السُبات المختلق

51 5 18
                                    

الفصل التاسع

أُبيدت المملكة الخامسة؛ باكلوفز عن وجه الأرض!! نتجت الإبادة عن موت نصف مليون نسمة!! أحلام الصغار، أهداف الكبار، أرواح الأحرار، وصرخات العبيدجميعها دُفنت تحت ركام الإبادة...تم الإعلان الطارئ لوجود المنبوذ؛ سليل راكناس الذي يهدد أمن الإمبراطورية الموحدة. فجوةٌ سوداء ظهرت في سماء كوكب الأرض بقوةٌ أستعان بها سولجان من خارج عالم البشر المُقّيّد، لم تكتفِ تلك الفجوة بإلتهام أرض المملكة المنشودة بل أصبحت بوابةٌ لعوالم متوازية أخرى، الفوضى الكارثية قد بدأت بعد ذلك اليوم المشؤوم!! •

وجدت نفسي في ظلامٌ دامس لا أرى فيه حتى يديَّ، خوفٌ تلبسني أنسّاني من أكون!! أتتني الوحشة من كل صوب، لوهلة ذلك المتبلد الذي عاش بي قد توفى، لم يعد له وجود. لقد أرتعبت، نعم!! الفتى المنبوذ الذي يهدد سلام البشرية يرتجف خوفاً وسط ذلك الظلام الصامت..ثم سمعت صوت طفلةٌ تبكي!! لكن لا أرى شيئا. تتبعتُ مصدر الصوت ولاحظت أمراً؛ كلما أقتربت من ذلك الصوت الرنان بالبكاء، يتلاشي الظلام من حولي تدريجياً، حتى وصلت لها؛ لم أصدق ما رأيت؛ كانت تلك الباكية هي فياء!!!، الفتاة التي ماتت أمام عينيَّ في سوق العاصمة!! شعرت بغصةٌ تخنق مسار تنفسي!! هلمتُ لضمها كي تطمئن..لكنها أختفت كإختفاء الضباب العابر ثم وجدت ذاتي في شاطئٌ رماله سوداء وأمواج بحره حمراء اللون!! منظر كئيب يكاد أن يسلب عقلي الواعي منّي!!

ظلام دامس ثم بحرٌ أحمر تتخبط أمواجه الهائجة برمال الشاطئ الأسود...ما هذا؟

أبصرتُ أشياءٌ تطفو في مياه البحر، كالجماجم والعظام!! غمرني الرعب والقشعريرة تغرزني. كان من بينها؛ سبعةُ أيادي تلوح لي على سطح البحر...أمعنت بنظري فإذا بيدُ رضيعة تستنجدني، وأخرى يد إمراة تفعل المثل..نهضت نحوهم وكافحت أمواج ذلك البحر النتن ذو الرائحة الحادة حتى تتسنى لي المقدرة بإنقاذهم وحالما أقبلتُ على تلك الأيادي؛ فإذا هي أمي المتوفية وتلك اليد الصغيرة كانت لأختي الرضيعة!!!وجدت جثثهم غارقه عدا أياديهم البارزة. وظهرت حينها رؤوس أشخاص من حولي بينما أطفو في ذلك البحر الكئيب؛ رؤوساً مقطوعة تحوم من حولي! حتى أرتطم بي إحداهم؛ رفعت ذلك الرأس وأستشعرته يبكي ويصدر صوتاً كنحيبٌ حزين! نعم، لقد كان ذلك رأس صديقي الوحيد؛ زادر...صرخت حتى تقطعت أحبالي وخرج الدم من مجرى المريء!! ما هذا البحر الملعون؟ لما أرى جثثٌ في بحرٍ نتن!!؟ بدأت تلك الأيادي بالامساك بي وسحبي لعمق البحر!! أيادي أمي، اختي الرضيعة، زادر وغيرهم!! بشكلٍ سوداوي؛ أكُفّتهم قد أغلقت أُذانيَّ وأخرى قد أغمضت عينيَّ وبعضها أسكتت فمي...غرقتُ في عمق ذلك البحر الأحمر وعمَّ الصمت مجددا.

Universal Regret الندم العالميWhere stories live. Discover now