03|

348 45 38
                                    

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

.
.
.
.

فلنبدأ

في ذلك الصباح الربيعي الندي، حيث النسيم يداعب الأوراق الخضراء بلطف، دعت الملكة جيني للتجول في ربوع المملكة الغناء. بدأت رحلتهما في حديقة القصر، حيث الأزهار تتفتح بألوانها الزاهية، والعصافير تغرد فوق الأغصان، والنافورة العظيمة في الوسط ترسل قطرات الماء لتتلألأ كالجواهر تحت أشعة الشمس الذهبية، والتماثيل الرخامية تقف شامخة، كأنها حراس الزمن القديم.

مشت جيني بجوار الملكة، تتأمل الجمال الذي يحيط بها، وتستنشق عبير الأزهار الفواح. لكن بعد مرور وقت قصير، اعتراها شعور بالغموض والحيرة، فتوقفت واستدارت نحو الملكة بعيون تبحث عن إجابات، وسألت بصوت يملؤه الحذ
"أين أنا؟"

التفتت الملكة نحوها ببطء، وعلى وجهها ابتسامة مطمئنة، وقالت بصوت يشبه همس الريح

"جيني، الأمور تأتي في أوقاتها المناسبة. اصبري قليلاً، وأعدك أنك ستعرفين كل شيء عندما يحين الوقت."

أطلقت جيني تنهيدة عميقة، واختارت الصمت، فقد كانت تؤمن بأن الأسرار تكشف نفسها عندما تتوقف عن البحث عنها. وفي هذه اللحظة، كانت تقف في قلب المملكة، تنتظر الأجوبة أن تأتي إليها.

"كيف أناديك؟" سألت جيني بعد لحظة من التأمل، فهي تعلم أن المرأة التي تقف أمامها هي الملكة الأم، لكنها لم تكن ترغب في مناداتها بلقب لا يعبر عن الصلة التي تشعر بها نحوها.

ابتسمت الملكة ابتسامة دافئة وقالت: "ناديني أمي."

كانت الكلمة تحمل الكثير من الدفء والمودة، لكن جيني لم تستطع إلا أن تنظر إليها بعيون متسعة بالدهشة.

"آسفة، أعرف أن الوضع غريب عليك، فأنت بالكاد تعرفينني. لكني سأحب أن تناديني أمي. مع ذلك، اسمي يونغ-جي، وأنا متأكدة أنك تعرفين أنني الملكة الأم، فالخدم يتكلمون كثيراً وبالكاد يتركون شيئاً لأنفسهم."

واصلتا المشي بصمت، حتى ظهر أمامهما رجل ذو بنية قوية وملامح جادة. كان يرتدي زي الحرس الملكي، ومن مظهره استنتجت جيني أنه حارس شخصي. توقف أمامهما وألقى التحية على الملكة الأم بكل احترام.

The witch|tnWhere stories live. Discover now