أسير الفصاحة

38 6 8
                                    

الفصل الرابع

"لما اكتفيت بالمشاهدة، ولم تحمني كما حميتني المرة الأولى؟"

"لما اعتقدت أن إنقاذي من مزاد العبيد سيكون القرار الأفضل لي!! أكنت أعمى لم ترى الجيوش المحاطة حولنا. كان الواقع واضحاً، لكنك وددت لعب دور البطل، وانتهى الأمر بتركك لي أموت كقربانٌ لشخص لا أعرفه أو حتى يعرفني—عندما أتى الواقع ببشاعته أصبحت تؤدي دور الضحية حقاً.؟ أكنت سعيداً عندما احترقت حيةً أمام عينيك؟" الفتاة المقتولة تخاطبني!!
..
...
خطأ...خطأ
لم أكن سعيداً، أقمت مراسم عقدي، وقتلت من هم حولي دون وعي!! كل ما في الأمر هو أنكِ السبب فيما حصل، لولا ضعفك و صراخاتك لما اضطررت لقتل الجيوش وتحقيق أمر ذلك العقد اللعين.
..
"لكنك بكيت لأن واقعي تشابه بـ واقع أمك!! إذا كانت أمك في مكاني حين القربان. أكنت ستقف مكفوف الأيدي؟." ردت قائلة.
..
غير صحيح!! لم أبك بسبب تذكري لأمي بل لضعفك!!! فأنا أرفض أن يتم قتل أحدا كقربان لأجل بشري آخر...
..
"إن كان الأمر كما تقول، فلما تركت شيئاً ترفضه يحدث أمام عينك دون المكافحة لإيقافه؟" تسأل.
..
لأن ببساطة، لم أستطع أن أذرف دمعة، لم تستطع عيني البكاء لإنقاذك، أجهل كيفية عمل عقدي وتفعيل تلك القوة، تفهمي موقفي! ...
..
"لماذا ذرفت الدمعة لأجلي في مزاد العبيد إذاً؟" تسأل بغضب.
..
ذرفتها لأنني تذكرت أم—
...
"حسناً، إنك لا تبكي حتى تتذكر شيئاً غاليٌ على قلبك فقط. ألا تسمّي ذلك بالأنانية؟" تخاطب باستغراب
..
أنا...أنا!! أنا أردت إنقاذك، لكنني مستضعف حينها، الإرهاق وإحساسي بالندم تجاه قتلي لذلك العدد من الجيش. جعلني في حيرة أبعدتني عن استيعاب واقعك المؤلم!!
..
...
"ألم تقل أنك تود من هذا العالم أن يشعر بالندم وأنت لم تشعر به عندما قتلوني حرقاً أمامك! ألا تشعر بالخزي من نفسك، تود من العالم أن يعرف ما معنى الندم تجاه أفعالهم وأنت لم تستشعر به...عواقب فعلتك انتهت بقتلي في أبشع صور التعذيب." تكمل حديثها تلك الفتاة.
..
توقفي.. أرجوكِ. الأمر لم يكن هكذا منذ البداية!! الانتقام كان دافعي الوحيد في القتال، حالما انتقمت من ذلك المسن، كما لو ماتت رغبتي في العيش لوهلة. لما لا تستطعين تفهم موقفي. لا أعلم حتى لما انتهى المطاف بي بلقائك، أنني أتقطع من الداخل. لذلك أتوسل إليك! بكل ما لدي، التمسي العذر لي، لم أكن أعلم...
..
"هذا ما أردت أن أبوح به." تجاوب الفتاة!!

*بالتفكير في الأمر!!، كيف يمكننا الحديث. ألم تموتي؟ *

" ...قد قست عليك بكلامي، لكنني وددت أن ألوم أحداً على ما حصل." تكمل جوابها

*حقيقة الأمر أنها صماء، ولا تتكلم فكيف لي أن أخوض بنقاشٌ معها*
..
قد تتساءل كيف لي أن أعاتبك وأنا ميتة! التي تحدثك الآن أنها أنا الفتاة الصماء لكن من عالمٌ موازٍ!! الأمر غريب صحيح؟ لا أعلم كيف أمكنك رؤية هذا العالم. أظن أنه من المكتوب لنا أن نلتقي كي تسمع ما شعرت به نسختي الصماء عند موتها.

Universal Regret الندم العالميWhere stories live. Discover now