4| برج إيفل.

93 15 11
                                    

أرّسُم لأرّسِم حياةً جديدة لي.
أنا فقط أرّسِم لهذا الهدف.

__________

بهدوء غريب فتحت عيناها تستشعر المحيط بسمعها، يدها اليسرى تؤملها بقوه تخبرها ان الدم كان يسري بشرايينها بصعوبه، ارجلها متيبسه تأبى الحراك وعقلها يكرر لها كابوسها التي عاشته منذُ قليل.

تكثر كوابيسها لكن تقبلها لهم يصعب عليها، كل كابوس يكون واقعي اكثر من الاخر.

يدها التي كانت تؤلمها بدأت تخف ثم تنمل كانها صرخات الشراين المرحبة بعودة الدماء لمجراه الطبيعي، ارجلها ببطئ تحركت ثم بعيناها مسحت المحيط مجددا تشتم نفسها لاغلاق كل الانوار يوم امس، فالهلع عاد لقبها بقوه فور ان حطت عيناها على الزوايا المظلمة.

يدها اليمنى تحركت سريعا تحت وسادتها التي متاكده انها وضعت الهاتف تحتها هناك يوم امس، هي تستعد لمثل هذه الامور فهي دوما تحدث، ولا يتعلم الحمار من درس الامس بل يفضل إعادة مجرياته بنفس الندم.

فور ان لمست يدها الهاتف البارد قلبها تنهد وبسرعة اخرجته تشعل الضوء الخلفي للهاتف تعيد مسح المحيط لاراحة عقلها وقلبها معا.

حينها فقط رضى العقل بتحريك ارجلها لتقوم تتجه نحوى جهة المطبخ تملئ لنفسها كوب من الماء تروي عطشها الغريب، واقعيه احلامها تجعل التعب بالحلم ينتقل حتى للواقع بشكل غريب، هي تشك بكونها تنتقل من عالم لاخر لا من حلم لواقع.

" وقتما تحتاجي إليّ اتصلي بي رقمي معكِ على كل حال " من دون سبب عقلها ارجع لها هذا الحديث كانه يرغب بالحديث معه او انه فقد أدمن هذا رغم انهم معا منذُ اربعة ايام فقط، هي تكرهه تعلقها السريع بالبشر فهو دوما يُخذل لكنه يعيد التعلق ولا كأنه قد جرح أكثر من مره.

لكن هل ان اتصلت به الان سيرد عليها؟ خصوصا بعد ما قالته يوم أمس، او حتى بالرغم من تأخر الوقت؟، هذا مافكرت به بعد ان ابعدت كل الافكار.

تنهدت تشد شعرها للخلف تستقيم بعمودها الفقري تقرر تجاهل افكارها واخذ حمام لاراحة عضامها وعقلها لذلك اخذت خطاها نحوى باب الحمام تفتحه تدخل تقوم بتشغيل المياه على درجة لايتحملها الجلد البشري لكنها هي تفعل ثم تخرج لتجلب بعض الاشياء.

لا بأس بتدليل نفسك بعد ايام مرهقه، حتى لو كنت مريضا نفسيا انت لا تزال بشريا لتفعل ما يفعلونه.

ثم عادت بعد ان امتلئ الحوض تشعل بعض الشموع المعطره تضعها في اماكن متفرقه فوق حوض الاستحمام البيضاوي، كانت تملك من قبل بتلات زهور خاصه بالحمام قد جلبتها له تريستا مره لذلك هي اخذت تنشرها فوق المياه التي تخرج بخارا من سخونتها، ثم وضعت القليل من معطر الجسد على المياه.

رائحة الحمام اصبحت كرائحة حديقة زهور الليمون، فـ معطر الجسد والشموع كانت بنفس الرائحه.

قبلتان وثلاثة أميالDär berättelser lever. Upptäck nu