جبل الأحجيات

8 1 0
                                    

ظننت أن حس البطولة شيءٌ مكتسب، بل ظننت أنها غريزةٌ مزروعة بداخلنا منذ الطفولة..من رأى البطل في صغرهِ، سيمضي بقية حياته ساعياً ليكون كقدوتهِ البطولية. ومن عانّى قساوة العالم في صغره، سيسعى لانتقامه الخالص وحينها سيراهُ العالم كالمجرم المطلق، بينما هو مرآة عكست نتيجة أفعالهم الوحشية
..

أنتهت المدعوة هبة من دفن زوجها وأنطلقنا في رحلتنا إلى قرية النجيم، باحثاً عن أجوبتي لكن لم أعتقد بأن إمراةٌ ستصاحبني في هذه الرحلة.

"هبة، لمتى ستلتزمين الصمت؟ قد مرّت ثلاثة ليالٍ منذ دفن زوجك..لا زلت أملك عدة تساؤلات حولك وحول هدفك خصوصاً عودة عينيك هاتين، كل ما نظرت إليهما حُبس لساني عن الكلام وعضلاتي عن الحركة—" أحدثها ثم قررت أن تتحدث وأخيراً؛

"نعم، ما قلته صحيح، عينيَّ ليسوا سوى هدية إبرامي لعقد مع مسنة أتتني في المنام عندما أنقذتني من ذلك الحريق، في تلك الليلة، أتت لي لا أعلم ان كان حلمٌ أو حقيقة لا أستطيع وصفها؛ مكان مليئ بالبياض ولا أرى سوى تلك العجوز التي أمتلكت ذات العينين، أخبرتني مقابل قتلي لزوجي الذي سبّبَ دماري وضعفي، ستعود لي عيناي لذلك عدت لقتله، لقد ناقضت حُبّي..قتلت حبيبي لأعيد بصري الذي سلبه ذلك الحبيب..." تجاوبني.

"لقد كنتِ مبصرة، صحيح؟" أسألها
"بشكل طفيف، كما لو تغطيني عباءة سوداء تحجب نظري..لذلك جرحت كفّي عندما جلست أبحث عن سكينتك في سرج الحصان" تقول هبة.

"عيناكِ ليستا ببشرية، عدساتكِ تتلون باللون البرتقالي يحوم حولها المحيط الأخضر ذو الأطراف الزرقاء بمزيج سحري لا يمكن للبشر ان يمتلكونه" أخبرها.
..
..
عم الهدوء بينما أمشي بخطواتي المملة بجانب هذا الحصان الأشقر، الذي استعرته من الرماح صابر..قدمّاي بدأت تضمران، لقد تعبت من مسيرة أربع أيام في هذا الصحراء ولا زلت لم أصل لوجهتي—لكن قاطعني سؤال أنساني التعب؛

"أنت سليل راكناس؟ الشخص الذي يسعى لجلب الندم لهذه الإمبراطورية أليس كذلك؟" هبة تسألني بينما أتفادى النظر إليها خاشياً أن أقع في قوى عقدها المريب.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Universal Regret الندم العالميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن