"ذَات الشّعر الأسُود ، وصَاحب العيّنَا البُنيه"

6.1K 170 28
                                    






في الجِذع الخشبي المُقابل له تَجلس
لا حَزِينَه لا سَعِيده
لا هِي ، أَو لا أَحَدْ

صُحُفٌ مُبَعْثَرَةٌ. ووردُ المزهريَّةِ لا يذكِّرُها
بمَن كَان يومًا ورُود حياتهَا
فَاليُوم عُطلتهَا عن الذكرى

اليُوم ، هُو يوم التّجرُد من رغبَات الهوَى والنّفس
والسّعي قُدمًا والأنطِلاق للثّأر والحَق
، يُقال ان أرقَى انواَع الإنتقَام .. الصّفح
ولكِن الصّفح عن إيَاز بنَظر أكَابر ؟
جرِيمه ! وجرِيمه لا تُغتفر
ولُو سَامحت إيَاز على اللي سوَاه معاهَا
مُستحيل تسَامحه على اللي سوَاه بأمهَا وضربه لرَبيع!

جَلس إيَاز ايضًا على الجذع وهُو يقلّب سلاحه بين يدّه وحقيبتَه قدَامه ، وأجرى إتصَال سريع مع رجَاله وهُو يقُول بالفَارسيّ : لَقد عَثرتُ على اللّعينه الهَاربه ، هَل أتَى سَيدي سَامان ؟
أحد رِجَاله : نَعم ، ولكِنهُ مُرهق من طرِيق السّفر وقل طَلب رُؤيتهَا غدًا ، وعَلى مِقدار جمَالهَا سيُحدد إن كَان سيرفُض أم يُوافق

إبتسَم إيَاز وأردَف بتوَاقُح وأكابر كانت تَفهم شويّة عليه : مِن هَذه النّاحِيه لا تَقلق ، لن يكتفِي بالزّواج منهَا رُبما ، سَيجعل ذَات عينيّ الغزَال ايقُونه ووَاجهة لَه ، تُخلد فِي كِتَاب الأسَاطير
وضِمن فَصلٍ عنوَانه " هي البدرُ حسناً والنساء كواكبُ وشتّان مابين الكواكب والبدر لقد فُضلت حُسناً على الناسِ مِثل ما
على الف شهرٍ فضّلت ليلة القدرِ "

لَاشَيء يُذكر في إيَاز ، لا مجهُود لا قُول لا فُعل
واليُوم ؟ ولأولِ مرةٍ يُصيب سَهمَه فوَهة الحَق والمصداقيّه ، بحدِيثه عن أكَابر ووصفِه لهَا

أكَابر التِي يُقال فيهَا ؛
رِفقًا بالجَمَال يَبكِي حَسرةً عَلى عرشِه الشّارِد
رِفْقًا بهِ يا فَاتِنِه بالحُب ، فَقد جَثُمتِي عَلى مقَام عَرشهِ العَظِيم فصَار يَجثُو باكيًا تَحت رُكبتَاكِ
وأقَرَ " مَاعَاد لِلجمَال جمَالٌ
عِند جمَالك وحُسنك يُذكرُ"

كَانت فَقط تَتأمَل إيَاز بنظرَات خاليّه من كُل شَيء عَدى " رَد الصّاع لهَا ولأمهَا ورَبيع"
وهي طول هالسّنه وكل ما سألتَه عن امهَا لمَحت عدم الاهتمَام واللامُبالاه في مُحيّاه ، وطَرى لهَا هاجس ان والدتهَا تأذّت منه وبشكل كبِير وكثير"

إيَاز كان يطَالعهَا وهُو من بَعد ما لقَاها نادَاهَا وجلّسها في مكَان قريب من الرّجم العَالي
وهُو ينتظر بَاقي رِجَاله فقط
ومَاكان يدري ان أكَابر نيّتها الرِّجم العالي
والقرِيب منهُم

وَكأن عيّناهَا بالقَصائد تُغنِي قائلةً ، غضبًا
وثأرًا وقهرًا ، في إيَاز الي سلبهَا سنه كَامله من عُمرها ، وعُمر من يحبهَا ..

رغم البراءة والحضور الطفولي الله مخلي كيدها في عيونهاWhere stories live. Discover now