدقيها، وكأنها لم تسمع شيئًا أكثر سخرية في حياتها.

"حسنًا، حسنًا، لقد صدقتك يا سيد مصاص الدماء"

قالت بينما تحاول استعادة أنفاسها، مسحت دمعة من عينها البراقة من شدة الضحك.

الرجل الواقف أمامها رفع حاجبه بتعجب، وهو يراقبها بنظرة ممزوجة بالاستغراب والفضول. كانت هناك لمحة من الأسى في عينيه العميقتين، ولكنها ظلت مخفية خلف واجهة من البرود والهدوء.

بخطوات محسوبة، اقترب منها، كل خطوة تقلص المسافة بينهما حتى شعرت بأنفاسه تداعب بشرتها. أمسك يديها برفق ووضعهما حول خصره، ثم أحكم قبضته عليها بثبات.

"تمسكي جيدًا"، همس بصوت منخفض وجاد.

جيني نظرت إليه بعيون متسعة، مليئة بالحيرة والدهشة. لم تتحرك، ولم تبتعد، بل ظلت جامدة في مكانها، مشدوهة. وفي لحظة، وجدت نفسها تحلق في الهواء، تطير بجانبه وهو يجري و يندفع بسرعة فائقة، تقطع الرياح وتخترق الزمن.

قبل أن تدرك ما يحدث، وجدت نفسها في الحديقة، بعيدة عن جناح القصر حيث كانا للتو. ابتعدت عنه بصدمة، تحاول استيعاب ما حدث، لتجد نفسها تسقط على العشب الندي، نظراتها تائهة في الفراغ، مليئة بالخوف والصدمة.

"لم يكن لدي أي طريقة أخرى لأثبت لك الأمر"، قال بصوت هادئ، وهو يقف فوقها، يمد يده لمساعدتها على النهوض.

فجأة، قفزت جيني على قدميها، وجهها شاحب وعيناها متسعتان. "أشعر أني سأتقيء"، صرخت، وهرعت نحو خلف شجرة قريبة.

تبعها بخطوات سريعة، وقف خلفها يمسك شعرها بعيدًا عن وجهها، ويطبطب على ظهرها بخفة، في محاولة لتقديم بعض الراحة.

"لقد عرفتك منذ دقائق فقط، لكنك أكبر حقير تعرفت عليه في حياتي"، نبست جيني بصوت متهدج بعد أن هدأت قليلاً.

نظر إليها بعينين مليئتين بالدهشة، حاجبه الأيمن مرفوع وملامحه لم تتغير، محافظًا على بروده المعتاد.

"أنت من لم يصدقني في الأول"، قال بنبرة متسائلة، وكأنه يتحدى كلماتها.

رفعت جيني نظرها نحوه، عيناها تشتعلان بالغضب. "ماذا تتوقع مني أن أصدق بسهولة؟ عقلي للآن لم يستوعب ما حدث. أحتاج إلى شرح أكثر."

The witch|tnWhere stories live. Discover now