8 - وأختفى كُل شيء

9K 223 29
                                    



دائمًا في أمُور أعظم وأعظم من يُوم
تكتشف أنك مظلُوم وكأن القدر
أختارك تعيش فيه بمُر تفاصيلهَا
أحلَام كثيره مرِينا فيهَا كان لازم نعرِف تفسيرهَا .. ولاتستعجل بعض الأحلام بتعيشهَا بكُل تفاصيلها على أرض الواقع وليس بالخيَال
الوَاقع المرِير ، والأيام اللي تعدّي وتتركنَا لوحدنا نُصارع تجارب كُتبت عليننا لسبب او لِفعل صدر مننَا ، نفس تجرُبه أكابر مع أهلها بالدّم
واللي كانت إمتحان لصبرهَا وهذا الأكيد

________________

في مكَان ما تحديدًا بحَايل وعند جود ونجلا واللي كانُوا يحزمون امتعتهم بهدُوء بعد ما أضطروا ينقلون من الجُوف الى الرّياض وهم جاهلين السبب ، بس كل اللي يعرفونه ان ماعاد لهُم مكان هِنا وماعاد لهُم الا شقه صارت ملكهُم وفي الرّياض ، واللي هم جاهلينه ان عز قربهُم الى عنده لجل يلوي ذراع اكابر بطريقه اسهل لانهُم صارُوا حوله وحولِيه وهم نُقطه ضعفهَا ولصالحه هالشّيء!

___________________

دخلت بيتهَا المُتهالك بهدُوء بعد ما أنتهت من علاج أحد مرضَاها واللي كانت تعتقد أنه حالهَا حال أي مريض او شخص قَابلته ، بس وش بيكُون شعورها يوم تعرف أن هالشّخص بالذّات هو اللي كانت ترثِيه على مدار 24 سنه وتبكيه وتدعِي له وتتمنَى ولُو نظره منه
جوانا ماكانت تعرف أكَابر ولا أكابر البنت الوِحيده اللي من صفاتها بياض البشره أو سوَاد الشّعر أو المحَاجر الكحيله أو شامه الرقبه ، كثير بل أكثر من المتوقع من يشاركُون اكابر بهذي الصّفات أو حتى يشابهُونها
والطفل أول ماينولد ماتتشكل ملامح أو تبَان وتُوضح الا بعُمر السّنه على الغَالب وهي ماتمتعت ببنتها الا بشهرِين فقط وانقطع قلبهَا فيها
قطعت عليهَا المياسه سرحانها وهي تقُول : وينك وليش رحتِي بدُون ماتقولين لي
جوانا اللي فاقت من شرُودها وردت عليها بطلاقه باللُغه بحُكم انها نشأت وانولدت هِنا : كنتِ نايمه حبيبتِي ولا بغيت أزعجك
المياسه عقدت حواجبها بغضب وقالت : وكيف يطاوعك قلبك ترُوحين وتخليني
جوانا بألم من طَاري الترك والفقد "تقدمت بهدُوء وحاوطت وجه المياسه وقلت : المياسه حبيبتِي ، انتِ لازم تعرفين انّي اسوي كل هالشيء عشانك ورميت نفسي بالخطر واشتغلت بدُون تصريح لأجلك ومستعده ارمِي نفسي بالنار عشانك <وسكتت شوي وبان صوتها المهزوز> وعشان أكابر معك
المياسه دفَعت جوانا بعُنف منها وقالت بضيق: قصدك تسوين كل هالشّيء عشان أكابر ثُم بعدين وبالمركز الثّاني انا ، لاتكذبين على نفسك ياماما انتِ تشوفيني بديل لها ولا
كأني إنسان له كيان خاص فِيه ومُختلفه عنها وشغلك اللي فرحانه فيه ترا مايجيب لنا الا قُوت يومنا اصلًا شُوفي المكان اللي حنّا فيه
وذا كله بسببك انتِ
وراحت تاركه جوانا وراها اللي غارقه بدمُوعها وهمُومها وهي كل ماحاولت ترضي المياسه
تتكسر مجاديفها فيها ، وكل ماجابت لها طاري جرحهَا اللي مانسته ولاقدرت تتنَاسه ، تبدأ بنتها تضربها عليه ومع ذلك كانت ساكته
وكانت ماترد عليها ولا تخاصمهَا لأنها أساس حياتها والشّيء الوحيد اللي صبرها على فراق بنتهَا الاولى هي بنتهَا الثانيه بالرّغم من قساوتهَا عليها وقساوة الزّمان عليها وهي لاحُول لها ولا قُوة ولا أم ولا أب ولاسند..

رغم البراءة والحضور الطفولي الله مخلي كيدها في عيونهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن