Ch.6

37 8 5
                                    

《سيدي العمدة، لقد سألني ابني منذ بضعة أيام عن كيفية صناعة الطعام، وفي الحقيقة لم اعرف بما أجيبه، فهل يمكنك الإجابة عن هذا السؤال》
هذا نفس السؤال، نفس السؤال الذي سألني إياه سيبستيان، فأجبته إجابة نبعت من مخيلتي، توترت وانتظرت الإجابة من العمدة، آملة أن يجيبه إجابة تسحق كل ما قاله سيبستيان، أومأ العمدة لهذا الرجل ليجلس، ثم تكلم

《اولا إجابة على سؤال إبنك، فالمدينة لديها الكثير من الحقول التي تزرعها وتحصدها آليًا بدون الحاجة للعنصر البشري، وثانيا يا سيدي المواطن يجب أن تتعلم كيفية الرد على أسئلة الصغار لإنك كبير بما يكفي لتعرف كيف ترد على مثل هذا السؤال الساذج》

عاد الناس يصفقون مرة أخرى بينما تسمرت انا مكاني، هذه هي نفس الإجابة ايضا، إلا أنه أضاف "آليًا"
ما الذي يعنيه بهذا؟ هل يأكل كل هؤلاء الناس من وراء الآلات؟ ألا يتدخل الإنسان في أي جزء منها؟
ولكن... لما لا نرى هذه الحقول في الخرائط التي ندرسها باستمرار في صفوف الجغرافيا؟!

كان عمدة المدينة قد رحل من على المنصة وبدأ الناس في الرحيل، وكان والداي يهمّان بالرحيل أيضا، عندما وقفت وأخبرتهم
《سأذهب إلى مركز المدينة》

《حسنا ولكن لا تتأخري》
ردت أمي بينما لمحت من وراء ظهرها سيبستيان الذي بدا هادئا للغاية على عكسي، وأرجو ألا يكون قد لاحظ التوتر البادي عليّ، خلفت لهم ظهري وغادرت، بينما عادت الأسئلة تتراطم في عقلي مرة أخرى، إن أبي وأمي يظنان في الأغلب أنني سأذهب لشراء بعض ملابس الشتاء أو بعض الأحذية، إلا أنني سأذهب لمكتبة المدينة، سأحاول البحث في قسم الجغرافيا عن أي دلائل تشير إلى وجود حقول ومزارع، ارجو ان أجد ولو حقلٌ واحد، يثبت صحة كلام العمدة، ويكذب سيبستيان المغرور، كان معظم الناس متجهون لمركز المدينة للحصول على الخصومات التي لا تتوفر إلا في هذا اليوم، فكنت أرى من مكاني زحامًا شديدًا عند مدخل المركز، بعد دقائق عندما وصلت لهذا الزحام حاولت المرور من بينهم مستغلة قصر طولي، وبعد صراع ظننت انه سيدوم طويلا دخلت أخيرا لداخل المركز، واتجهت سريعا ناحية سلالم المكتبة، كانت أعداد الناس تقل كلما اتجهت للمكتبة، فنادرًا ما تجد احد هنا بينما الخصومات والأسعار الزهيدة على الجانب الآخر، عند نهاية السلالم رأيت بابًا بين ممرين مفترقان، كُتب فوق هذا الباب "المكتبة" بخط عريض وأنيق، لم انتظر كثيرا ففتحت الباب ولم أستطع كبح دهشتي، كانت غرفة دائرية كبيرة، أحاطت الرفوف المليئة بالكتب بجميع اتجاهاتها، وعندما رفعت رأسي رأيت سقفًا عاليًا ومقعرًا رسمت بداخله مساحات بيضاء كثيرة، أتضح في النهاية أنها سحبٌ بيضاء وأخرى ملونة تحمل بداخلها رسمة تكاد تكون حقيقية للحصان وحيد القرن رمز إكسبولسيس، رأيت هذا السقف يرسل خطوطًا عمودية على طول الجدران حتى تلامس أرضية الغرفة، وتلتقي كل هذه الخطوط في مركز الغرفة

𝐸𝑥𝑝𝑢𝑙𝑠𝑖𝑠 || إكسبولسيس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن