البارت السابع

1.8K 123 10
                                    

البارت السابع
من رواية:مُنقذ ليل

"بكره الاوقات اللي بحس فيها اني عايزه حد يطبطب عليا"
اصدرت ليل هذه الجمله لصديقتها رغد التى التقت بها في السوق
فأجابتها رغد بحزن
" متقوليش كدا انا معاكي، عارفه اني مش هقدر ادخل في قرار والدتك بس حاولي تتكلمي معاها بهدوء"
فتنهدت ليل براحه قائله
" اتكلمت يا رغد اتكلمت كتير اوي، مفيش حد راضي يفهمني"
فنظرت الى الطماطم الموضوعه في الارض
قائله للبائعه
" بكام الطماطم يا طنط "
فأجابتها البائعه بابتسامة لجمالها
"باللي انتي عايزاه يا قمر "
فأبتسمت ليل رغم حزنها وجلست على الارض بهدوء
"تسلمي يا طنط "
البائعه بابتسامة
" نقى اللى انتي عايزاه وبعد كدا نتحاسب"
فرفعت ليل رأسها الى رغد بتعجب!!
ولكنها بدأت بأخذ كيس وتعبأته
وعندما انتهت وضعته فوق الميزان وهي تنظر الى البائعه.
البائعه بابتسامة ووضعت لها اثنين من الطماطم في الكيس قائله
"كدا اتنين كيلو"
فأبتسمت ليل وقالت
"بكام بقى"؟!
فأمسكت البائعه الكيس وهي تقول
"هو مش انتي بنت نعمه "!
"احنا جايين انهارده عندكم يا عروسة "
فضيقت ليل عينيها قائله بتعجب
"مش فاهمه "!
فضحكت البائعه وقالت
"عيب احسبك ده انتي هتبقى مرات ابني"
فوقفت ليل بصدمه لتقول سريعاً بزعر
"نعم "!!  "مرات مين"!!
فتحدثت رغد سريعاً
"خلاص خلاص يا ليل تعالي"
ليل وهي مازالت تنظر للبائعه بتعجب
"استني يا رغد دي بتقولي عروسه ومرات ابنها!"
فشدت رغد يدها بقوه لكي يذهبوا لان رغد تعلم ان تلك البائعه لسانها سليط.
ليل وقد استوعبت ما حدث
"يعني يعني ماما هتجوزني ابن البياعه"!!
رغد بحزن عليها
" ليل..اهربي يا ليل"
فتقدمت ببطئ نحوها راسما على وجهها الجمود والصدمه لتقول
"اهرب"!
فقالت رغد بنبره حزينه لانها لا تريد مفارقه صديقتها
" اهربي يا ليل عند خالتك "
فكانت ستتحدث ليل ولكن رغد اوقفتها قائله
"مش انتي بتقولي علطول ان خالتك حنونه عليكي روحلها يا ليل "
ليل بتفكير
" بس... "
رغد سريعاً
"مبسش روحلها، اي عايزه تتجوزي ابن البياعه ويبقى ولا تعليم ولا حياه سعيده انتي مش شايفاها عامله ازاي وحياتهم عامله ازاي..اي مفكره ان ابن البياعه هيسمحلك تطلعي دكتوره وتكوني اعلى منه"
فنظرت ليل الى اللاشئ بتفكير
ولكنها لم تفكر كثيراً حيث قالت
" لا لا مقدرش اهرب يا رغد دي ممكن تقتلني"
غمغمت بمراره وعجز مكملاً
" بس اتصدقي دي هي عايزاني امشي عشان تتجوز"
فتنفست رغد بحزن على حال صديقتها قائله
"روحي لخالتك يا ليل صدقيني هترتاحي"
ليل وهي تنظر اليها
"بس هكون تقيله اوي"
رغد بنفي
"تقيله اي انتي مش بتقولي بتحبك "!
لتزفر بقله حيله قائله
" هشوف يا رغد "
فأبتسمت رغد لها بحب.
**
"نعم تاخديها فين "!!
قالتها نعمه وهي تصرخ بغضب
فتنفست ناديه بهدوء مستكمله حديثها قائله
"يا نعمه مش انتي هتتجوزي،سبيني اخدها ومتخربيش حياتها "
نعمه بجنون
"لااااا مش هتاخديهاا"
ليل من الخلف صرخت بقوه قائله
" لااا انا عايزه اروح عند خالتو "
سمعتها نادية وابتسمت بسعاده ولكنها هذأت ملامحها السعيده فور ان سمعت صراخات ليل اثر ضرب والدتها لها
فصرخت قائله
" سبيها يا نعمه متضربهاااش هي معملتش حاجه غلط"
ولكن لا احد كان يسمعها.
نعمه بصراخ عليها وهي تضربها بعصا المكنسه بقوه
"بقى انا ربيتك وخليتك زي البقره وتيجي في الاخر تقوليلي هروح لخالتو،انتي مبيطمرش فيكي حاجه بقى انا بجوزك عشان متقعديش لوحدك تقومي تقوليلي لااا وهتعلم تعليمممم اييييي هي الناس اخدت اي من التعليم يا بلوه ان.....!!!
فصمتت حين انكسرت عصا المكنسه على ظهرها فذهبت سريعاً تجاه المرحاض وجلبت الخرطوم
كانت ليل ستهرب بوجعها وشهقاتها العاليه ولكنها لم تفلت منها فهي امسكتها من اطراف شعرها وظلت تضرب بها بغير ادنى رحمه..
ناديه مازلت تصرخ فأمتلئ من كان في المنزل في الغرفه التى تقيم بها من اسامه وعمر
عمر بخوف على والدته:
" مالك في ايييي"
فأمسكت نادية الهاتف وضربته في الحائط بقوه وهي تصرخ بنعمه
قائله بصراخ
" بتعمل فيها زي ما كانت امنا بتعمل فينا، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا نعمه حسبي الله هتعقدي البنت في حياتهاااا "
فاقترب منها زوجها وضمها حتى تهدأ
اما عمر فكان يقف بصدمه وحنين ترتعش خوفاً من الذى سمعته فهي كانت تسمع صوت العصا وما بعدها، صوت صرخات ليل المترجيه، صوت والدتها الغاضبه كالمجنونه!
فرأها عمر في هذه الحاله ولم يتحمل مظهرها بعيونها الحمراء فذهب لها فوراً وجذبها الى صدره
وهو يهمس ويقول
"بس بس اهدي مفيش حاجه"
فجاء اسامه وطبطب فوق ظهر اخته وهو لا يعى شئ
ليل بصراخ وهي تحاول تناول الخرطوم من والدتها
"بكرهك،بكرهككك"
وكأنها بكلماتها تلك زادت من لهيب نارها التى تشتعل داخلها لتهدر بصياح
" يا بنت* انا هربيكي،مهو راح اللى كان بيكسرك بكرة يجيلك ويعلمك الادب يا صايعه، عايزه تسيبي البيت وتدوري على حل شعرككك"
ليل ببكاء مرير
"حح بكرهكم كلكم بكرهكمممم"
ناديه لعمر
" روح يا عمر انت واسامه هاتوها ونبي"
فاقترب منها عمر وهو يقول لها بهدوء
" حاضر بس اهدي انتي ومتتعصبيش"
فناديه مصيبه بالضغط وهما يخافوا عليها
ناديه بهدوء كاذب
"طيب،حاضر يلا روحوا "
فمرر عمر نظره الى اخيه لكي يذهبوا
فوافق اسامه فوراً

نعمه وهي مازالت تضرب بها
" انتي حرام معاكي الاحترام اخرك تتجوزي انهارده وتروحي على بيت جوزك وتغوري في داهيه"
وعندما سمعت ليل هذا جن جنونها ولم تشعر بشئ إلا وهي تصرخ بقوه
حتى جاء الى منزلهم الجيران لكي ينقذوها من يد نعمه
كانت نعمه تتعمد ضرب ليل على قدميها مثلما ما كان يفعل احمد دائماً،
حتى ان ليل في مره من المرات شكت بقدميها انها تألمها ولكنهم لم يهتموا
صراخات متتاليه اصدرتها ليل بقهر كانت تتمنى في هذه اللحظه ان تموت وتخرج روحها من جسدها ولا تشعر بهذا الالم،فكانت كلما ابتعدت والدتها عنها لبرهه كانت تعتقد ان هذا العذاب انتهى ولكنها كانت تعود بقوه مضاعفه وتضربها على اطراف جسدها حتى تزيد من المها، هلكت نعمه وجلست على المقعد بتعب فهي قد ضربتها كثيراً.
نظرت لها ليل بوجه متعرج، لونه احمر من شده البكاء وتحمل الالم، كانت تتحسس قدمها بألم بدموع وشهقات كثيرة، تسمع صوت ضربات على باب منزلها ولكنها لا تعى بشئ غير انها تريد ان تتخلص من هذا المنزل، من هذه الام، من هذه الحياة!
تحملت على نفسها بألم وهي تنظر الى والدتها بعيون راجيه لا تريدها ان تعود وتضربها من جديد
سعدت بشده حين خطت خطواتها ولم تستمع الى حديث والدتها، فكان احمد كلما ضربها يقول لها ان تجلس امامه وإلا سيضربها من جديد
دخلت الى غرفتها واغلقت الباب خلفها!
تباً لتلك الفوبيا ولكنها لا تريد ان ترى والدتها
لا تريد ان تتعذب من جديد.
تريد ان تطير حره
جلست على الارض واطلقت شهقه عنيفه حين تذكرت والدتها وهي تضربها بغير رحمه ووجعها الذى لا يزول
والدتها التى غير عابئه لصرخاتها وترجيها لها ان تتركها وشأنها
حقاً تكرها وتريد تركها.

سمعت صوت الهاتف
فركضت تفتح الباب وهرولت نحوه فهي تعلم انها خالتها بالتأكيد.
سعدت عندما لم تجد والدتها في المنزل
ففتحت الهاتف وقالت سريعاً ببكاء مرير
"تعالي خديني ونبي يا خالتو تعاااالي خديني"
ناديه ببكاء على حالها
"يا حبيبتي عمر واسامه جايين ياخدوكي والله ما هسيبك عندها تاني انا غلطانه اني سبتك من زمان"
فاطلقت ليل العناء لشهقاتها من جديد
تبكي بقوه على حالها هذا
"بالله عليكي يا ليل متعيطيش يا حبيبتي خلاص هما جايين في اسرع وقت وهتخلصي منها "
فقالت ليل ببكاء
"انا تعبت اوي يا خالتو تعبت اوووووي، كل يوم اضرب واتشتم واتهان،كل يوم اعيط، تعبت وزهقت من نفسي ومن حياتي"
ناديه ببكاء
" عارفه يا حبيبتي عارفه وانا والله غلطانه اني مأختكيش من زمان "
ليل بشهقه بكاء
"تعالى يا خالتو خديني ونبي انا رجلي وجعاني اوي"
ناديه وهي تمسح دموعها بتعلثم
"عمر عمر واسامه جايين ياخدوكي والله"
فجلست ليل على الارض لانها غير قادره على الوقوف على قدميها فجلست تمسك قدمها وتبكي بقوه
تابع

⤶المصـابــه بالكتـابــة
جروب خــــيــــال✨

مـُنقذ ليلWhere stories live. Discover now