الليالي الغيماء

640 51 11
                                    

نزلت الفصل بسرعة و خليته أكبر من الأول عشان تستمتعوا بيه أكتر♥️

يارب يعجبكم و لو كان حلو قولولي آراءكم أنا بشوفها كلها♥️🤭

لا تنسوا الڤوت و الفولو و يلا نجهز للمصائب


******

لم يكن ڤيكتور مؤمنا قط بعلاجه…كأنه بلا ريب لن يتعافى أو يتخلص من العلقة المؤلمة التي نبتت له في ظهره لسبب خطير سأكتشفه بدموعي و دمائي فيما بعد. هو ليس كثير الكلام ولا يفصح عادة عن الأمور التي تجول في صدره إلا خلسة إذا اقتنصتها منه دون أن يشعر.

أعتقد أني منذ استسلم لمسألة أنني صرت زوجته بلا إمكانية الإفراج المشروط بات أكثر ليونة معي، يألفني إلى حد ما…لم أتحصل على ثقة ڤيكتور و ارتياحه معي بسهولة قط…أنا وضعت قدمي على أول الطريق ليس إلا.

لا أكذب أنني عذبته أحيانا بالعودة للمخدرات بين الفينة و الأخرى أو باستخراج ألبيرتينو في غير موعده بسبب مشاكلي…مثل ذاك اليوم الذي سأرويه في تلك الصفحات المتبقية قبل الصباح…حين اكتشفت بكل بساطة أنني أعمل جنبا إلى جنب مع طبيب مصاب بالـنيكروفيليا!! لن أقدر على شرح الأمر لذا بإمكانكم البحث عبر الانترنت و لن يسركم ما ستجدون…كما لم يعجبني ما قد رأيت تلك الليلة…

كنت أركض عبر الجناح الثاني في المشفى باتجاه جناح الأمراض النفسية و العصبية، حيث اتصلت بي مريضتي قبل أن استقل سيارة الأجرة بعشر ثوانٍ تبكي بسبب نوبة عصبية قوية.

كان بإمكان تولية الممرضات الأمر لأنني منهكة و أود الرحيل لكن لسبب ما لم أشعر بالراحة لتركها بعدما هاتفتني شخصيا.

لم يساعدني جسدي حينها على الحركة بحرية، إذ كانت الإصابات التي سببها لي ألبير قبل أيام مازالت تؤلم بشدة…أعتقد أن ڤيكتور بكى لأنيني أثناء نومي على تلك الكدمات أكثر مما بكيتُ أنا…ڤيكتور هو رجل يملك قلبا كزهور التوليب الزاهية.

مررت على ثلاجة الموتى و التي هي كذلك غرفة التشريح التي يبيت فيها صديقي "نولانو" ليل نهار ليكتشف أمورا لم تحكها الجثث له بشكل مباشر لكنه يعرفها من أجسادهم….أردت مفاجأته بكوني لم أرحل حين و دعته و بأني سأتناول الوجبة التي دعاني إليها قبل دقائق و رفضت…لكنني لم أرغب أبدا في رؤية هذا المنظر المريع!!

كان الباب مفتوحا بطريقة مريبة كما لا يحصل عادة كأنه دعاني لأنظر عن كثب و أكتشف شيئا سينقذني مما هو أسوأ فيما بعد؛ طاولة التشريح مبسوطة و فوقها جثة الطفلة التي احترقت في حادث مدرسة أوستاجو الإعدادية…

لا..لا…لا يمكنني كتابة هذا..

يا إلهي متى سأتوقف عن تذكر ذاك المشهد كلما أغمضت عيني؟!

أنا…رأيت الرجل الذي أشرت إليه في حديثي للتو_و الذي كنت أحسبه صديقي الذي أعرفه_ينتهك جثمان الفتاة المسكينة بأقذر طريقة يمكن تصورها…و أنا عاجزة عن وصف الأمر أكثر لكنه كان فوقها و هي محترقة تماما و لحمها تساقط بعضه…شعرت برغبة شديدة في التقيوء مثل تلك التي أشعر بها الآن لمجرد تذكري للأمر…آه كم كان بشعا و مقززا…كان رأس الفتاة الصغيرة باتجاهي و عيناها مفتوحتان…تنظر إليَّ لأنقذها منه لأنه على ما يبدو ليست تلك المرة الأولى ليفعلها!!

The monk || الراهبDonde viven las historias. Descúbrelo ahora