غروب و شروق!

489 40 23
                                    


_كم كان عمركِ حينها، كاميلا؟

_تسعة أعوام…ربما.

كنت حينها امرأة بلهاء لديها تصورات جنونية غريبة عن نفسها في طفولتها، لذا آمنت أنني كنت المنحطة في حكايتي مع أبي…لكن ڤيكتور الذي كان من المفترض به تلقي العلاج مني قام هو بدور المعالج لي تلك المرة.

ملامحه انقبضت حتى تخيلت أنه لم يعد أمامي و أتى بدلا منه ألبيرتينو…أخذ يديَّ بيديه يبعدها عن وجهه…شدني إليه بخفة ينطق بغضب مكتوم و المثير من العطف :

_كيف أمكنكِ و أنتِ طبيبة تعالج جروح الآخرين أن تغفلي عن جرحكِ أنتِ و ترسمين لنفسكِ صورة مشوهة رغم كونكِ ضحية اعتداءات أبيكِ البشعة و..

قاطعته فورا أأبى القبول بحقيقة ما مررت به، هززت رأسي نافية بينما أدافع عن أبي بابتسامة واهية :

_لم يفعل لي شيئا يا ڤيكتور…أنا فقط…كنت أنا من يستفزه..

_و ماذا فعل هو حيال هذا الابتزاز من طفلته؟

سكت مكرهة لا أدري أي كلمات يمكنها التعبير عما أريد…كنت حينها أملك قناعة مَرَضية أنني سبب كل أزمة مرت بها العائلة سواءا أبي أو أمي.

لم يسمح لي ڤيكتور بالتملص من المحادثة حين أشحت بوجهي عنه…ترجل فجأة من السيارة و أنزلني برفق و تهذيب…أغلق الباب و وقف أمامي يطالعني بنظرات حانية و يده الباردة تخترق وحدتي و فردانية شعوري بلمسة رقيقة على كتفي.

قال بعد هنيهة من تدليك مشاعري بنظراته و لمساته مستمتعا بالصدق الذي سأسكب به فحوى قلبي أمامه :

_لا تحجبي عني شيئا، كاميلا…أعلم أنكِ ما حدثتني بأمر علاقتك البشعة مع أبيك إلا لأنكِ تريدين سماع الخطيئة التي ارتكبتها و تؤرق لياليَّ جمعاء…أعدكِ إن كشفتِ أوراق كتابكِ البديع أمامي أن أمنحكِ كتابي كاملا تتصفحينه كما تشائين.

أغرتني الفكرة و أغواني حديثه لأغتنم جل ما لديه في جعبته من صدمات دفعة واحدة؛ رجل مثل ڤيكتور لن يتفوه بسهولة بما يخاله مخزيا و حقيرا في ماضيه…لذا حسمت أمري و ابتلعت غصة حلقي المؤلمة بينما أجيب كأن شيئا لم يكن :

_الأمر ليس كما تظن…إنه فقط…أعني…حسنا كما هو واضح أن التحرش الذي تدعي أنني تعرضت له دون موافقتي من أبي كان شيئا عابرا و سطحيا جدا ليس بالفظاعة التي..

_إنه فظيع و شنيع شئتِ أم أبيتِ، كاميلا!

مت خمس مرات داخل جلدي حين زعق فيَّ مظنة أنه حوَّل شخصيته لألبير كي تتأقلم مع الوضع!

تراجعت حتى التصق ظهري بالسيارة فتقدم نحوي يستدرك معتذرا بأدب بالغ :

_لا تخافي، إنه أنا ڤيكتور…أعتذر لانفعالي عليكِ بلا داعٍ.

The monk || الراهبजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें