Ch.3

38 9 5
                                    

كان قد مرّ شهرٌ على جحيم المؤسسة ولكنه لم ينتهي بعد،ولا حتى أحلامي المزعجة،اقصد حلمي المزعج؛ لأنه دائمًا ما يكون نفس الحلم،نفس الغابات،نفس الشعور المرهق، ولم تنتهي معه الخطط اللانهائية للفتيات في محاولتهن للإيقاع بسيبستيان،آااه..هذا الفتى الذي بدأت أشك في كونه مجنونًا، لقد كان يتمتم بكلام لا أسمعه كثيرًا وكأنه يتحدث مع نفسه،وفي احيانًا أخرى كنت أشعر انه يكلمني انا،ولم ينتهي الأمر هنا، بل كان يلتفت محدقًا لي من دون سابق إنذار،واكتشفت انه هو هذا الفتى الذي كان يقف عند المصعد في أول يوم دراسي،أي أنه يقطن معي في نفس المبنى السكني،ولولا ذلك لما كنت شعرت بأنه يتتبعني، مع اني لازلت أشعر بذلك.

كان اليوم هو الثلاثاء وهو يوم الأجازة الأسبوعية لي، وليس لوالديّ بالطبع، فكل مؤسسة لها إجازة خاصة بها، و زيٌّ خاص بها، فمثلا المؤسسة التعليمية إجازتها يوم الثلاثاء و زيها هو الأبيض،أما أمي وبما أنها تعمل في دار العدالة فترتدي الأبيض والأسود وإجازتها يوم الأثنين،وأبي يعمل معالجًا في دار الشفاء فيرتدي الأزرق الفاتح وإجازته تكون يوم السبت،وبهذا فلا تجتمع عائلتنا الجميلة سوى صباحًا في أوقات الإفطار، ومساء عند العشاء،وهذا يجعلني وحيدة طوال اليوم، في الصباح كنت قد فكرت في الذهاب إلى نهاية المدينة حيث الشواطئ ذات الرمال الناعمة المطلة على البحر الذي لا نهاية له،ولكن بما أنني أسكن في أقصى شمال المدينة وهذه الشواطئ تقع في جنوب المدينة فستكون رحلة طويلة وستحتاج مجهودًا ليس موجودًا من الأساس، ولذلك قد حلّ الليل عليّ و انا الآن أستلقي على ظهري محدقة في سقف الغرفة، كان ذلك حين سمعت شيئا يخربش بالقرب من نافذتي التي تركتها مفتوحة،فكرت أنها يمكن أن تكون قطة أحد السكان الهاربة،فهذا يحدث غالبًا ولكن ليس هنا.. مهلًا..كيف لقطة أن تصعد للدور العشرين، انتفضت من مكاني وقمت جالسة وحين وجهت نظري للنافذة رأيت أصابع تلتف حول مزلاج الشرفة،انتفضت قلبي وثَقُلَ تنفسي وتوقف عقلي عن العمل لدقيقة كاملة أستطاعت خلالها هذه الأصابع أن تتحول لأذرع ترفع شخصًا لداخل غرفتي، يا إلهي...،اظنني اسمع صوت دقات قلبي العنيفة في أذني، نهضت من السرير سريعًا لأقف بين الطاولة والسرير،كان ذلك الشخص يقف بين الظلال خلف النافذة بإنشات،خلف الضوء بإنشات،فلم أستطع رؤية وجهه،فقط رأيته ينفض ملابسه ويتمتم
《حسنًا،لقد كان يستحق هذا العناء》
يا إلهي انا اعرف هذا الصوت، ولكنه قد تقدم إلى الضوء،ولكني كنت قد عرفته أصلًا
《م..م ماذا؟!
ما الذي تفعله هنا؟
ماذا تريد؟
إن اقتربت مني لن تسمع سوى صوت صافرات حراس السلام》
قلت ذلك وتناولت أول شئ وقعت عليه يديّ من على الطاولة وكان احد كتبي الدراسية،《لا بأس سيفيدني في تأخيره》أخبرت نفسي بينما أرفع الكتاب في وجهه الخمري الحاد،قال رافعًا يديه ناحية رأسه معلنًا سلامه
《لا تقلقي لم آتي لأؤذيكي،انظري لا احمل سلاحًا ..ويمكنك تفتيشي ..إذا اردتِ》قال آخر جزء في جملته بابتسامة جانبية خبيثة،ولكني لم أنتبه له أو لكلامه بينما فكرت أنه يمكنني تضليله من ثم الهروب خارج الغرفة لأضغط زِر الإنذار*

𝐸𝑥𝑝𝑢𝑙𝑠𝑖𝑠 || إكسبولسيس Where stories live. Discover now